منصة تقدم برامج ثقافية وصحية ومسلسلات الـ «5 دقائق»

«1+1».. محاولة لتغيير النمط الاستهلاكي «الأكثر مُشاهدة»

صورة

برامج ومسلسلات في دقائق محدودة تعرضها منصة «1+1»، التي تقدم وجبة دسمة من الترفيه والثقافة بقالب مميز ومختلف عما هو سائد على منصات التواصل الاجتماعي، كما تعرض المنصة برامج تختص بالصحة النفسية، ومسلسلات دراما لا تتجاوز الحلقة فيها خمس دقائق، كمسلسل «إبرة وخيط»، الى جانب البرامج الثقافية التي تقدم للمشاهد جرعة من المعلومات في قالب جاذب وجديد.

ويقول مؤسس منصة «1+1» رامي عمران لـ«الإمارات اليوم» عن المحتوى والبرامج، «إن المنصة تعتبر محاولة لإيجاد إعلام بديل مستقل قادر على تحقيق مرتكزات أساسية، أولها تقديم مادة تحمل في محتواها هدفاً ومخلصة لفكرة المضمون الجيد، وثانياً أن تكون تجربة إعلامية قادرة على الانتشار، وهذا بالمجمل هو الذي قادنا للحلقات القصيرة، والتي تعتبر أسهل من حيث الإنتاج والانتشار». ولفت عمران الى ان اختيار التوقيت القصير للحلقات كان هدفه الوصول الى الانتشار الأوسع، حيث إن فئة الجمهور المستهدف ضمن عادات الاستهلاك الحالية ليس لديها الاستعداد للبحث عن المعلومة الإضافية، بل غالباً ما تبحث عن التسلية، ولهذا أنتجت الحلقات التي لاتتطلب من المشاهد الكثير من الالتزام، كما انه يمكن تحميل الفيديوهات، وهذا بالتالي يسهل رفعها للمشاهدة والنشر عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.

وأكد عمران أنه لابد من اختيار طبيعة الأنماط الخاصة بالمحتوى، مشيراً الى وجود احتمالين للتعامل مع المحتوى: الأول يكون بالاتجاه نحو تغيير أنماط الاستهلاك عند الجمهور وهي مهمة صعبة تحتاج الى تضافر جهود مجموعة مؤسسات كبيرة للوصول إلى هذا الهدف، أو العمل على تقديم أفضل محتوى ومنافسة ما هو قائم في السوق، وهذا ما نعمل على تحقيقه بغية الوصول إلى بناء قاعدة جماهيرية أكبر. ولفت الى أن هذه المهمة لا تحمل أي نوع من التنازل تجاه نوعية المحتوى الذي يقدم، بقدر ما أنها تحمل تحديات لإيجاد صيغ جديدة في آلية العمل، فالكتّاب الذين اعتادوا الكتابة لحلقات طويلة مدتها قد تصل الى 40 دقيقة، عملوا اليوم على كتابة حلقات لا تتجاوز خمس دقائق، وهذا الذي ينتج اليوم يمكن تصنيفه بأنه أكثر تجربة مكتملة بهذا الشكل الجديد.

وحول تنوع المحتوى الذي يقدم على المنصة، نوه عمران بأنه ينقسم الى أربعة فضاءات، ولكنه محتوى ثري بالمعلومات، وهذا ما يجعله أقل تشويقاً، ولكن على الرغم من ذلك فقد حقق نجاحا جيدا، خصوصاً ان المواد التعليمية تحمل الكثير من الجدية، ولكنها قدمت بطريقة سهلة الهضم وتحرض على الأسئلة.

أما التحديات الخاصة بإنتاج البرامج والمسلسلات القصيرة، فأشار عمران الى أن الحلقات القصيرة تنفذ في مواقع تصوير محدودة، وتتطلب عددا أقل من الممثلين، بسبب قلة الأحداث وغياب عناصر البهرجة في العمل، ولكن هذا يزيد من العمل على التفاصيل، لأن الثانية الواحدة مهمة. وأوضح أن التحدي الذي يضاف الى ما سبق، يكمن في التغريبة السورية، فهناك مشكلة مكان وجغرافيا حيث يصعب ايجاد جميع عناصر العمل في مكان واحد، الى جانب الدخل المحدود الذي قد يحققه هذا النوع من العمل.

وشدد عمران على سعيهم لتلبية حاجات الجمهور، والتعامل مع المنصات المتباينة على وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مستقل، فالدخول الى اليوتيوب يعني أن المشاهد يحتمل القابلية للمشاهدة لوقت أطول، بينما المشاهد الذي يتابع منصات التواصل الاجتماعي الأخرى يمر سريعاً على الفيديوهات، ويستوقفه ويجذبه المحتوى المميز.

وأوضح أن اختيار الموضوعات يأتي بشكل يلبي حاجة الجمهور أيضا، ولهذا تصنف الموضوعات بأنها راهنة وضرورية وتملأ فراغا حقيقيا، فالجهل بالصحة النفسية له الكثير من العوائد السلبية على المجتمع، وهذا ما يجعل خطاب البرامج متوجهاً الى كل الجنسيات، ولكن وجود بعض المسلسلات السورية باللهجة السورية، جعل بعض السوريين يعتقدون انها موجهة لهم بالدرجة الأولى، كما ان نسب المشاهدة تختلف بحسب البلدان والاستخدام للتطبيق.

أما خطة تطوير المنصة فستكون، بحسب عمران، وفق استراتيجية تحمل انتاج أعمال في قطاعات متنوعة منها الدراما والبرامج، مع التركيز على الحوار المكثف السريع والحلقات السريعة جدا في موقع تصوير واحد. في حين ان الموضوع الثالث وهو المهم يكمن في السعي للعمل مع مواهب جديدة لتكريسها، لأن الأمل ألا نكون المنصة الوحيدة بل أن يكون هناك منافسة بين أكثر من منصة.

المحتوى الأكثر مشاهدة

أكد رامي عمران أن أكثر أنواع المحتوى الذي يميل إليه الناس هو الموسيقى، كونها مادة بسيطة، بالإضافة الى الدراما ولاسيما الكوميديا السوداء، وكشف أن برنامج «بيناتنا» الذي يقدمه الكاتب الصحافي يعرب العيسى، حقق انتشارا واسعا على الرغم من كونه جدّي. ولفت الى وجود أنواع من المشاهدين: أولاً المشاهد المخلص للنوع الذي يحبه، وثانياً المشاهد المستكشف، وثالثاً المشاهد الأكبر سناً من مشاهدي وسائل التواصل الاجتماعي والذي يشاهد جميع الحلقات في جلسة واحدة.

رامي عمران:

• «التركيز على الحوار المكثف السريع والحلقات السريعة جداً في موقع تصوير واحد».

تويتر