فسيفساء على مساحة 450 كيلومتراً مربعاً

«هاليبرتون».. طبيعة بكر لم تعبث بها يد الإنسان

صورة

بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناطق البرية الممتدة على مساحات شائعة، تشتهر كندا، ويمكن للسياح استكشاف غابة هاليبرتون، من خلال السير على ممشى قمم الأشجار «Canopy Walk».

وتلقي أشجار القيقب بظلالها على الأرض، التي تختفي في العمق أسفل الممشى الخشبي، ويبدو لحاء أشجار البتولا الصفراء بشكل متأكل للغاية كأنها ثعابين وقد تخلصت من جلودها، وتمتد أشجار الصنوبر لارتفاعات عالية، ولذلك كانت تستعمل جذوع هذه الأشجار في صناعة صواري السفن.

ويصل ارتفاع ممشى قمم الأشجار إلى 20 متراً، ويتيح للزوّار فرصة رائعة للتنزه، إذ يتم ربط السياح بأحزمة أمان متصلة بحبال. وأنشئ هذا الممشى في الأصل «لأغراض علمية بحتة»، إذ لم يكن بإمكان العلماء مشاهدة الغابة بسبب الأشجار، ولكن من أعلى فإنه يمكن دراسة الغابة بصورة أفضل، وقد اكتشف الباحثون هنا خمسة أنواع من الدبابير لم يكتب عنها من قبل.

وتمتاز هذه المنطقة بالأجواء البرية، حيث تعيش بها الدببة السوداء. ومع ذلك يمكن الوصول إلى غابة هاليبرتون بسهولة وبطريقة منظمة، إذ تنظم الكثير من عروض الأنشطة في الهواء الطلق بصحبة مرشدين سياحيين.

على ضفة البحيرة

وتتشكل غابة هاليبرتون من فسيفساء طبيعية على مساحة 450 كيلومتراً مربعاً، وتنتشر بها المستنقعات والجداول المائية والبحيرات الصغيرة.

ويمكن للسياح حالياً المبيت في المخيمات أو الشقق أو في أكواخ خشبية ريفية أو على ضفة البحيرة في بعض الأحيان، وزادت شهرة هذا الموقع، من خلال تدشين ممشى قمم الأشجار ومركز الثعالب، الذي يضم مساحة كبيرة مخصصة للحيوانات.

مركز الثعالب

وتصطحب المرشدة السياحية، جوليانا فانتيلينجن، الزوّار في المساء في رحلة مثيرة، وتصف المرشدة البالغة من العمر 29 عاماً نفسها باسم «عواء الثعلب»، وعندما تطلق أول عواء لها، يعود إليها بحفلة موسيقية من عواء الثعالب الموجودة في المركز الكبير.

ومع ذلك يبدو هذا المشهد مصطنعاً بالكامل، لأن هذه الحيوانات لم تولد في الطبيعة البرية.

ومن الجولات المثيرة أيضاً في غابة هاليبرتون الانطلاق وسط الطبيعة البكر، التي لم تعبث بها يد الإنسان، سواء كان ذلك في رحلات القوارب الكانو، أو سيراً على الأقدام أو بواسطة الدرّاجات.

وتزخر غابة هاليبرتون بالعديد من مسارات التجوّل لمسافات طويلة، وشبكة من الطرق الجبلية، التي يمكن الوصول إليها بواسطة الدرّاجات الجبلية أو السيارات.

ولم تمتد يد الإنسان تقريباً إلى الجزء الشمالي من منطقة الغابات والبحيرات، وتندمج هذه المنطقة غير المسيجة في محمية مقاطعة «ألجونكوين»، وتمتاز هذه المنطقة بعدم ازدحامها بالزوّار، خصوصاً خلال ذروة الموسم السياحي في الصيف. ويظهر فجأة ثعلب مندفعاً على الطريق، ويشاهد السياح هنا أيضاً فطريات الأشجار وآثار الثعالب والنباتات المفترسة، التي تجذب الحشرات إلى فخاخها.

وقال عالم الغابات آدم جورجوليفسكي: «إن وجود أعداد كبيرة من حيوان السلمندر، تدل على أن الغابة صحية».

ويقوم عالم الغابات البالغ من العمر 32 عاماً بتنسيق المشروعات البحثية في غابة هاليبرتون.

• ارتفاع ممشى قمم الأشجار يصل إلى 20 متراً، ويتيح للزوّار فرصة رائعة للتنزه.

• تزخر الغابة بالعديد من مسارات التجوّل لمسافات طويلة، وشبكة من الطرق الجبلية.


 

مخاوف

ينتشر مرض لحاء أشجار الزان في الغابة بسبب فضلات الحشرات والفطريات، وبالتالي تسود مخاوف بشأن أشجار الزان، التي تعتبر واحدة من أشهر أنواع الأشجار في الحديقة، والتي تضم أكثر من 20 نوعاً، ويتوقع أن تموت هذه الأشجار خلال السنوات الـ10 المقبلة.

ولكن في المقابل، توقع عالم الغابات، آدم جورجوليفسكي، نمواً جديداً في الغابة، حيث يتم إنتاج شراب القيقب الخاص بالمتنزه في الفترة من فبراير إلى أبريل.

تويتر