مختصون يؤكدون أهمية توظيف المنصات الرقمية بما يضمن حقوق الملكية الفكرية

الذكاء الاصطناعي والنشر.. علاقة «إيجابية» محفوفة بالمخاطر

صورة

شكلت تقنية الذكاء الاصطناعي (AI) في الآونة الأخيرة تحولاً كبيراً في العديد من المجالات ومنها مهارة القراءة والبحث باستخدام المنصات الرقمية، لاسيما باختلاف الأساليب الحديثة وتطورها في ظل الانتقال إلى عصر الذكاء الاصطناعي؛ ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي» وغيرها من الأدوات، ظهرت تحديات تؤثر في قدرة الجيل الجديد على توظيف هذه المنصات بطريقة قيمة من جهة، وشكلت تحديات للناشرين في ما يخص حماية حقوقهم الفكرية والأدبية من جهة أخرى، وأجمع عدد من الناشرين والمختصين لـ«الإمارات اليوم» على وجود تحديات وأشاروا إلى أهمية توظيف هذه المنصات والأدوات الرقمية لخدمة القراء والناشرين بطريقة تضمن الحقوق الفكرية وتسهم في نشر المعرفة.

احترام الحقوق

وأشارت مدير عام «مؤمنون بلا حدود للنشر والتوزيع» د.ميادة كيالي إلى أهمية تأسيس جيل واعٍ بأصول البحث عن طريق المكتبات، والمواقع الإلكترونية وأدوات الذكاء الاصطناعي كالـ«Chat Gpt» مشيرة إلى الحاجة للتربية الأكاديمية ليتم الاستفادة من الأدوات الرقمية بأفضل صورة، مؤكدة بذلك أهمية استخدام المكتبات الإلكترونية بالتوازي مع المكتبات التقليدية التي لم تفقد أهميتها في العصر الرقمي، وقالت: «يعد الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدين فهو يسهم من جهة في نشر الإنتاج المعرفي وتسليط الضوء على أحدث المنشورات من خلاله، بينما يشكل تحدياً من جهة أخرى في ما يتعلق بالحقوق الفكرية، فمن الممكن أن يتم استخدام النصوص من «شات جي بي تي» وإعادة إصدارها بطريقة لا تحمي الملكية الفكرية للناشر».

وأشارت في حديثها لـ«الإمارات اليوم» إلى أهمية زرع أخلاقيات وأصول البحث لدى أبناء الجيل الجديد وتثقيفهم بأهمية احترام الحقوق الفكرية في ظل التطور الذي نشهده في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وقالت: «علينا أن نربي أبناءنا على ثقافة البحث والقراءة وذكر المصادر سواء كانت ورقية أم رقمية، فهذه قيم وثقافة يجب أن تغرس في أبنائنا منذ الصغر ليستطيعوا أن يستخدموها خلال البحث عن أي معلومة وفي أي زمن، فالمصدر يجب أن يذكر سواء كان باستخدام الكتب الورقية، أو الرقمية، أو حتى برامج الذكاء الاصطناعي التي تعد مرجعاً ومصدراً ممتازاً للمعلومات».

منصات التواصل

أشار مدير دار «العربي»، شريف بكر، إلى أهمية مواكبة منصات التواصل الاجتماعي وتوظيفها لنشر المعرفة والوصول للجيل الجديد عبر المنصات المفضلة لديهم، مشيراً إلى ذكاء هذا الجيل ووعيه بتنوع طرق البحث لاسيما في ظل وجود التكنولوجيا وتطورها وقال: «الجيل الجديد لديه وعي كبير جداً فهو جيل ذكي يستطيع البحث بطرق أسرع وبمجهود أقل عبر استخدام التكنولوجيا، وعلينا كدور نشر أن نقوم بتقديم هذه المعلومات من خلال وسائل جديدة ومنصات جديدة تستقطب أبناء هذا الجيل وتواكب اهتماماتهم وذلك بتوظيف منصات التواصل الاجتماعي ونشر الثقافة عن طريق هذه المنصات».

وأشار إلى وجود تحديات تتمثل في استقطاب الجيل الجديد وجذبهم للقراءة، وقلة مدة التركيز في قراءة الكتب لدى الكثير من أبناء الجيل الجديد والتي تعرف بالـ«attention span» الذي تأثر بوجود منصات التواصل الاجتماعي، كما أشار إلى أهمية الترويج للكتب بين مجتمع القراء في وسائل التواصل الاجتماعي ودوره في نشر ثقافة القراءة والترويج للكتب مشيراً إلى انتشار صيحة «البوك توك» التي تعتمد على تعبير الشخصيات المؤثرة والأفراد من قراء الكتب عن آرائهم في الكتب، والترويج لها من خلال تقييم الكتب عبر منصة «تيك توك» باستخدام الوسم الخاص والذي يتابعه آلاف الأشخاص.

مكتبات صوتية

من جانب آخر، توفرت العديد من التطبيقات التي تسهم في جذب الجيل الجديد للقراءة والاستماع للكتب الصوتية في أي مكان ومنها تطبيق «رفوف» الذي يعد أحد أبرز المكتبات الإلكترونية حيث يضم أكثر من 30 ألف كتاب إلكتروني وصوتي وملخصات، ويعمل بطريقة جاذبة للقراء من الأجيال الجديدة، ويقدم لهم الكتب بأحدث التقنيات.

وقال مؤسس تطبيق «رفوف» شادي الحسن في حديثه لـ«الإمارات اليوم»: «يتميز التطبيق بمزامنة القراءة الفريدة من نوعها، حيث يتيح للقُرّاء الانتقال بسلاسة بين تجربة القراءة من الكتاب الإلكتروني والاستماع إلى النسخة الصوتية منه، للاستمتاع بالكتاب بما يتناسب مع حالة القارئ ومكانه حيث يمكنه سماع الكتب بأي وقت وأي مكان سواء في البيت أو السيارة أو خلال ممارسة الرياضة».

انخفاض الكلفة

وأكد الحسن أن استخدام «رفوف» لتقنية الذكاء الاصطناعي أسهم بشكل كبير في إنتاج الكتب الإلكترونية، والصوتية، وملخصات الكتب، في وقت أقصر وبأقصى درجات الدقة حيث أشار إلى أن التقنيات الحديثة ستختزل رفوف الزمن للحاق بركب الثقافة والحضارة العالمية، وقال: «لعبت التكنولوجيا والنشر الإلكتروني دوراً مهماً في صناعة النشر والترجمة من حيث انخفاض كلفة الإنتاج وسرعة الإنجاز وجودة المنتج النهائي، فنحن الآن ننتج الكتب الصوتية بربع الكلفة التقليدية وبثلث الوقت المخصص وبجودة تحاكي صوت المتحدث البشري، بما أن التقنيات المستخدمة تعتمد على خامات الصوت البشرية وطريقة الإلقاء التي قد تختص بقارئ نص محترف بعينه»

تحديات

مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي» وغيرها من الأدوات، ظهرت تحديات أثرت في قدرة الجيل الجديد على توظيف هذه المنصات بطريقة قيمة من جهة، وشكلت تحديات للناشرين في ما يخص حماية حقوقهم الفكرية والأدبية من جهة أخرى.

تويتر