البعض يؤكدون أنها تشهد تراجعاً ملحوظاً.. وآخرون يرونها من طقوس رمضان

استمرار برامج المقالب.. مشاهدون لا يحبونها ولا يقدرون على بُعدها

رامز جلال وياسمين عز في حلقة من برنامج «رامز نيفر إند». عن حساب رامز

أكد قرّاء لـ«الإمارات اليوم» أن برامج المقالب باتت تشهد تراجعاً ملحوظاً في الفترة الحالية في نسب المشاهدة، مقارنة بالمواسم الماضية، لاسيما خلال شهر رمضان، مرجعين ذلك إلى مبالغة تلك البرامج في الاعتماد على التنمر والصراخ والتهريج والاستفزاز، وعدم تجديد أو تطوير ما تقدمه.

وأشار القراء في إجاباتهم عن الاستطلاع الذي نشرته جريدة «الإمارات اليوم» عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي حول: «ما الذي يجعل برامج المقالب مستمرة وناجحة رغم الانتقادات الكبيرة التي تطالها سنوياً؟»، إلى أن معظم مشاهدي هذه النوعية من البرامج هم من الشباب والمراهقين، وهو ما يزيد من خطورتها، إذ تزرع في أفكارهم ممارسات سلبية تقوم على التنمر والاستهزاء بمشاعر الآخرين.

وكأنهم يرفعون شعار «لا نحبها ولا نقدر على بعدها»، ورغم انتقادهم لها؛ أجمع عدد من القراء على أن استمرار مشاهدة برامج المقالب يرجع إلى تعودهم متابعتها أثناء تناول وجبة الإفطار في الشهر الكريم، الذي تكثر فيه هذه النوعية، حتى باتت مثل تقليد أو طقس من الطقوس الرمضانية لدى كثير من العائلات، خاصة الأطفال والمراهقين والشباب، لافتين إلى أن معظم الذي ينتقدون تلك البرامج يحرصون على متابعتها، حتى وهم يعلمون أن المقالب متفق عليها مسبقاً، وما يجري من ردود أفعال هو تمثيل.

تخفيف الضغوط

وعن تجربته مع هذه النوعية من البرامج؛ كتب القارئ موسى علي: «في الموسم الأول لأحد أشهر هذه البرامج تورطت وتابعت عدداً من حلقاته، حتى اتضح لي أن البرنامج يرفض أن يتطور أو أن يقتدي ببرامج المقالب الناجحة البعيدة عن التهريج والصراخ والتنمر على الضيوف؛ كونهم حصلوا على مقابل مادي مسبقاً، لذلك ابتعدنا عن إيذاء مسامعنا بتكملة بقية المواسم التي تلت ذلك، على الرغم من إصرار القنوات على فرض تلك البرامج على المشاهد في رمضان».

بينما أرجعت القارئة سها، استمرار هذه النوعية من البرامج إلى توجه الجمهور لمشاهدتها للتخفيف قليلاً من ضغوط الحياة، ورغم مشاهدتهم لها، إلا أنهم أيضاً ينتقدونها.

وأشارت قارئة أخرى إلى أنها تبتعد في شهر رمضان عن متابعة القنوات التلفزيونية، ولكن البرنامج الوحيد الذي تتابعه هو الذي يقدمه الفنان رامز جلال، ووصفته بأنه «ناجح ولافت بطريقة جذبت الناس، وحتى الذين ينتقدونه يحرصون على مشاهدته، ويتحمسون لمتابعة حلقاته».

مسؤولية مشتركة

في حين اعتبر القارئ إبراهيم آدم، أن استمرار هذه البرامج دليل على غياب الوعي والذوق لدى شريحة كبيرة من المجتمع العربي، بالإضافة إلى عدم وجود حس المسؤولية عند المشاهد للتصدي لمثل هذا النوع من الإنتاج الهابط، حسب وصفه، مؤكداً أن هذا أيضاً ينطبق على المسؤولين في المحطات الفضائية التي تعرض مثل هذه البرامج، لأنهم يهدفون إلى تحقيق الربح المادي فقط. وأضاف أنه في الماضي كانت القنوات التلفزيونية تابعة للدولة، ولذلك لم تكن هناك مثل هذه المشكلات.

واتفق مع هذا الرأي صاحب حساب يحمل اسم «سكاي لاين أبوظبي»، مشيراً إلى أن الأمر لا يتوقف على برامج المقالب فقط، فهناك مواد عدة تعرض على المنصات الرقمية وقنوات من مسلسلات وأفلام لا تتوافق مع قيمنا، ولها متابعون وفي ازدياد؛ خاصة أنها تعرض في أوقات الذروة، ومع الوقت تزداد جرعة هذه المواد «حتى يأتي وقت لا نستطيع أن نشاهد التلفزيون مع الأهل»، محملاً المسؤولية في هذا الوضع لمنتجي وممولي هذه الأعمال التي لا تتفق مع القيم والأخلاق.

مراحل فكرية

بينما أرجع القارئ أمين فيكر تأثر الجمهور في هذه البرامج إلى قلة النضج الفكري، فعقل الإنسان قابل للاستدراج والتأثير فيه إلا أصحاب الفكر الناضج الذين مروا بتجارب في الحياة، تجعل عقولهم من الصعب التأثير فيها، معتبراً أن هناك مراحل فكرية مختلفة من شخص لآخر، وتظهر درجة النضج عندما تعرض على الشخص مادة بصرية أو ثقافية من خلال قدرته على التفاعل معها واختيار ما يناسبه، وانتقاد المضمون الذي عرض عليه بأسلوب منطقي بعيداً عن المشاعر.

وذكر أن البلوغ الفكري ليس مرتبطاً بالسن أو البيئة، بل يرتبط بنظرة الشخص للحياة والتجارب التي مر بها وجعلته يصل إلى هذه المرحلة.

وقال القارئ حسام سوادي إن إقبال الجمهور ناتج عن التسويق والتشويق الإعلامي لهذه البرامج، وعن قلة وعي وزيادة فضول لدى الجمهور، خاصة أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور لا تقرأ ولا تهتم بالثقافة، وبالتالي يسهل أن تنساق إعلامياً.


رسالة غاضبة إلى رامز جلال

اتهم الطبيب المعالج للفنان محمد فؤاد، الفنان رامز جلال بارتكاب جريمة متعلقة بتهديد صحة وحياة النجم المصري، خصوصاً بعد إصرار رامز على استدراج فؤاد إلى برنامج مقالبه، رغم علمه مقدماً بخضوع فؤاد لجراحة صعبة منذ فترة قليلة، ما تسبب في فك خياطة الجرح، وتعرّض الضحية للنزيف.

وقال الطبيب الجراح أسامة طه في رسالة للفنان رامز جلال، على موقع «فيس بوك»، قال فيها: «رامز جلال مع كامل احترامي لمحتوى البرنامج، فأنا لست بناقد فني، ولست مؤهلاً تماماً لأن أحكم على البرنامج، لأني طبيب أحترم مهنتي، ولا أتدخل في مهنة أخرى أجهل فيها ما هو تدقيق للصواب من الخطأ».

وأضاف: «نعلم جيداً أن عمليات التصحيح هي عمليات تتطلب جهداً ودقة ومهارة وحذراً في التعامل مع الأنسجة أثناء العملية، وبعد إجرائها، فكيف بعد أن أعلن فؤاد عن عمليته في أول خمس دقائق من البرنامج، أن يتعرض لمثل هذه الجريمة الشنعاء، التي يمكن أن تودي بحياته، خصوصاً مع (الهبد) اللي كان بيحصل في الراجل، بدون أدنى تفكير أو مسؤولية في حياة هذا الإنسان ذي القيمة والقامة؟!».

وتساءل غاضباً: «كيف تدنت الأخلاق لمستوى اللامسؤولية في سبيل إسعاد جمهور هو ليس سعيداً بما حدث، فما يحدث هو عبارة عن فوضى عارمة لحقوق المرضى في التعافي، والأطباء في إبداء الرأي والنصيحة، تضحية من أجل انحدار الذوق العام، والهيافة المجتمعية التي أعطت لمثل هذه البرامج مساحة من عقول المصريين العقلاء».

أكبر من حجمها

ذكر حساب يحمل اسم «سكوربيون» في إجابته عن الاستطلاع الذي نشرته جريدة «الإمارات اليوم» حول: «ما الذي يجعل برامج المقالب مستمرة وناجحة رغم الانتقادات الكبيرة التي تطالها سنوياً؟»، أن المشاهدين ووسائل الإعلام تعطي هذه البرامج أكبر من حجمها، وهو ما ينطبق كذلك على المسلسلات التركية والممثلين المشاركين فيها، إذ أصبحوا نجوماً في الدول العربية، وهم حتى في بلادهم غير مشهورين.


موسى علي:

«في الموسم الأول لأحد تلك البرامج تورطت وتابعت حلقاتٍ.. واتضحت الخدعة فتوقفت».

إبراهيم آدم:

«استمرار هذه البرامج دليل على غياب حس المسؤولية عند المشاهد والفضائيات».

أمين فيكر:

«تأثر الجمهور بهذه النوعية من البرامج يرجع إلى قلة النضج الفكري».

حسام سوادي:

«إقبال الجمهور على هذه البرامج ناتج عن التسويق والتشويق الإعلامي لها».

تويتر