قدّم معرضه في «خولة آرت غاليري» بدبي

علي بن ثالث: «مذاهل الأعماق» حصيلة الغوص في مياه 4 بلدان

صورة

«مذاهل الأعماق»، هو عنوان المعرض الذي قدّم فيه المصور الإماراتي أمين عام جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، علي بن ثالث، صوراً غير مألوفة التقطها من البيئة البحرية، حيث حمل معداته وكاميراته وشغفه، وغاص بها تحت الماء ليعود بمجموعة من الصور التي توثق جمال الكائنات التي تعيش في الأعماق. وفي معرضه الذي افتتح في «خولة آرت غاليري» بحي دبي للتصميم، يركز المصور الإماراتي على إيصال رسالة مهمة إلى العالم، تتمثل في النظر إلى معجزة الخالق، من خلال الكائنات البحرية وجمالياتها وسلوكياتها أيضاً.

فقد وثق بن ثالث حياة العديد من الكائنات البحرية، مركزاً على الكائنات الصغيرة جداً، سواء الشفافة أو الملوّنة، كما قدّم في المعرض، الذي يستمر حتى 28 يناير، المعدات التي استخدمها في رحلات الغوص والتصوير، إلى جانب فيديو توثيقي عن الأسماك. كما يوثق المعرض الذي ضم 46 صورة، مسيرة شغف بن ثالث ورحلته الطويلة في مجال التصوير الفوتوغرافي، وما يمتلكه من تجارب، لاسيما في ما يتعلق بالبيئة على اختلاف عناصرها ومكوناتها.

وفي سياق حديثه لـ«الإمارات اليوم»، عن معرضه، قال بن ثالث: «إن هذا المعرض يأتي نتاج عدد من الرحلات، يصل عددها إلى 18 رحلة، قمت بها على مدى أربع سنوات في الفترة الممتدة من عام 2014 إلى 2018، وتنوّعت البلدان التي التقطت فيها الصور بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين والإمارات، ويحمل المعرض رسالة بيئية توعوية بعظمة الخلق والخالق وما يحتويه الكون من كائنات». وأضاف: «شعرت في السنوات الأربع الأخيرة، بأنه من الضروري أن أرسم خطاً فاصلاً بين المرحلة التي مضت والمرحلة الجديدة المقبلة في حكايتي مع التصوير، وذلك من خلال التخصص، خصوصاً أنه على الفنان أن يضع أمامه أهدافاً جديدة من أجل تحفيز نفسه». واعتبر بن ثالث أن «التوجه نحو التخصص في عالم التصوير يعني التطور في المعرفة، وليس المعرفة في مجال تقنيات التصوير فحسب، بل أيضاً بزيادة المعرفة بسلوك المخلوقات والحيوانات التي يتتبعها»، فمعرفة سلوكيات الحيوانات، حسب بن ثالث: «تمنح المصور الفرصة لالتقاط الصور التي تظهر الكائنات بصورة طبيعية، وهذا يبرهن على ضرورة التزامن بين التصوير والبحث والقراءة».

بن ثالث الذي التقط الصور في مياه أربعة بلدان، تحدث عن ميزات كل منطقة منها وتحديات التصوير تحت المياه في كل بلد، وقال: «كل منطقة غوص لها ميزة معينة، وتتحدد مناطق الغوص في العالم بناء على عنصرين، أولاً: التنوع البيئي الذي يمنح المصور فرصة التقاط عدد أكبر من الحيوانات، وثانياً: مدى درجة وضوح الماء الذي يضمن الحصول على صور بدقة أفضل وأوضح». الى جانب ذلك، أشار بن ثالث إلى «أهمية البحث قبل التوجه الى التصوير في أي بلد، إذ يجب أن يعرف المصور أوقات وجود التيارات، أو حتى الأعاصير التي قد تعرّضه للأذى، فالمصور الفوتوغرافي تحت الماء يعمل كما لو أنه المرشد السياحي لنفسه ولكاميرته».

وأشار بن ثالث إلى أن «شهور أبريل ومايو ويونيو، تعتبر أفضل الأشهر للتصوير في الإمارات»، موضحاً أن «الفجيرة هي أفضل منطقة لالتقاط الصور تحت الماء، ولكنها تشهد مرور تيارات مائية بكثرة، ويمكن القول إن التيارات الأخف تكون في تلك الأشهر». وحول أبرز وأجمل الكائنات في مياه الإمارات، نوه بأن المصور الفوتوغرافي يكون محظوظاً في حال التقط قرش الحوت في الإمارات، لأنه من الكائنات التي يصعب التقاطها، إضافة إلى المخلوقات الصغيرة والتي تسمى «عارية الخياشيم»، والتي تعتبر مخلوقات سامة بالنسبة للأسماك، وتحمل الكثير من الألوان، وأنواعها أكثر من 3400 نوع تقريباً، واصفاً هذه المخلوقات بكونها «فوتوجينيك» أمام الكاميرا.

وحول بداية رحلة التصوير، قال بن ثالث: «تبدأ الرحلة تحت الماء من مخيلة المصور أولاً، فالمخيلة تحفزه على التقاط الصورة التي يحلم بها، كما أن التصوير تحت الماء يمر بمراحل عدة، أولها التخطيط للرحلة، ثم تجميع المواد، وبعدها دراسة الخارطة المائية، ثم البحث عن الوقت المناسب والكائنات المتوقع رؤيتها تحت الماء، لأخذ المعدات اللازمة لالتقاطها». وعمل بن ثالث على تقديم فيديو إلى جانب الصور في المعرض، وأشار إلى أن الفيديو أساسه صورة، ولكن الانطباع الذي يتركه المصور من خلال الفيديو مختلف جداً عن انطباع الصورة، فالفيديو يعطي المشاهد الانطباع بالحالة الخاصة بالغوص، وشكل الكائن تحت الماء والتيارات وغيرها. ورأى أن «الصورة هي مكان يتكلم فيه الفنان بلغته الخاصة، فالفيديو توثيقي أكثر، وجمع الفوتوغرافي لعناصر الصورة أقوى من الفيديو».

وحول الرسالة الأساسية التي يحملها بن ثالث، شدد على أنها تؤكد أن الإنسان يمكنه الاستمتاع بكثير من الأمور أكثر مما يظن، وعلى الرغم من أن التوجه نحو التكنولوجيا في هذا العصر قوي جداً، ولكن المعرض يبرز عظمة الخالق، ما يجعله يحمل تأثيراً روحانياً يضاف إلى الجانب الفني.

• 46 صورة توثق مسيرة شغف بن ثالث ورحلته الطويلة وما يمتلكه من تجارب.

• 3400 نوع من «عارية الخياشيم» مخلوقات سامة، لكنها «فوتوجينيك» أمام الكاميرا.


بن ثالث:

• «المعرض نتاج 18 رحلة، قمت بها على مدى أربع سنوات، ويحمل رسالة عن عظمة الخلق والخالق».

• «التخصص في عالم التصوير يعني التطوّر في المعرفة، وليس المعرفة في مجال تقنيات التصوير فحسب».


سيرة فنية

حصل المصور الإماراتي علي بن ثالث، على دبلوم تصوير وثائقي من أكاديمية لندن، ودبلوم في اللغة والأدب الفرنسي من جامعة مونبلييه الفرنسية، إلى جانب انخراطه في عدد من الدورات العالمية التخصصية في مجال التصوير في فرنسا وبريطانيا ودبي.

وبرز اسم المصور الفوتوغرافي الإماراتي علي بن ثالث، في عالم التصوير والأفلام الوثائقية، ولكنه اشتهر في الآونة الأخيرة، وعلى المستوى الدولي، متخصصاً في التصوير تحت الماء.

شارك في عشرات المعارض وقدّم كتاباً عن التصوير تحت الماء، ومن أبرز أعماله الوثائقية «غواص غزة».

تويتر