بعد «جبل» يقدم شخصية «عاصي الزند» في مسلسله الجديد

تيم حسن لم يخرج من عباءة البطل الأوحد

صورة

بعد خمسة أجزاء من تجارب إطلالاته المتكررة في السلسلة التلفزيونية الأشهر في مسيرته الفنية، يتخلى النجم السوري تيم حسن، أخيراً، عن شخصية «جبل»، التي لازمته فلم يخرج منها منذ عام 2017، وذلك على الرغم من الجماهيرية التي تشاركها مع صُنّاع العمل وطاقمه تحت إدارة المخرج سامر البرقاوي، الذي مازال يرافق درب تيم حسن هذا العام في مسلسل «الزند - ذئب العاصي» في تجربة تلفزيونية جديدة تحمل كثيراً من الخطوط الدرامية المتشابكة والأحداث والمفاجآت التي تدور خلال حقبة الإقطاعيين، بالتوازي مع فترة الحرب العالمية الأولى وبداية انهيار السلطنة العثمانية، وما يتخللها من صراعات تدور في معظمها حول السيطرة على الأراضي ومقاومة الفلاحين ودفاعهم المستميت لاستعادة أملاكهم.

أخطاء الماضي

مع انطلاق أحداث الحلقة الأولى، بدا واضحاً الدور الرئيس الذي يتصدى تيم حسن لتقديمه في شخصية «عاصي الزند»، وذلك بعد عرض قصة قتل والده المأساوية أمام عينه، وقراره الانتقام والثأر والعودة، أخيراً، إلى قريته بعد انتهاء الخدمة العسكرية، ليجد نفسه في مواجهة سلطة «نورس باشا» الممتدة ونفوذه اللامحدود، وقتها يقرر تصحيح أخطاء الماضي، وإعادة الحق لأصحابه عبر مجموعة من الأحداث التي تتصاعد بعد صدامه المباشر مع الباشا الصغير وحشده الإمكانات والجهود المتاحة للقبض عليه، في الوقت الذي كشف الإعلان الترويجي الرسمي للمسلسل عن ثنائية منتظرة بين تيم حسن ودانا مارديني (نجاة)، ابنة كبير كُتّاب المحكمة المناهضة للاستبداد، والتي ستجمعها مع البطل سلسلة من المغامرات والأحداث المتصاعدة وصراعات لا نهاية لها.

الثائر

من ناحية الإطلالة والأداء، نجح تيم حسن، ولو بحدود أحياناً في هذا العمل، في تقديم شخصية المجند السابق والثائر في وجه ظلم الإقطاع، معتمداً على موهبته وإتقانه، خصوصاً خبرته الطويلة في المجال التي وإن أسهمت في إنجاح تجربته سابقاً، فإنها لم تسعفه في كثير من مواطن هذا العمل، فبدا غير متسق مع شخصية ومظهر القروي وغير ملتصق بتفاصيلها بشكل متقن ومقنع للمشاهد، إضافة إلى مسحة المبالغات التي تجلت في حركاته ومشيته وذلك، على الرغم من إتقانه الواضح للهجة أهل الريف التي تتناولها أحداث المسلسل، والتي تقدم للمرة الأولى في عمل تلفزيوني توافرت فيه، حسبما يبدو، كل الرهانات على النجاح، سواء على صعيد طريقة الإخراج أو الإمكانات الإنتاجية وتجارب الأزياء والملابس المتنوعة أو تقنيات الغرافيك المستثمرة بكثرة في العمل، لإضفاء نوع من المصدقية التاريخية على المباني العامة والثكنات العثمانية في تلك الفترة.

وعلى الرغم من عثرات البداية، يبدو أن مسلسل «الزند - ذئب العاصي» قد نجح منذ حلقاته الأولى، في تحقيق نسب مشاهدة عالية تفسرها تجربة اختيار النجم تيم حسن في دور البطولة، وانطلاقه بسرعة، في جني ثمار هذه النجاحات من خلال «الترندات» التي حققها العمل إلى حد اليوم على مواقع التواصل، وذلك، رغم حجم المغامرة الفنية الكبيرة التي خاضها في المسلسل، والتي لم يخرج فيها كلياً حسبما شوهد، من عباءة البطل الأوحد في سلسلة «الهيبة». فهل سيتمكن من تخطي عقبة الماضي والمراهنة على موهبته في بلوغ مستويات جديدة ومتفرّدة من الأداء تبتعد عن سطوة شخصية «جبل».


• نجح تيم حسن - ولو بحدود أحياناً - بالعمل في تقديم شخصية المجند السابق والثائر في وجه ظلم الإقطاع، معتمداً على موهبته.

• على الرغم من عثرات البداية، يبدو أن مسلسل «الزند - ذئب العاصي» قد حقق منذ حلقاته الأولى، نسب مشاهدة عالية.


وجوه سورية

حكاية «الزند - ذئب العاصي» صاغ تفاصيلها الكاتب عمر أبوسعدة، لتؤديها في العمل إلى جانب النجم تيم حسن نخبة من وجوه الدراما السورية، أبرزهم: باسل حيدر، مجد فضة، نانسي خوري، جرجس جبارة، وآخرون. ونجح المسلسل خلال حلقاته الأولى في لفت الأنظار، وحظي بنسب مشاهدات كبيرة.

تويتر