الفنان الإماراتي محمد الحوسني: انتظرت فرصة الظهور طويلاً

أكثر من ستة أعوام، أمضاها الممثل الإماراتي محمد الحوسني منتظراً فرصة الظهور للجمهور، وإبراز موهبته في مجال التمثيل على ساحة الدراما والسينما في الإمارات، بعد تجارب سنوات من الاجتهاد والعمل الدؤوب على تطوير أدواته، وخضوعه لدورات متخصصة متنوعة صقلت موهبته.

وسبق للحوسني أن لفت أنظار الجمهور والمهتمين والمتخصصين، ومنهم المخرج الإماراتي عبدالله الجنيبي، الذي قدم له أول أدواره في السينما في فيلم «كيمرة»، الحائز جائزة أفضل إخراج في مهرجان دبي السينمائي عام 2017، وصولاً للإعلان عن نفسه خلال الموسم الدرامي في رمضان الماضي، الذي شهد احتفاء استثنائياً بموهبة الفنان الذي شارك في أعمال ناجحة، عرضت ثلاثة منها خلال الشهر الفضيل، وسيطل رابعها قريباً على الشاشة الفضية.

البداية

في مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف الممثل الإماراتي عند التحاقه بالتجربة الفنية الإماراتية، التي أطلقتها مدينة الشارقة للإعلام «شمس» تحت إشراف باقة من الفنانين والمبدعين المتمرسين في المجال، من بينهم النجم حبيب غلوم، والسيناريست محمد حسن أحمد، والمخرجة نهلة الفهد، والفنان عبدالله حيدر، إلى جانب الملحن المصري مصطفى حلواني، ومدير التصوير البولندي مايكل سوسنا، واصفاً هذه التجربة بالقول: «سعيد بنجاحي مع نخبة من المواهب على امتداد ستة أشهر من التمارين، في الاطلاع على مبادئ وأساسيات كتابة السيناريو وتقنيات الأداء التمثيلي وبعض فنون الإخراج، إضافة إلى التعرف إلى بعض تفاصيل تجارب الصوت والتصوير والإضاءة والتأليف الموسيقي والغرافيك وتصميم الديكور، وغيرها من العناصر الفنية الأساسية للعمل السينمائي الناجح».

مسيرة

بعد خوض تلك التجربة، كابد الحوسني لمواصلة المشوار، وانتظار فرصة للظهور، لكن ذلك لم يثنه عن أهدافه، إذ انخرط مجدداً في تعلم المزيد عن عالم الفن والتمثيل الواسع الذي لا يفارق مخيلته.

وأضاف «رغم عدم توافر الفرصة السانحة لسنوات طويلة، إلا أنني لم أتخل لحظة عن حلمي، ولا عن رغبتي الصادقة في تطوير موهبتي، والارتقاء بمعارفي في التمثيل، فعمدت إلى تثقيف نفسي على الفضاء الإلكتروني من خلال متابعة عدد من دورات إعداد الممثل، مثل الدورة التي نظمها النجم المصري الراحل نور الشريف في الكويت بمشاركة مواهب شابة، علاوة على حرصى على التواصل الدائم مع الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، النافذة التي قدمت من خلالها موهبتي في التمثيل».

حماسة

وحول ظروف مشاركته في أربعة أعمال درامية دفعة واحدة هذا العام، لفت الحوسني إلى الاتصال الذي تلقاه من الفنان والمنتج الإماراتي علي الشحي، الذي عرض عليه المشاركة في مسلسل «الجذوع» للمخرج السوري تامر إسحق، ومشاركة باقة من النجوم الدراما الإماراتية والخليجية. وتابع «أتمنى أن تشكل هذه المشاركة الانطلاقة الفنية الحقيقية لمشواري في المستقبل، نظراً لتقديمي شخصية أتوقع أن تسجل أثراً عميقاً لدى الجمهور، وهي شخصية (درويش) السلبية، في الوقت الذي تحمست فيه للفرصة التي أتيحت لي هذا العام، للتعرف عن قرب إلى بعض نجوم الدراما الإماراتية والخليجية البارزين، أمثال الدكتور حبيب غلوم، هيفاء حسين، إبراهيم الحساوي، خليل الرميثي، شيماء سبت، وغيرهم من الفنانين».

أما إطلالته المتميزة في مسلسل «بو حظين» إلى جانب النجم جابر نغموش، فقال محمد الحوسني عنها: «أعتقد أن الجمهور لن ينسى شخصية رئيس النادي (VIP)، التي ضمت الكثير من المواقف الكوميدية الطريفة التي نجحت باقتدار في رسم الابتسامة الرمضانية المتجددة على وجوه الجمهور في الشهر الكريم، بعد أن نالت هذه الشخصية قبول الجميع واستحسانهم. فيما حالفني الحظ كذلك هذا العام بتقديم شخصيات متنوعة، أبرزها شخصية الأب (بوحميد) في مسلسل (بيت القصيد)، وشخصية المحامي في مسلسل (طوق الحرير)، إلى جانب النجمة الإماراتية سميرة أحمد، والفنان القدير أحمد الجسمي».

أدوات

ورأى الحوسني أن تجربة التعامل مع نجوم الإمارات هي بمثابة الفرصة الذهبية التي أتاحت له الاستفادة من خبراتهم ونصائحهم الثمينة، خصوصاً على صعيد أداء مختلف الشخصيات أو الارتقاء بتجارب المواهب في مختلف الأعمال المقدمة. وأكد: «الجميع تعامل معي بأريحية، وقدم لي النصيحة والدعم، وهذا ما يشجعني على الاستمرار في تطوير أدواتي الفنية، والسعي لأن أصبح ممثلاً عربياً، ولِم لا عالمياً في مستقبل الأيام، مشدداً عن عدم تخليه، تحت أي ظرف، عن حلم الفن واستعداده الصادق للعمل متطوعاً بلا أجر، لتقديم أي تجربة فنية تحقق الفائدة لوطنه وأهله في الإمارات.

مواهب متعددة

إلى جانب التمثيل، يتمتع محمد الحوسني بمواهب فنية متنوعة، أبرزها الغناء والعزف على «الدرامز»، وتذوق الشعر النبطي الذي يحاول تقديمه بطريقة مبتكرة.

وقال: «مازلت مثابراً ومتمسكاً بالصبر والأمل في طرح مواهبي الفنية الأخرى على الجمهور، ومتحمساً لتحقيق المزيد من النجاحات الجماهيرية، بعد نجاحي في الوصول إلى الجمهور أولاً عبر السينما، ثم التلفزيون».

محمد الحوسني:

«لم أتخل لحظة عن حلمي.. وأطور أدواتي وأسعى لأن أصبح ممثلاً عربياً.. ولِم لا عالمياً في المستقبل».

«حالفني الحظ بتقديم شخصيات متنوعة، أبرزها شخصية الأب (بوحميد) في مسلسل (بيت القصيد)».

الأكثر مشاركة