فريق مغامرات إماراتي يهوى صعود الجبال

«متسكعون».. 3 شباب ورسّامة يكتشفون الأماكن السياحية ويروّجون لها.. فيديو

صورة

محمد العوضي، شاب إماراتي عاشق للمغامرات والبحث عن الأماكن السياحية الغريبة وغير المعروفة، استثمر مهاراته وشغفه برياضات عدة، كتسلق الجبال، والتخييم، وركوب الدرّاجات الهوائية، في استكشاف طبيعة المناطق الجبلية داخل الدولة، ليتعرف إلى السلاسل الجبلية والكهوف والأماكن السياحية المجهولة في الإمارات، والتعريف بها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرز هذه المناطق مدينة حتا، ومنطقة شوكة في رأس الخيمة، ومدينة خورفكان.

وتفصيلاً، قال العوضي لـ«الإمارات اليوم»: «في بداية الأمر لم أكن أتوقع وجود تشجيع لي في هذا النوع من الرياضات، وفي حبي لتسلق واكتشاف المناطق الجبلية، حيث كان من النادر أن أجد أحداً يشاركني ميولي نفسها، ولكنني عندما أخبرت صديقي (عمر) عن تجربة هذه الرياضات، تحمّس كثيراً لتجربتها معي، وكنا في نهاية كل أسبوع نذهب إلى مدينة حتا، لأن فيها الكثير من الجبال، وكنا نخيّم هناك، ونمارس رياضة التسلق، وركوب الدرّاجات الهوائية».

وتابع العوضي: «يوماً بعد يوم أصبحنا أنا وعمر من أشد المحبين لهذه الرياضة، وتوسعنا في اكتشاف كل المناطق الجبلية في الدولة، وكنا نستمتع كثيراً بقضاء الوقت بعيداً عن ضجيج المدن، وكنا نجمع المعلومات عن هذا النوع من الرياضات، كما كنا نلتقي بالسياح عندما كنا نخيّم في هذه المناطق».

وأضاف: «تساءلنا أنا وعمر، لماذا لا نرى الشباب والشابات المواطنين يمارسون هذه الرياضات؟ حيث إنها كالرياضات الأخرى، مثل كرة القدم وغيرها».

ويقول العوضي: «في عام 2019 فتحنا حساباً على تطبيق (إنستغرام)، وصديقي عمر يحب التقاط الصور كثيراً، في كل مرة كان يأخذ آلة التصوير معنا، وكنا ننشر الصور التي نلتقطها على الحساب، لتأتينا دائماً التساؤلات من كل شخص رأى هذه الصور، أين مكان هذه الصور؟ هل هي في إحدى دول أوروبا؟! وعندما نقول لهم إنها مناطق في الدولة يستغربون كثيراً».

ويكمل: «عندما التقيت مع عمر في أحد المقاهي، قال لي إن لديه فكرة لترويج ونشر (رياضة تسلق الجبال) بين فئة الشباب، من خلال الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نكون المروّجين لهذه الرياضة».

وأضاف: «تشجعت كثيراً لهذه الفكرة، لأنني أحب المغامرات، وكنت اتمنى أن يهتم الشباب بهذه الرياضات، واستغلال أوقات فراغهم بأشياء مفيدة، لذلك قررنا أن نكون أنا وعمر فريقاً واحداً، وأن نقوم بإنشاء حساب على (إنستغرام)، وطلبت من عمر أن يجد اسماً جديداً ومميزاً نطلقه على حساب الفريق على (إنستغرام)، وكان اختيار اسم مناسب وغريب صعب جداً».

وأكمل العوضي: «بعد أيام عدة جاء عمر إلى منزلي، وأخبرني بأنه وجد اسماً للفريق، وقال لي سنطلق عليه اسم (متسكعون)، طبعاً رفضت في بداية الأمر، لأنني لم اقتنع بهذا الاسم، ولكن عمر أصرّ كثيراً على الاسم، فاستشرت أخي الكبير، وقال إنه اسم مميز جداً، وتم اعتماد الاسم».

وقال: «أصبح من السهل علينا توثيق رحلاتنا ومغامراتنا على (إنستغرام)، واشتهرنا كثيراً، وتلقينا طلبات عدة بالانضمام إلينا عندما نقوم برحلاتنا الجبلية، وكنا نرفض، لأننا غير مؤهلين لاصطحاب أكثر من شخص معنا، فنحن لا نعرف ما هي العقبات التي قد تواجهنا عند تسلق الجبال».

وأضاف العوضي: «بسبب كثرة الطلبات قررنا أنا وعمر بأن نلتحق بدورات تدريبية في الإسعافات الأولية، والإسعافات البرية، والتدرّب على كيفية البقاء في البرية، وبعد أن أكملنا دوراتنا التدريبية، وكان ذلك في عام 2020، أخذنا تصريحاً رسمياً لشركة (متسكعون)، للبدء بالجولات والرحلات الجبلية للمجموعات، وبالفعل أصبحت شركتنا مرخصة، وانضم إلينا أخي الكبير (نواف)، وأصبحنا نحن الثلاثة نشكل فريق (متسكعون)».

وتابع: «قمنا بوضع إعلان على تطبيق (إنستغرام)، بأننا سنذهب إلى رحلة جبلية والتخييم في مدينة حتا، فتلقينا عدداً من الطلبات، وتفاعلاً كبيراً، للمشاركة في هذه الرحلة، وكان العدد المسموح به 20 شخصاً، فقمنا بهذه الرحلة، وكان المشاركون سعيدين جداً بتجربة هذا النوع من المغامرات».

ويكمل العوضي: «بعد نجاح هذه الرحلة، قررنا أن يكون لفريق (متسكعون) هدف واضح، ونقل رسالة للمجتمع بأهمية هذه الرياضة، وبحثنا عن الأماكن الجبلية السياحية في الدولة، وكنا في كل مرة نكتشف أماكن جديدة، وبعدها قررنا إضافة ورش تعليمية للمشاركين، منها ورش رسم، ولاقت نجاحاً كبيراً أيضاً».

ويقول: «يوماً بعد يوم كبر فريق (متسكعون)، وأصبحنا أربعة أشخاص، بعد أن انضمت إلينا الرسّامة الإماراتية ضُحى الحلامي، التي تحب تقديم ورش الرسم، ومنذ التحاقها معنا في 2020، قدمت أكثر من ست ورش للرسم، ولاقت إقبالاً كبيراً من المشاركين، ونطمح إلى تقديم المزيد من الورش التعليمية المفيدة».

وتابع العوضي: «نسعى كفريق (متسكعون) إلى تشجيع كل فئات المجتمع على ممارسة هذه الرياضات، وهذا النوع نجده كثيراً عند الأجانب، فنجد كبار السن عندهم مثلاً يمارسون رياضة تسلق الجبال (الهايكنج)، لذلك نحن كفريق نسعى إلى زرع حب هذه الرياضة بين أفراد مجتمعنا».

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط.


قصة الاسم

قال عاشق المغامرات والبحث الشاب الإماراتي محمد العوضي: «إن معنى اسم (متسكعون) في اللغة العربية، فمتسكع (اسم) فاعل من تسكع، ومعناه للفريق هو اسم ملتقى اجتماعي ومساحة للجميع، متعدد التجارب، والخدمات ويقدم الأنشطة والمشاركات المجتمعية والفن، وهو منصّة تضم جميع المبدعين في مكان واحد».

طيور البوم

قال محمد العوضي: «إن التحاق الرسّامة الاماراتية ضُحى الحلامي، بالفريق أضاف شيئاً مميزاً لفريق (متسكعون)»، مضيفاً: «أصبحنا نترك أثراً في كل مكان نذهب إليه، فمثلاً وفي إحدى المرات عندما كنا نقوم برحلة لاكتشاف منطقة مليحة الصحراوية، لاحظنا وجود مبنى قديم، عليه بعض الرسومات العشوائية وغير المفهومة، وكان منظرها قبيحاً يشوّه المكان، عندها اقترحت علينا ضُحى، إضافة لمسة جمالية للمكان، فاتصلنا بالجهة المسؤولة لإعطائنا تصريحاً للرسم، وحصلنا على التصريح بشكل سريع، عندها فكرنا كثيراً ماذا سنرسم، وكان حول هذا المكان الكثير من طيور البوم، وعندها قررت الرسّامة أن نرسم طيور البوم لأنها تمثل المنطقة».

ويكمل العوضي بحماسة: «استغرق الرسم شهراً واحداً، وكانت النتيجة مبهرة، حيث إن الرسومات كانت جميلة جداً، وأضافت لمسة جمالية للمكان، وأصبح معلماً من معالم منطقة المليحة، ونقل صورة واضحة عن طبيعة هذا المكان».

تويتر