الدراما التاريخية العربية تبحث عن استعادة البريق والجدل

بعد أن توارت - إلى حد كبير - السنوات الماضية، يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد عودة الأعمال الدرامية التاريخية، المرجح عرضها خلال رمضان المقبل، كما أعلن صنّاع هذه النوعية من الأعمال التي تحظى بمتابعات كبيرة، وتثير الجدل في الوقت ذاته. وتفاوتت آراء الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين فئة مرحبة بالعودة إلى تقديم هذا اللون من الدراما بعد أن تراجع في الأعوام الأخيرة، وأعرب متابعون عن تخوفهم من أن تنفذ تلك المسلسلات على عجل، دون تحقيق شروط العمل الناجح من تحري الدقة في تجسيد الحياة في الفترة الزمنية التي يتناولها العمل، واختيار الممثلين الذين سيجسّدون الشخصيات التاريخية بدقة، داعين إلى الاستعانة بمؤرخين ومتخصصين ليخرج العمل خالياً من الأخطاء، مذكرين بالانتقادات الواسعة التي طالت مسلسل «أحمس»، الذي كان من المقرر عرضه في رمضان 2021، وأدت إلى وقف إنتاجه، لما تضمنه من أخطاء في الملابس والأزياء وشكل الممثلين الذين ظهروا في «البرومو» الخاص بالعمل.

ومن أبرز الأعمال التاريخية التي أعلن عن مشاركتها في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، باعتباره من المسلسلات التي تندرج تحت مسمى الإنتاج الضخم، مسلسل «الحشاشين»، الذي أشار إليه مخرجه بيتر ميمي، في منشور له عبر حسابه على «فيس بوك»، قال فيه: «مسلسل الحشاشين (أبطال وأباطيل من وحي التاريخ) حقيقة حسن الصباح وفرقة الحشاشين الذين أرعبوا العالم كله في القرن الـ11، تأليف عبدالرحيم كمال، ومن بطولة كريم عبد العزيز». ويتناول العمل طائفة الحشاشين التي تعد من أولى الطوائف التي استخدمت العنف والاغتيالات. وسيقدم كريم عبدالعزيز شخصية حسن الصباح، مؤسس الجماعة، وهي شخصية مثيرة للجدل، ويكتنفها الغموض وتدور حولها أساطير وروايات متضاربة، ولذلك يعتبر هذا العمل من الأعمال المرتقبة.

ملحمة جديدة

أيضاً من المتوقع ان يشهد رمضان المقبل عرض المسلسل التاريخي «معاوية بن أبي سفيان»، الذي يمثل أول تجربة في مجال الإخراج الدرامي لطارق العريان، الذي قدم من قبل عدداً من الأفلام منها «أولاد رزق»، و«تيتو». كما يعد المسلسل أولى تجارب الإعلامي المصري خالد صلاح في الكتابة الدرامية. وكان طارق العريان قد أوضح في تصريحات له، أن «تصوير المسلسل سيتم بالكامل في تونس، باستوديوهات مدينة الحمامات الساحلية، ومناطق في شمال وجنوب البلاد»، مشيراً إلى أن المسلسل يتكون من 30 حلقة باللغة الفصحى، وتدور أحداثه في إطار ملحمي، وسيشارك في بطولته فنانون من دول عربية مختلفة.

بينما أشارت تقارير إعلامية إلى تجسيد الفنان إياد نصار شخصية رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، في العمل، على أن يجسّد الفنان الفلسطيني علي سليمان شخصية معاوية بن أبي سفيان. وفور الإعلان عن هذا الأمر عاد الجدل حول تجسيد الصحابة في أعمال فنية إلى الواجهة من جديد، إذ علق الخطيب بوزارة الأوقاف المصرية نور الدين الشحات، موضحاً أنه «غير مستحب تقديم شخصيات الأنبياء أو الصحابة أو الصالحين في أعمال درامية أو سينمائية. ومن المتوقع أن يتزايد هذا الجدل مع عرض المسلسل».

تيم و«عاصي الزند»

من جانبه، يعود الفنان تيم حسن للأعمال التاريخية بعد انقطاع طويل، إذ كان آخر عمل تاريخي شارك فيه مسلسل «ملوك الطوائف» في 2005، وتأتي عودة تيم حسن، من خلال مسلسل «عاصي الزند» المقرر عرضه في رمضان المقبل، بحسب ما أوضح المنتج صادق الصباح، لافتاً في تصريحات سابقة له - إلى أن العمل يتناول قصة شاب يعيش في مجتمع إقطاعي، ويستطيع أن يتعامل مع هذه الأجواء التي كانت في تلك الحقبة الزمنية التي ينقلها المسلسل، وهي قصة نابعة من الحكايات الشعبية.

الضاحك الباكي

يقدم المخرج المصري محمد فاضل، نوعاً مختلفاً من الدراما ذات الطابع التاريخي، من خلال مسلسل «الضاحك الباكي»، الذي يقدم السيرة الذاتية للفنان الراحل نجيب الريحاني، كما يتناول الأحداث التي شهدتها مصر خلال الفترة الزمنية بين عامي 1910 و1949، من أبرزها ثورة 1919، والحرب العالمية الأولى، وأيضاً الحرب العالمية الثانية، من خلال شخصية نجيب الريحاني وشخصيات أخرى، مثل الموسيقار سيد درويش. والمسلسل من تأليف الإعلامي محمد الغيطي، وتم تأجيله لسنوات، ويقوم ببطولته الفنان عمرو عبدالجليل، وتشاركه الفنانة فردوس عبدالحميد، التي تجسد شخصية والدة نجيب الريحاني.

من خلال مسلسل «عاصي الزند» يطلّ الفنان تيم حسن في الموسم الدرامي المقبل.

طارق العريان يتصدى للمرة الأولى لإخراج مسلسل «معاوية» بعد تقديمه عدداً من الأفلام.

الأكثر مشاركة