أحالها كثيرون لغياب الوعي والرغبة في زيادة المتابعين

«التنمر» على الفنانين ظاهرة متنامية.. يدعمها غياب ضوابط «السوشيال ميديا»

صورة

فرض الفضاء الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع بين الناس بقوة، ظاهرة «التنمر الرقمي»، الذي وإن طال بشكل واسع جميع بعض فئات الناشطين على المنصّات الاجتماعية، فإنه سلّط سهامه بشكل مبالغ فيه على فئة الفنانين والمشاهير، ليثير جدلاً يومياً متكرّراً، وموجة عاتية من ردود الأفعال المتباينة، المراوحة بين استنكار التشهير ومناهضته ورفض التعرّض لتفاصيل الحياة الشخصية، وبين الدعوات المنادية باللجوء إلى القضاء لدرء هذه الظاهرة، التي يرى كثير من الخبراء أنها نتاج عوامل سيكولوجية متصلة بعضها بواقع الأفراد وتنشئتهم، وبعضها الآخر بالوعي المجتمعي العام، وأنماط استيعاب مفهوم الحرية الشخصية وحدودها ومن ثم شروطها حين يتعلق الأمر بحرية الآخرين.

من ناحية أخرى، تنزلق بعض التأويلات الأخرى في اتجاه سعي البعض إلى الشهرة والانتشار ومضاعفة عدد المتابعين على الوسائط الاجتماعية المتعدّدة، التي زادتها ضراوة اليوم، سهولة إنشاء حسابات رقمية حقيقية ومزيّفة، وغياب ضوابط العمر والمحتوى، وعدم اتخاذ إجراءات صارمة بحق مروّجي هذه النوعية من الأخبار. كل ذلك، تكاتف لتهيئة بيئة غير صحية من ردود الأفعال العنيفة والنقاشات المعتلة و«التنمر» العام ذات الأضرار النفسية الجسيمة على الأفراد.

«زهايمر»

على مدار أيام طويلة، شهدت منصّات التواصل الاجتماعي عدداً من الحوادث التي يمكن إدراجها تحت بند «التنمر على الفنانين»، أبرزها الشائعة التي أشار إليها أحد الإعلاميين المصريين حول إصابة النجم المصري عادل إمام بمرض «ألزهايمر» ومطالبة عائلته بالإعلان عن تفاصيل حالته الصحية، الأمر الذي دفع في البداية شقيقه المنتج عصام إمام إلى نفيها ودعوة الجمهور إلى عدم تصديق هذه النوعية من الأخبار، وصولاً إلى التسجيل الصوتي الذي دفع «الزعيم» إلى الخروج للمرة الأولى للرد عبر تسجيل صوتي أكد فيه أنه بصحة جيدة، موضحاً وجوده الحالي مع أبنائه وأحفاده وبعض الأصدقاء.

غير بعيد عن حادثة «الزعيم»، تعرّضت الممثلة المصرية ميرفت أمين، لموجة «تنمر» موسّع ومحرج للغاية، بعد تداول صورها خلال عزاء المخرج المصري علاء عبدالخالق، ما دفعها للتأكيد على حالة الحزن التي كانت تعتريها بموته، وعدم قيمة الظهور في هذه المناسبات بالزينة، معربة عن اندهاشها من تصيد الجمهور لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل ما يُشاع عن وفاتها أحياناً، وعن زواجها أحياناً أخرى، دون مراعاة لخصوصيتها أو احترام لمشاعر الآخرين.

التقدم في العمر

على صعيد آخر، عانت النجمة المصرية يسرا، خلال مشاركتها في مهرجان القاهرة للدراما في نسخته الأولى، من موجة غير مسبوقة من التعليقات الجارحة، وذلك على خلفية تغيّر ملامحها بسبب العمر، الذي لم تنجح في إخفائه المساحيق وعمليات التجميل، وذلك على رغم تنديد الفنانة في أكثر من مناسبة بـ«التنمر» ودعوتها الجمهور إلى عدم الانسياق وراء هذه الممارسات غير المسؤولة التي تشجع على العنف. ولم يسلم الممثل المصري محمد رمضان، من الظاهرة نفسها التي لاحقته وبشكل أكبر من غيره، في معظم مراحل انطلاقته الفنية، سواء في مجال التمثيل أو الغناء، لدرجة أن البعض أشار إلى تعمد الفنان إثارة المشكلات لتوسيع أفق نجوميته.

«تنمر إلكتروني»

يشير مفهوم «التنمر» الإلكتروني إلى السلوك العدواني وغير المرغوب فيه، الذي يقوم به «المتنمر» إلكترونياً باستخدام التقنيات الحديثة، مثل الهاتف المحمول والحاسوب والرسائل النصية والتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات، وغيرها ضد طرف آخر بغرض الإساءة إليه وإلحاق الضرر به مادياً ومعنوياً واجتماعياً ونفسياً.

أشكال متعدّدة

يتخذ «التنمر» على الوسائط الاجتماعية أشكالاً عدة، ليتجسّد عبر بث رسائل مسيئة وغير لائقة اجتماعياً وأخلاقياً لشخص ما، أو التعليق بشكل سلبي ومهين على مشاركاته وصوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى تشويه سُمعته على الملأ، عبر نشر معلومات مزيّفة أو شائعات كاذبة بغرض السخرية والتشفي، كما يمكن لـ«التنمر» أن يتخذ منحى «انتحال الهوِية»، من خلال اختراق بريد الشخص الإلكتروني، أو حسابه الشخصي على شبكات التوصل الاجتماعي، لنشر وإرسال محتويات محرجة أو مسيئة.

أحد الإعلاميين روّج لشائعة إصابة النجم المصري عادل إمام بمرض «ألزهايمر».

ميرفت أمين تعرّضت لموجة «تنمر»، بعد تداول صورها خلال عزاء المخرج علاء عبدالخالق.

تويتر