معرض الأخوين النجار يستمر حتى 14 الجاري

دبي تلهم شقيقين إماراتيين.. يجسّدان فكرة التعايش بألوان الفن

صورة

من واقع الحياة في دولة الإمارات، وتحديداً دبي، استمد الأخوان الإماراتيان: طلال وزياد النجار، الفكرة الرئيسة لمعرضهما الفني المشترك «تعايش: محاكاة الواقع»، الذي يستضيفه مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي حتى 14 الجاري.

يرتكز المعرض، وهو الأول المشترك للشقيقين بعد أن شاركا من قبل في معارض منفصلة في الإمارات وأميركا، على فكرة التعايش بين عناصر مختلفة، وكيف يمكن أن تؤدي الازدواجية إلى نتائج أكثر ثراءً، بداية من طبيعة مجتمع الإماراتي، الذي يجمع بين جنسيات متعددة تعيش في انسجام وتعايش واضح، وصولاً إلى ما يشهده الواقع الحالي من ازدواجية بين الحياة الحديثة في دبي وبين التمسك بالتراث والتقاليد. كما يشهد المعرض تطبيقاً فريداً لفكرة الثنائية أو الازدواجية، حيث يقدم الشقيقان النجار أعمالاً اشتركا في رسمها معاً.

وأوضح طلال النجار، الذي انتهى من دراسة الفن هو وشقيقه زياد في أميركا كما حصل على درجة الماجستير في المجال نفسه، أن «معظم الأعمال المعروضة هي نتاج عمل مشترك بينه وبين شقيقه، وهناك عملان قاما بتنفيذهما معاً رغم أن كلاً منهما كان يقيم في مدينة بعيدة عن الآخر، إذ بدأ طلال رسم اللوحة ثم أرسلها لشقيقه الذي وضع عليها لمساته قبل أن يعيدها إليه ليكمل العمل بما يشبه حوار ثنائي بالألوان والأفكار بينهما».

تجليات

وأضاف طلال لـ«الإمارات اليوم» أن «فكرة الازدواجية، التي يقوم عليها المعرض، الذي تولت دور القيّم الفني له، تالا نصار، مدير مساعد لمشروعات التقييم الفني في (رواق الفن)، تتجسّد في العديد من التجليات والأشكال، من أبرزها ما تشهده المجتمعات، ومنها مجتمع الإمارات من تمازج بين القديم والحديث، وأحياناً تصادم بينهما، وبين الواقع الذي يعيشه الجيل الحالي، فهو يجمع بين مهارة التعامل مع التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والسيارات الحديثة من جهة، وارتباطهم بالتقنيات الحديثة في حياتهم اليومية من جهة، وبين العادات والتقاليد والتراث والعادات الاجتماعية والثقافة التقليدية من جهة أخرى»، لافتاً إلى أن مجتمع الإمارات يتميز ببنيته الفريدة، التي تجمع بين العديد من الجنسيات والثقافات، والتي تتداخل وتتمازج في ما بينها.

أفكار متقاربة

من ناحيته، قال زياد النجار إن «الأعمال التي اشترك في رسمها مع شقيقه كانت الأصعب في التنفيذ»، مشيراً إلى أن اشتراكهما في تنفيذ وأفكار الأعمال الفنية المعروضة تعكس مدى التقارب بينهما، كما توضح في الوقت نفسه الاختلافات بينهما.

وأضاف أن «الأعمال تعكس اختلاف الأفكار في المجتمع، وحتى اختلاف أنواع الفنون بين الفنون التقليدية المتوارثة بين الأجيال، وبين الفنون الحديثة التي تقوم على توظيف التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، وكيف يتداخل حضورها في المجتمع أو يتصادم في بعض الأحيان». ونوه بأنه يرصد في أعماله علاقة الإنسان بالبيئة المحيطة به، وكيف يراقب ما حوله من طبيعة وكائنات، وكيفية مراقبة الكائنات الحية المحيطة بنا لنا، كما في عمله «ظلال حيوانية»، وهي سلسلة من أربع قصاصات ثنائية الأبعاد صممها متأثراً بصورة ظلية لماعز يتظاهر بالموت.

أعمال متعددة

تتنوّع الأعمال الفنية في معرض «تعايش: محاكاة الواقع» بين اللوحات التشكيلية والأعمال الرقمية والمجسّمات من خامات مختلفة. وشكل مفهوم تشكيل الواقع المزدوج إحدى أولويات أعمال طلال وزياد النجار الفنية، فتركّز أعمال طلال على إعادة تأطير التراث بشكليه المصور والمادي، وتُعدّ سلسلة أفلام «سطح الغثيان»، التي تخلق عالماً جديداً من مقاطع الجولات التشبيهية للمواقع الأثرية في الشارقة من الأمثلة على ذلك. أما أعمال زياد فتتناول العلاقة بين البشر ومحيطهم والطرق التي يراقبون بها ذلك المحيط، وتلك التي تراقبهم بها غيرهم من الكائنات الحية، مثل عرض الفيديو أحادي القناة «أميبا»، الذي يعرض مناظر طبيعية محرّفة لتبدو وكأن المشاهد يعاني صعوبات تقنية في استيعاب البيئة من حوله.

• طلال انتهى من دراسة الفن هو وشقيقه زياد في أميركا، كما حصل على درجة الماجستير في المجال نفسه.

طلال النجار:

«مجتمع الإمارات يتميز ببنيته الفريدة التي تجمع بين العديد من الجنسيات والثقافات».

زياد النجار:

«الأعمال التي اشتركت في رسمها مع شقيقي كانت الأصعب في التنفيذ».

تويتر