اكتسبت أسرار المهنة من والدها.. وتعتمد على الأعشاب الطبيعية

المعالجة الشعبية عيدة المنصوري تداوي الأوجاع منذ 40 عاماً بـ «وصفات الأجداد»

صورة

على مدى ما يزيد على 40 عاماً تمارس المعالجة الشعبية الإماراتية، عيدة مبارك مرزوق المنصوري (أم أحمد)، عملها في علاج المرضى، الذين يأتون إليها طلباً للتداوي بالعلاجات المتوارثة عن الآباء والأجداد، وبالوصفات المستخلصة من الأعشاب الطبيعية المختلفة، إذ تؤمن بأنه لا يوجد مرض ليس له علاج.

وأوضحت (أم أحمد) لـ«الإمارات اليوم»: أنها اكتسبت خبرتها في مجال العلاجات التقليدية والشعبية من والدها الذي عمل في المجال نفسه، وكانت تساعده في عمله، وخلال ذلك كان يعلمها كل ما يتعلق بهذه العلاجات من معلومات وأسرار، مشيرة إلى أن المعالج قديماً كانت له مكانة مميزة في المجتمع، خصوصاً في ظل عدم وجود أطباء أو أدوية حديثة في ذلك الوقت.

وأضافت: «كان المعالج الشعبي قديماً هو الذي يتولى مداواة الجميع لعدم وجود أطباء أو مستشفيات لتقديم العلاج الحديث، كما لم تكن هناك أدوية متوافرة، أما الآن أصبح كل شيء متاحاً من علاجات وأطباء وأدوية»، لافتة إلى أنه رغم توافر العلاج الحديث، مازال كثيرون يقبلون على الطب الشعبي، لأنه يعتمد على الطبيعة وما تقدمه من أعشاب بشكل كبير.

«الوسم»

وأفادت (أم أحمد)، التي تعيش في أبوظبي، بأن «العلاجات التقليدية مختلفة، ويُعدّ الوسم (الكي) من أبرزها، ويتم باستخدام مسمار ساخن في نقاط معينة من الجسم تختلف حسب اختلاف مكان الألم، وجرى استخدامه لعلاج عدد كبير من الأمراض، منها أمراض الكبد و(النداس وبوصفار) وعرق النسا واللوز والغدة ووجع الرأس وآلام الظهر والمفاصل والقولون».

وهناك أيضاً العلاج بالمسح، ويستخدم لعلاج الكبد و«بوعضمين»، كما تشمل العلاجات التقليدية العلاج بالأعشاب والجامعة التي كانت تعرف قديماً بـ(الخبانة)، وكان والدها يمارسها ولكنها لا تقوم بها، معتبرة أنه ليس كل شخص مؤهلاً لممارسة هذه العلاجات، إذ تتطلب خبرة طويلة وتدريباً ومعرفة واسعة بالعلاجات والأعشاب وكيفية تشخيص الحالة ومعرفة سبب الألم ومصدره.

وصفات للكبار والصغار

وأشارت (أم أحمد) إلى أنها تقوم بعمل وصفات للعلاج من الأعشاب الطبيعية منذ ما يزيد على 20 عاماً، وتعالج بها العديد من الأمراض، مثل: خشونة المفاصل وآلام الظهر والبطن وغيرها، وهناك وصفات للكبار وأخرى للصغار، وغالباً ما تختلف الكمية التي يتناولها المريض وفقاً لعمره، منوّهة بأن المترددين عليها طلباً للعلاج من جميع الفئات ومن مختلف الأعمار من الجنسين.

وأكملت المعالجة الشعبية: «رغم أنني لم أدرس ولا أكتب أو اقرأ، فإنني تعلمت من والدي كيفية معرفة المرض الذي يعانيه من يأتي إليّ، سواء من الشكل العام له أو من العلامات والأعراض التي يشكو منها، أو من خلال الضغط على المنطقة التي يشكو من ألم بها».

«أم أحمد»:

• «رغم أنني لا أقرأ ولا أكتب، فإنني تعلمت من والدي كيفية معرفة المرض الذي يعانيه من يأتي إليّ، سواء من الشكل العام أو من الأعراض التي يشكو منها».

• «ليس كل شخص مؤهلاً لممارسة هذه العلاجات، إذ تتطلب خبرة طويلة وتدريباً ومعرفة بالأعشاب، وكيفية تشخيص الحالة وسبب الألم ومصدره».


حالات صعبة

قالت عيدة المنصوري (أم أحمد): «إنها عالجت العديد من الحالات الصعبة، من بينها شخص جاء يعاني التهاباً شديداً في الغدة الدرقية، لدرجة أنه لم يكن يستطيع الكلام فعالجته بالوسم وشُفي، كما تقوم باستخدام خلطات خاصة من الأعشاب لعلاج خشونة المفاصل، يتم تناول ملعقة صغيرة منها على الريق لفترة من 10 أيام إلى شهر وبعدها يتحسّن المريض حتى لو كان يسير معتمداً على عصا».

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر