عرض «اللوحات السبع» يمزج التكنولوجيا بالطعام والإبداع

في دبي مدينة الأفكار الجديدة.. نادين «تطبخ» الفن وتقدمه بأطباق شهية

صورة

إذا تناول الإنسان قلب الأسد يتحوّل إلى رجل شجاع.. فماذا لو تناول البشر اللوحات الفنية؟ فهل سيتحولون إلى فنانين؟ بهذه الجملة الاستفهامية التي توضع على لسان فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشي، يبدأ عرض «اللوحات السبع»، التجربة التي تجمع بين التكنولوجيا والفن والطعام، إذ تحيل أشهر لوحات العالم إلى أطباق شهية، وتصحب ضيوفها في رحلة مختلفة تمزج تذوق الفن بالأكل بلمسة التكنولوجيا والإبهار التي يتميز بها العصر.

وتقدم مبتكرة العرض، نادين بشير، من خلال هذه التجربة، ماهية الفنون على مائدة الطعام، وتتيح للزوّار ومحبي الرسم والتجارب المتميزة، تلوين الأطباق، فتحولهم إلى فنانين، من خلال التقنيات الضوئية والصوتية والأدوات والألوان القابلة للأكل.

وقالت المصرية نادين بشير، لـ«الإمارات اليوم»، عن تبلور فكرة العرض وطريقة تنفيذه: «أحمل خلفية في عالم التكنولوجيا، خصوصاً أن والدي كان من روّادها في العالم العربي، وكانت عائلتي مختصة في ريادة الأعمال، وعملت كثيراً في مجال المطاعم، وبدأت بالتوجه إلى تجارب الأكل الغامرة التي تمزج بين أكثر من تقنية، لتقديم التجربة بشكل مختلف، وشجعتني دبي على تقديم هذا العرض، كونها مدينة الابتكارات»، منوّهة بأنها تجهز حالياً لتقديم هذا العرض في محطات عالمية أخرى انطلاقاً من المدينة التي تحبها.

وأشادت نادين بدبي التي تتيح الفرصة لتقديم هذا النوع من المشروعات ذات الأفكار المبتكرة، معبّرة عن سعادتها بكون «الفكرة ستخرج من هنا إلى العالمية، لاسيما أن دبي تحتضن الأفكار المتميزة، فهي مدينة المستقبل والأفكار الجديدة، وهذه السمة باتت مرسّخة في أنحاء العالم». وأضافت أنها «تقدم عرضين آخرين، أحدهما يدور حول مفهوم الاستدامة»، لافتة إلى أن «جمهورها من كل الفئات، سواء محبي الفن أو الباحثين عن تجارب متميزة، أو حتى الباحثين عن شيء مختلف للاحتفال بمناسبة خاصة».

صاحب «الموناليزا»

وأضافت نادين حول عرض «اللوحات السبع»: «يبدأ العرض بحديث يدور بين الرسام ليوناردو دافنشي، ولوحته الأشهر (الموناليزا)، إذ تخرج يده من الطاولة التي يُقدم عليها العرض والطعام، ويقول إنه قرأ في كتب عن القبائل الإفريقية، بأن طبخ قلب الأسد وإطعامه لشخص سيحوله إلى رجل شجاع، فماذا لو طبخنا الفن وقدمناه للناس، فسنحولهم الى فنانين، ويبدأ الجدال بينه وبين لوحة (الموناليزا) على إمكانية تحقيق الفكرة».

ويتابع العرض مع «الأنيميشين» مع الشيف عمر السرطاوي، الذي يخرجه دافنشي من الطاولة، ويقدم للجمهور جولة حول العالم، يحمل إليهم من خلالها أشهر سبعة أطباق عالمياً.

قصة وحياة

وأكدت نادين بشير أنها تعشق الفن، وتنظر إليه على أنه أكبر من مجرد لوحة في معرض، فكل لوحة تحمل قصة وحياة، ولذا تسعى من هذا العرض إلى تجسيد مفهوم التذوق الحرفي للفن، مشيرة إلى أنها سعت لتقديم مختلف مدارس الفن، بدءاً من أقدم المدارس وصولاً إلى أحدثها.

وأوضحت أن «العرض يقدم للجمهور مفهوم الفن بأنواعه المختلفة، فيمكنهم التلوين في الطبق، وتناول الأعمال الفنية بالخس، وهذا ما يجعل الزوّار يستمتعون بتجربة تفصلهم عن الواقع وكل ما هو تقليدي، كما أنها في المقابل تعيدهم إلى الطفولة».

واختارت نادين مجموعة من اللوحات المهمة العالمية لأشهر الفنانين، ومنهم مايكل أنجلو، وبابلو بيكاسو، وفان غوغ، وبانكسي، وجاكسون بولو، لافتة إلى أن اختيارها للوحات لهؤلاء الفنانين بشكل خاص يعود إلى أهميتها، فـ«فتاة البالون» لبانكسي، مثلاً، تعد من أهم اللوحات، إذ أخفى هذا الفنان الغامض جهاز تقطيع ميكانيكياً في أحد المزادات، وتم تقطيع اللوحة، ومنحها اسماً آخر، واكتسبت شهرة واسعة بعدها.

ونوّهت نادين بأنه خلال عرض هذه اللوحة في تجربتها، يتم تقديم «الرذاذ» الذي كان يستخدمه الفنان في تجربته الفنية، ويستخدم من قبل الزوّار لتنتهي التجربة باكتمال اللوحة بفعل العرض الضوئي، بينما يكتمل المشهد مع الأموال المتطايرة التي تبرز الرأسمالية في الفن.

ويشتمل العرض على لوحة للفنان جاكسون بولو، الذي يعتمد على التجريد كتفسير للموسيقى، وتقدم موسيقى الجاز نفسها التي كان يجسّدها عبر الألوان، بينما تتاح للزوّار الصلصات الملوّنة، ويرسمون السلطة.

وحول السريالية، قالت نادين: «إنها تحضر في هذه التجربة، من خلال قطع تشبه البطاطا، التي يحولها الزبائن إلى ما يشبه الشوكولاتة، بينما لوحة (ليلة النجوم) تتجسد من خلال الشوكولاتة».

وعن دور الشيف عمر السرطاوي في العرض، أوضحت نادين: «تتميز تجربة الشيف بتقديم تجارب مذهلة في الطعام، وهنا يحول الفن إلى طعام، فالألوان المستخدمة في تجربة التلوين تؤخذ من الخضراوات الطازجة، ويقدم تفسيراً للفن من خلال المذاقات المتنوّعة».

أما الجانب التقني، فأشارت إلى أنه معقد وقائم على تقديم العرض كما لو أنه مسرحية، ولكن الممثل فيها هو الزبون، ولذا لابد أن يكون الفريق العامل مهيأ للتعاطي مع مختلف أنواع العملاء، فمنهم من يتناول الطعام سريعاً، أو أن تكون له طلبات خاصة في ألوان الأكل، وهذا تطلب أن يكون تصميم العرض فنياً وعملياً في الوقت نفسه.

ونوّهت بأن العرض يعتمد على جهاز يعكسه على الطاولة، ويقدم على الطبق واللوحة وعلى يد الزبون، وبالتالي تطويره يحتاج إلى نظرة ثلاثية الأبعاد وكثير من التجريب.


طموح

قالت صاحبة عرض «اللوحات السبع»، نادين بشير: «إن الفكرة وتنفيذها خضعا لكثير من التجارب قبل الوصول إلى الشكل النهائي، الذي يخوضه عشاق هذه التجربة في دبي»، مشيرة إلى أن «انطلاقتها من دبي تطمح إلى التوجه للعديد من الدول، لاسيما السعودية وسويسرا والمغرب وألمانيا وأميركا وإندونيسيا».

• تحضر الفنون على مائدة الطعام، ليتحوّل الزوّار إلى فنانين، من خلال التقنيات والأدوات والألوان القابلة للأكل.

نادين بشير:

• «العرض يجعل الزوّار يستمتعون بتجربة تفصلهم عن الواقع وكل ما هو تقليدي، كما أنها تعيدهم إلى الطفولة».

• «الجانب التقني في عرضنا معقد وقائم على تقديمه كما لو أنه مسرحية.. ولكن الممثل فيها هو الزبون».

لمشاهدة فيديو عرض «اللوحات السبع»، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر