ورشة خاصة بـ «المعشوقة السمراء» غيّرت مسار حياتها

وقار الحمادي.. شغف قادها من العلوم السياسية إلى عالم القهوة.. فيديو

صورة

شكّل حضور ورشة عمل خاصة بـ«المعشوقة السمراء» ومذاقها مفترق طرق للإماراتية وقار الحمادي، لينقلها من ميدان العلوم السياسية والعلاقات الدولية، التي درستها وتخصصت فيها إلى عالم القهوة، فبعد أن عملت على تأسيس مشروعات حرة، دخلت إلى دنيا القهوة بشغف كبير، وراحت تنمي ثقافتها في هذا المجال، إلى أن تمكنت من تحقيق المركز الأول محلياً وعربياً في مسابقات تحضير قهوة «إيروبرس»، والمركز الرابع عالمياً.

وواصلت الشابة الإماراتية رحلتها مع القهوة ومذاقاتها إلى أن أطلقت مشروعها الخاص، آملة أن يكون خطوة إلى مشروعات أكبر في المجال.

اكتشاف النكهات

وحول بدايتها، قالت وقار الحمادي، في حوارها مع «الإمارات اليوم»: «حضرت ورشة عمل عن أساسيات تذوق القهوة، ومن خلالها اكتشفت النكهات المتنوّعة التي تحملها القهوة، وتعرفت إلى آلة (إيروبرس)، وبعدها شاركت بمسابقة في مجال تحضير القهوة، وحققت المركز الأول على مستوى الدولة».

وأضافت: «بعد تحقيق الفوز في الإمارات، رُشحت لتمثيلها في كندا، وكانت الرحلة محمّلة بالعديد من التحديات، ليست من ناحية الثقافة الكافية بالقهوة المختصّة فحسب، بل لجهة تفاصيل الرحلة وعدم وجود مدرب خاص بي، فسافرت ووصلت إلى كندا بعد رحلة متعبة ومليئة بالتحديات، ولكنني تابعت حتى النهاية كي أرفع اسم بلدي عالياً». وتخطت جولات المسابقة، وحققت المركز الرابع على مستوى العالم، والأول في الشرق الأوسط، كما أن كوب القهوة الخاص بها قد اختير من بين أفضل تسعة أكواب قهوة.

وأكدت أنها عملت على اكتساب الكثير عن ثقافة القهوة المختصّة، ما دفعها للخضوع لدورات تدريبية وتعليمية وتحصيل شهادات في مجال تذوق القهوة، وكذلك في التحميص، وبعدها دخلت عالم القهوة الخضراء، وكيفية التعامل مع المزارعين وطرق المعالجة، ما فتح لها مجالات جديدة ومتنوعة.

 

دعم وتشجيع

وأكدت وقار الحمادي أنها ولدت في عائلة داعمة لها في شتى المجالات، إذ لم تشكل عائقاً في المسابقات التي خاضتها، ولكن ما كان تحدياً بالنسبة لها، هو أنها فتاة جديدة في مجال القهوة، ووصلتها الكثير من التعليقات حول دخول المجال والمشاركة في الخارج، معتبرة أنه لا توجد حدود للطموح، ولذا ستشارك في مسابقة مصانع القهوة، التي ستنظم في ديسمبر المقبل.

وأشارت إلى أن الإماراتيين ترعرعوا في دولة لا تعرف المستحيل، وطالما أن الإنسان يثق بنفسه وبقدرته لا يوجد ما يمنعه من تحقيق طموحه، معبّرة عن سعادتها بالإنجازات التي حققتها، فبعد دراستها للعلوم السياسية وطموحها بأن تكون سفيرة، شاءت الظروف أن تحقق جزءاً من هذا الطموح في مجال القهوة، لاسيما أنه تم اختيارها سفيرة لعلامة مهمة في عالم القهوة، ما منحها كثيراً من الفخر.

ذائقة الزبائن

وأطلقت وقار الحمادي تزامناً مع «يوم المرأة الإماراتية» مشروعها الخاص بتحميص القهوة، وهي محمصة مصغّرة، بناء على ذائقة الزبائن، موضحة أنها «من خلال المشروع تعمل على تقديم لمستها الخاصة في عالم القهوة».

ونوهت بأن المحمصة تتيح الحصول على درجة التحميص التي يرغب فيها العملاء، مشيرة إلى أن دخولها هذا المجال يعود إلى أنه خلال فترة تدريبها على تحضير قهوة «إيروبرس»، وجدت كثيراً من المعالجات الغريبة مع القهوة، بدءاً من قطف الثمار، وصولاً إلى المعالجات الخاصة بالتحميص، وفي هذه المرحلة استكشفت أسرار القهوة الخضراء. وأوضحت أن «القهوة تحتوي على كثير من النكهات، منها التي تحتوي على نكهة الشوكولاتة الداكنة، أو الفانيليا أو الياسمين أو النكهات الحمضية، وهذه النكهات تتبدل نسبة إلى الارتفاع الذي زُرعت فيه القهوة من جهة، ومدة التحميص من جهة أخرى، إذ إن تقليل المدة الزمنية للتحميص يقود إلى نكهات الفاكهة، ومع إطالة توقيت التحميص تظهر نكهات الشوكولاتة والمكسرات، فالنكهة والتباين في أكواب القهوة، يكون بسبب المزارع والمحمص، فهما يحددان جودة ونكهة القهوة».

وقالت إنها «أطلقت نوعين من القهوة: الأول من غواتيمالا، والثاني من كولومبيا، وأطلقت على الأول اسم (خورفكان)، أما الآخر فأطلقت عليه اسم (إي 11)، وهو رقم شارع الشيخ زايد، ويجسد حركة السير في الشارع صباحاً».

كما تسعى إلى الحصول على شهادة الجودة، موضحة أن «مقيمي الجودة يمنحون القهوة درجات معينة تبعاً لجودة الحبوب، وما إذا كانت تحمل آفات أو نظيفة، وحصول القهوة على درجة 80 فما فوق، يضعها ضمن خانة المختصّة، بينما تصنف التي تحصل على تقييم 90 فما فوق، ضمن أجود أنواع الحبوب».

الطموح.. زراعة أجود الأنواع

إلى جانب التحميص، تطمح الإماراتية وقار الحمادي، إلى الدخول في مجال زراعة حبوب القهوة أيضاً، أو أن تحصل على قطعة صغيرة مزروعة، لتقدم من خلالها أجود الأنواع، معتبرة أن مفهوم المقاهي تحوّل إلى ثقافة، إذ ارتفع الوعي بمجال القهوة المختصّة، وبات كثيرون على دراية بالأشياء التي يشربونها، إذ أصبحت المقاهي تقدم أنواعاً متباينة من القهوة والمشروبات الأخرى.

• شاركت وقار الحمادي بمسابقة في تحضير القهوة، وحققت المركز الأول بالإمارات.. والرابع عالمياً في كندا.

 

تويتر