مواطن تحدى محنة شخصية ليبرز في الإعلام والخطابة والكتابة

سيف عبدالله.. صوت يلهم الناس في وجه التنمر

صورة

تجربة متميّزة المعالم كرّسها الإماراتي سيف عبدالله، الذي انتقل من مدارس الموارد البشرية، تخصصه الجامعي الأول، إلى التقديم الإذاعي باللغتين الإنجليزية والعربية، فانخرط مبكراً في ميدان التقديم الإعلامي بعد أن خاض تحديا شخصياً، كان يجعله عرضة للتنمر، فضلاً عن تحديات الأثير المتعددة التي حملته بين محطات متلاحقة وصولاً إلى الإذاعة.

لكن سيف عبدالله ظل طوال مسيرته متمسكاً بأحلامه الكبيرة في خدمة المجتمع وإلهام من حوله بتجاوز الصعاب ومواصلة مشوار الإنجازات، مدفوعاً بتجربته الصعبة التي تحدى أثناءها نظرة المجتمع الظالمة وعنف المتنمرين، ليبرز من بين أهم الأسماء المعتمدة في ميدان التدريب والتحفيز وفنون الخطابة، ويراهن على هذا الأمر للتعمق في مجال أدب الطفل، الذي تكلل، أخيراً، بإصدار أول قصصه الملهمة للصغار.

مفاتيح التغيير

حول حيثيات هذه التجربة التي انخرط فيها سيف منذ 15 عاماً ومازال متأثراً بها ومكرّساً لقيمها العظيمة حتى على صفحاته الشخصية على فضاءات التواصل الاجتماعي، يؤكد: «لم يتأتى هذا العشق من فراغ، فقد اتجهت نحو ميدان التحفيز بعد تجربة بدايات أليمة، مليئة بالتحديات والعراقيل المتعلقة بمشكلات السمنة والوزن المفرط (175 كيلوغراماً)، الذي كنت أعانيه في الماضي، والذي زاد من ضراوته تنمر الناس من حولي، التي زادتني إصراراً على التغيير وتحسين صورتي وأسلوب حياتي ومن ثم الخروج من عنق الزجاجة وممارسة حياتي بشكل طبيعي، ومع مرور الوقت، حالفني الحظ وحققت نقلة نوعية في حياتي، فعاهدت نفسي على تحفيز من حولي على التحدي لتحقيق أهداف التغيير وتخطي الأزمات الشخصية والنفسية مهما تعاظم مداها والحمدلله»، مضيفاً أنني «سعيد وفخور بالتجارب التي عشتها مع الناس، وبما أسهمت به من جهد لمساعدتهم، وأعتبر هذا الأمر نعمة من عند الله».

عاشق «الأمل»

بعشق الرسائل الإنسانية وصناعة التغيير، انطلق سيف عبدالله في وصف تفاصيل تجربته في فن الخطابة، الذي دخله من الباب الكبير لينال شهادة اعتماده متحدثاً تحفيزياً من أحد المعاهد المعروفة في الدولة، قائلاً: «درست هذا الميدان لانطلق في تكريس قناعاتي وإيماني العميق بقيم الإيجابية والأمل في إلهام الناس بتغيير حياتهم نحو الأفضل، وقد قدمت في هذا المضمار ورشاً عدة في مؤسسات وشركات كبرى في الدولة، كما كانت لي وقفات رائعة مع أجيال المستقبل من الشباب في الجامعة الأميركية في الإمارات والأطفال في عدد من مدارس الدولة».

منصّات الإعلام

من دراسة الموارد البشرية في الجامعة الأميركية بدبي، إلى تجارب العمل في قسم التوظيف في مؤسسة دبي للإعلام، ومن ثم إلى قسم الموارد البشرية في مركز الجليلة لثقافة الطفل، انتقل الإماراتي سيف عبدالله إلى مرحلة مهنية جديدة وفارقة كلياً في حياته وصفها بالقول: «بفضل المدير التنفيذي للمركز ومدير إذاعته (بورل إف إم)، تم اكتشاف موهبتي في مجال التقديم الإعلامي، فانطلقت في تجربة امتدت لسبع سنوات في الإذاعة، قدمت خلالها (البرنامج الصباحي مع سيف)، وهو برنامج منوعات صباحية متنوّع الفقرات قدمته باللغة الإنجليزية، التي كانت ولاتزال تشهد حضوراً قوياً في حياتي، باعتبار شغفي بها ودراستي التي كانت باللغة نفسها في الجامعة الأميركية في الإمارات».

تحديات بالجملة، رافقت هذه الخطوة التي وصفها سيف قائلاً: «لم تكن خطوة التقديم الإذاعي هينة، بل تحد حقيقي قررت قبوله والانخراط فيه، خصوصاً بعد تجارب المحتوى التحفيزي الكثيرة التي قدمتها على (سناب شات)، ما شجعني على الإقدام على هذه المغامرة الجديدة، لأنني ومع مرور الوقت، تغلبت على خوفي وبدأت بتعلم أدوات الأثير إلى أن أتقنتها وبت متحكماً في دواليب المهنة».

ونوّه سيف: «بعد هذه الخطوة، فكرت في إثراء تجربتي، وتنويعها ومن ثم الارتقاء بها إلى مستوى أكبر، فقررت منذ ما يقارب العام، الانتقال إلى أثير إذاعة (دبي إف إم) التابعة لمؤسسة دبي للإعلام وخوض تجربتين مختلفتين هما: برنامج (تونايت) الشبابي اليومي، وأخيراً، برنامج صباحي منوّع بعنوان (يومك سعيد)».

وحول الانتقال من الإنجليزية إلى العربية، أكد سيف أنه لم يواجه أي صعوبة، باعتبار تجربته الطويلة في تقديم ورش بكلتا اللغتين كرّس لديه نوعاً من الثراء والأريحية، مشيراً إلى الصدى الإيجابي الذي لمسه لدى الجمهور ونجاح برنامجيه الذي تجلى واضحاً عبر تفاعل المستمعين معه.

أما الصعوبات فوصفها قائلاً: «في الحقيقة، تزامنت تجربة تقديم أول برنامج على (بورل إف إم) مع سلسلة من التحديات، أبرزها قلة الموظفين آنذاك، وعدم وجود كوادر مهنية مجهزة لتدريب العناصر الجديدة، ما دفعني للتعويل على نفسي والتعلم من أخطائي وتشرب تفاصيل المهنة من المخرج الذي رافقني في البرنامج، الأمر الذي صقلني وهيأني لتحديات تجربتي الإذاعية الحالية».

مغامرة الكتابة

بعد تجربة «البرنامج الصباحي مع سيف»، الذي خصص جزءاً كبيراً منه للتفاعل مع الأطفال، تحمّس سيف لخوض تجربة الكتابة القصصية، ليخوض مغامرة تأليف قصة «الطفل الملهم» التي أصدرها أواخر 2019، واستوحى فكرتها من تجربة بطولاته الشخصية في تحدي مرارة فقدان الوالدين، وموجات العنف والتنمر المجتمعي، التي نجح سيف عبدالله بجدارة في محاربتها بجهود شخصية بحتة.

التقديم الجماهيري

يتحمس سيف عبدالله، عند الحديث عن موهبته الفذة في مجال التقديم الجماهيري وتميّزه في التصدي لجملة من الفعاليات الكبرى البارزة في الدولة، قائلاً: «إنه سعيد بالثقة التي وضعت في شخصه لتقديم فعاليات رياضية كبرى، أهمها: (أدنوك ماراتون) و(ماراتون رأس الخيمة) وفعاليات مجتمعية عدة لشركة (إعمار) العقارية، وقد جاء هذا الاهتمام، بعد نجاحه اللافت في تجاربه السابقة في مجال التقديم الجماهيري وتجربة قناته الخاصة على موقع الفيديوهات «(يوتيوب)».

• «مشكلات السمنة ووزني المفرط (175 كيلوغراماً) زاد من ضراوتها تنمر الناس من حولي، ما زادني إصراراً على التغيير».

تويتر