مستكشف إماراتي اختبر تسلّق الجبال وعتمة الكهوف وأعماق البحار

بالفيديو.. خليفة المزروعي.. قصة حب مع كائنات لا يعرفها

صورة

في زيٍّ يحاكي ألوان الطبيعة التي تحيط به، يتخفّى المستكشف الإماراتي، خليفة المزروعي، وسط الصحراء حيناً، وفي أعماق البحار والمحيطات حيناً آخر، حاملاً عدسته، ليوثق الحياة البحرية والبرية بكائناتها المتنوّعة والمدهشة.

دخل المزروعي عالم الاستكشاف ليصبح مصوّراً في «ناشيونال جيوغرافيك» العربية، حتى أصبحت رحلته الإبداعية والتوثيقية امتداداً لحب المغامرة ونشاطاته المتنوّعة بين الغوص وتسلق الجبال وسبر أغوار الكهوف، والتي لطالما استحوذت على وقته واهتمامه لسنوات طويلة.

مغامرات لا تُحصى

المزروعي تحدث عن بداياته في عالم التصوير والاستكشاف، لـ«الإمارات اليوم»، فقال: «اختبرت جميع مجالات المغامرة، فعدد وأشكال المغامرات التي قمت بها لا يُعد ولا يحصى، ففي البدء كنت أتسلق الجبال، وأعشق التخييم في الصحراء، وبعدها دخلت عالم نزول الجبال والكهوف والمرتفعات وغيرها، ولكني دائماً كنت أشعر بأن هناك شيئاً ما ينقصني في هذه التجربة، إذ غالباً كنت أواجه بأسئلة حول طبيعة ما أراه خلال الرحلات، وهذا يتطلب مني رواية التفاصيل بدقة، وهنا بدأت رحلتي مع توثيق التجارب التي أقوم بها». وأضاف المزروعي: «قررت أن أتعلم تقنيات التصوير التي تساعدني على إبراز جماليات المشاهد الطبيعية والكائنات خلال رحلاتي، وهكذا بدأت رحلة التصوير مع الطبيعة، ثم انتقلت منها إلى الفلك والأعماق، لأظهر للناس ماذا يغيب عنهم من جماليات لا يرونها».

وقاد التصوير المزروعي إلى استكشاف الحياة البرية في الإمارات، ولفت إلى أنه اكتشف العديد من الأماكن الجديدة التي لم يكن يعرفها سابقاً، والتي يقول عنها: «كانت الحياة البرية في الإمارات مفاجئة بالنسبة لي، فقد تعرفت إلى عدد من الكائنات التي لم أعرفها في السابق، فنحن نمر على الأماكن دون أن نعطي أهمية كبيرة للتفاصيل، نمر ولا ننتبه إلى وجود الكائنات والمشاهد الطبيعية المتميزة».

وعن الرحلات الأولى للتصوير تحت الماء، أشار المزروعي، إلى أن هذا النوع من التصوير يعتبر الأصعب، مقارنة بتصوير الحياة البرية والفلك، وغيرهما من المجالات الأخرى، موضحاً أن «هناك كثيراً من الصعوبات الناتجة عن تعذّر الرؤية في الأعماق، وكذلك وجوب تصويب الكاميرا نحو النقطة الصحيحة، مع ضرورة التمتع بمهارات الغوص الاحترافية، إلى جانب استخدام الإنارة التي تسمح بظهور ألوان الكائنات التي يصعب ظهورها وسط الظلام الذي يملأ المكان، بسبب عدم وصول أشعة الشمس إلى هذه الأعماق». ونصح المزروعي محبي التصوير بدخول المجال وأخذه على محمل الجد، بسبب وجود كثير من الكائنات المميزة التي تعيش في الطبيعة، ومنها التي تهاجر وتأتي إلى الدولة في فصل الشتاء، فتقيم شهوراً عدة في الدولة، لاسيما في منطقة القدرة أو في مناطق متفرقة من الدولة، وهذا بسبب وفرة المياه ووفرة الطعام.

رصد المكان

يرتدي المزروعي ملابسه التي يتخفى بها، ويحاول رصد الكائنات في الصباح أو وقت العصر، منوّها بأنه حين يذهب للتصوير، يقوم بتفريغ نفسه يوماً كاملاً لهذه المهمة، وأنه في حال أراد تصوير الحيوانات، فلابد من وجوده طوال النهار في المكان الذي سيلتقط فيه الصور، فيحرص على أن يوجد في مكان التصوير قبل ساعتين من توقيت وجود الحيوانات فيه، ليضمن شعورها بالأمان وعدم الخوف من أي حركة. وشدد على أن شعور الحيوان بالأمان مهم جداً لرصد سلوكياته وتوثيقها بالعدسة، ولهذا يتخفى جيداً أثناء التصوير، ويرتدي الملابس التي تحاكي ألوان الطبيعة التي يوجد فيها. وأشار المزروعي إلى أن بعض الحيوانات لا تخاف، ويمكن تصويرها بشكل عادي، ولكن بعض الحيوانات تخاف فلا يمكن رصد سلوكياتها الطبيعية بسهولة في حال شعورها بأي حركة بجوارها، والجهد لالتقاطها يكون مضاعفاً.

كما عمل المزروعي على تصوير الفلك، مشيراً إلى أن هذا المجال يعتمد على التكنولوجيا، وكثير من الأجهزة والبرمجيات، ولكل سنتيمتر في الصورة يصنع فرقاً كبيراً، موضحاً أن «هذا النوع من التصوير يتطلب كثيراً من التدريب، كما أن كلفة معداته عالية، وأوقاته محددة في السنة، فهو يتطلب كثيراً من الصبر، فاللقطات التي تجمع فوق بعضها بعضاً، مثلاً، قد تستغرق نحو أسابيع وشهور لالتقاطها».

أنتظر أياماً أو ساعات، وفي لحظة غير متوقعة يحضر الطير أو الحيوان، وعليَّ أن أكون جاهزاً لإتمام المهمة».

«كنت أواجه بأسئلة حول طبيعة ما أراه خلال الرحلات، وهنا بدأت توثيق التجارب التي أقوم بها».

راحة الحيوان

شدد خليفة المزروعي على ضرورة الحفاظ على الحياة البيئية والبرية أثناء عملية التصوير والتوثيق، وأنه يجب على المستكشف ألا يؤذي الحيوانات، وأن يكون حريصاً على عدم تسببه بقطع الأشجار، أو أن تتعرّض الطبيعة لأي نوع من أنواع الضرر، لأن الحيوانات التي تعيش هناك يجب أن تشعر بالراحة. وأكد أن الحياة البرية متميزة، ولكن لا يشعر بها إلا الشخص الذي يلتقط الصور ويسبر أغوارها ويستكشف كل جمالياتها.

درس في الصبر

أبرز ما تعلمه خليفة المزروعي من عالم التصوير، هو الصبر، موضحاً أنه «ينتظر الطيور والكائنات بالساعات والأيام، وأحياناً في لحظة غير متوقعة يحضر الطير أو الحيوان، فيكون على المزروعي أن يكون جاهزاً لإتمام المهمة على أفضل شكل». وأكد أنه يحاول أن ينقل هذه التجربة للناس، فهو إلى جانب عمله في «ناشيونال جيوغرافيك»، تدرّب على التصوير وسيعمل على تطوير مهاراته باستمرار، وتتبع الشغف إلى آخر حياته.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر