مرشد ثقافي إماراتي يحمل مسؤولية نشر «الثقافة التاريخية»

محمد الجسمي.. تاريخ الإمارات وتراثها بأسلوب شائق على «منصات التواصل».. (فيديو)

سنوات طويلة أمضاها محمد الجسمي بتجارب التطوّع في ميدان الإرشاد الثقافي. الإمارات اليوم

سنوات طويلة من تجارب التطوع في ميدان الإرشاد الثقافي، أمضاها الإماراتي محمد الجسمي، بهدف المعرفة والغوص في تاريخ بلاده الإمارات، لاستكشاف تفاصيلها والتعرف عن قرب إلى معالمها التراثية، ومن ثم رواية أحداثها التاريخية الأبرز لمن لا يعلمها، قبل قرار الالتحاق بمركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري، لاستكمال ما تبقى من محطات مشواره المهني المتميز كمرشد ثقافي، رافضاً الاكتفاء بحدود العمل المكتبي، لينشر تجربته المعرفية على الفضاءات الإلكترونية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، رغبة منه في تعميم الفائدة وتكريس الثقافة التاريخية بين أوساط الشباب الإماراتي والعربي، مستنداً في البداية على خبراته، ومن ثم على مهاراته المكتسبة في التواصل مع الآخرين، وتقديم مختلف الروايات الشعبية والقصص التراثية والإنسانية، بأسلوب لافت وممتع قادر على جذب انتباه أعداد متزايدة من عشاق التراث والحضارة، مؤكداً أن رواية بعض أوجه تاريخ بلاده ستظل مسؤولية أساسية يعمل الجسمي على إتقانها، لأنها تتوّجه «سفيراً فوق العادة» لثقافة بلاده، بما تحمله من إرث حضاري وإنساني كبير.

موهبة

وأشار محمد الجسمي في حديثه لـ«الإمارات اليوم» إلى أن بداية علاقته بميدان الإرشاد الثقافي، بدأت منذ أيام الدراسة الثانوية، حيث شارك في العديد من الفعاليات والمهرجانات التراثية والثقافية المتنوعة، وأبرزها مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في سوق القطارة التراثي في مدينة العين، الذي شكل خطوته الأساسية في الميدان، وذلك بعد عشرات المشاركات السابقة في أعمال تطوعية مدرسية متنوعة، قائلاً «أعتز بالكثير من المشاركات التطوعية التي أسهمت إلى حد كبير في صقل تجربتي الناشئة في هذا الإطار، فلقد أتيحت لي مرار فرصة زيارة الكثير من المتاحف والأماكن التراثية، فضلاً عن التطوع في الأولمبياد الخاص الذي أقيم في العاصمة أبوظبي في عام 2019، الذي سبقه تجربة العمل كمرشد سياحي في حديقة الحيوانات بمدينة العين، إلى جانب العديد من المشاركات المجتمعية الفردية في عدد من الفعاليات والأحداث الثقافية والتراثية التي أسست لبداية هذا الشغف منذ سن مبكرة».

خط مغاير

وحول طبيعة عمله في مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري، أسهب الجسمي في الحديث عن الدور الذي يضطلع به حالياً في قسم التعليم التابع للمركز، وقيامه في هذا الإطار، بمهام عدة منها التواصل مع المدارس والجامعات، لتأصيل مفهوم التواصل الحضاري والثقافي والتعريف بالشخصية الإماراتية، وترسيخ قيمة العادات والتقاليد الأصيلة المتجذرة في مجتمعها.

مهنة فريدة

أما تجربة اقتحام ميدان قد لا يندرج على رأس قائمة المهن الأكثر إقبالاً لدى الشباب المواطن، فأكد الجسمي أن قرار خوض غمار هذا المجال يعود بالدرجة الأولى إلى عدم معرفة الأغلبية بتفاصيل هذه المهنة الفريدة التي تعكس إلى جانب قيمتها المعرفية والثقافية العظيمة، جانب المفاجأة والتشويق، باعتبار ما تتيحه كل مرة من اكتشافات جديدة وما تتطلبه من حركة دائمة تبتعد عن روتين المكاتب وتقترب من شغفه القديم والمتواصل بالتعامل مع الناس والاطلاع على عموم الثقافات والعادات الإنسانية المختلفة حول العالم.

دقة ومسؤولية

وأكد الجسمي أن وجوده في هذا المجال منذ عام 2018، يدفعه بشكل دائم إلى البحث والقراءة والاطلاع على قصص وتجارب الأهل والأجداد، واعتماد أسلوب الدقة والموضوعية في تقديم مختلف الروايات والمعلومات التراثية التي يستقيها من مصادر عدة، مؤكداً «طورت أدواتي في مجال رواية القصص والحكايات التراثية، معتمداً ذكر المصادر والروايات المختلفة للحادثة أو القصة، وذلك في حال تضارب المعلومات حولها، ويساعدني في هذه الخطوة،مجموعة من الباحثين في هذا المجال وكبار المواطنين من الثقاة»، مؤكداً قيمة توخي الدقة في سرد المعلومات والثقة التي تجمعه باستمرار بمتابعيه، وتحمله مسؤولية مضاعفة بالقول «مع خوضي هذا الميدان، اكتشفت مبكراً أن توخي الدقة في المعلومات أهم شرط من شروط النجاح والاستمرارية في المجال، خصوصاً في ظل الفضاءات الرقمية الحديثة المفتوحة على التأويلات واللغط».

قصة تألق

بالتوازي مع نجاحه في دور المرشد الثقافي في مركز الشيخ محمد بن راشد للتواصل الحضاري، تميز الجسمي في وضع لبنات مشروع ثقافي رائد ومجدد موجه للشباب الإماراتي، ولجميع الفئات المهتمة بالتراث المحلي، وذلك، من خلال صفحته الرسمية على منصة «إنستغرام» التي اختار لها عنوان (with mohammed)، ليتناول من خلالها كوكبة من القصص التراثية الشائقة، والمعلومات التاريخية القيمة منها تاريخ التعليم في الإمارات، وأبواب دبي القديمة وعلاقة العملات بالأماكن الأثرية، ورحلات «المقيظ» التي كان يقوم بها الأجداد والمصور التاريخي الأول في الإمارات وقصة تألق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كأول وزير دفاع في الإمارات، وهو في عمر 22 التي ألهمت الشباب الإماراتي بمبادئ القيادة والإنجاز والتميز لتحصد اهتماماً واسعاً من المتابعين كافة.ص

■ «مشاركاتي التطوّعية التي أسهمت إلى حد كبير في صقل تجربتي بهذا المجال».

■ «مشروع ثقافي رائد ومجدّد موجه للشباب الإماراتي ولجميع الفئات المهتمة بالتراث المحلي».

ثقافة التسامح

قال محمد الجسمي عن طموحاته في التأثير الإيجابي في شرائح الشباب المتعددة، إن هدفه الأساسي سيبقى نشر ثقافة الإمارات كنقطة انطلاق للتعرف إلى ثقافات العالم، وتكريس مبدأ التسامح بين دول العالم، وذلك، لقناعته بأن مشاركة الجمهور ثقافات الشعوب كفيل بنشر هذه الثقافة الإنسانية الراقية بين الناس على نطاق واسع .

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر