ترى الأقمشة عوالم تُخفي وراءها معاني كبيرة

منى إبراهيم: عشق الاختلاف دفعني إلى ابتكار تصاميم مغايرة

صورة

ما بين سحر الطبيعة وألق التحف، تشكلت موهبة الإماراتية منى إبراهيم التي تصف نفسها بأنها فنانة قبل أن تكون مصممة أزياء، لارتباطها القديم بالإبداع، ونشأتها في وسط مُحب للفن، ودخولها لاحقاً عالم الأزياء الذي برعت فيه.

بحنين، تتذكر منى في حوارها مع «الإمارات اليوم» بعض فصول طفولتها السعيدة التي نشأت فيها في رحاب الفن: «ترعرعت في حضن الجمال، فقد كان والدي، إلى جانب هواية التصوير، مولعاً باقتناء التحف النادرة التي كان يجوب الدنيا بحثاً عنها. ومن أبرز القطع النادرة التي جلبها لي أثناء ترحاله قطعة مليئة بالتطريز جلبها لي من الهند، فأدهشتني، وظللت أتأمل رونق تلك اللوحة الفنية اليدوية وتفاصيلها، ومنذ تلك اللحظة، لم يبرح مشهد روعتها ذاكرتي، وظل ملازماً لعقلي وقلبي إلى أن كبرت واكتشفت موهبة التصميم ومهارات التطريز التي برعت في تنفيذها على قطع تنطق بالفن».

ورغم دراستها لإدارة الأعمال وتخصصها في إدارة الجودة، وانخراطها في خضم الحياة المهنية، إلا أن مؤسِسة علامة By Almuna، لم تتخلَّ عن شغفها القديم بتصميم الأزياء، الذي سرعان ما ترجمته بخيارات عباءات وقفاطين معاصرة بلمسة تراثية تتلاءم مع روح الجلابية الإماراتية التقليدية، مستفيدة من شهادتها الأكاديمية وتجربتها في قطاع البنوك، لإدارة مشروعها الخاص، بعد أن أتقنت إدارته بشكل يرقى إلى أهداف التميز التي رسمتها صاحبته، مضيفة: «لم أنطلق فعلياً في عالم التصميم إلا بمراهنات حقيقية على النجاح، فقد دخلت الميدان عن عشق وشغف واهتمام بالتفاصيل، ولعل هذا هو الأمر الذي كان ولايزال يميز علامتي التي أطلقتها في 2017 بهوية جديدة وخط مغاير للسائد آنذاك».

تأشيرة تميّز

بفضل عشقها للتخصص الذي كان تأشيرتها نحو التميز، تمكنت منى من إتقان قطعها ووضع بصمتها على القفطان الذي أعادت صياغته بشكل معاصر وفاخر وقصات وألوان مغايرة ترقى إلى أحدث التصاميم العالمية، مدمجة فن التطريز بالورود وتصاميم الكسرات التي تفردت به علامتها، محافظة في الوقت نفسه على معايير هذا الزي التقليدي وحشمته ليرقى إلى تجربة الفخامة التي تتطلع إليها المرأة الإماراتية. وحول فن القفطان الذي كرسته العلامة منذ ظهورها، أكدت منى أن عشق الاختلاف دفعها إلى ابتكار تصاميم عباءات وقفاطين عالمية معاصرة بهوية عريقة وتفاصيل مبتكرة، مفعمة ببريق التطريزات والزخارف اللؤلؤية الحالمة، موضحة: «أؤمن بحاجة المبدع بشكل عام للتأمل لتغذية مخيلته، ولأنني شخصية تعشق الفن وتؤمن بالطاقة الإيجابية والسكينة التي تعكسها الطبيعة في نفس الفنان، سواء من خلال روعة تفاصيلها أو تناغم ألوانها، فقد انعكس هذا الأمر على اختياراتي لفضاءات الألوان في تصاميمي التي تجمع دوماً بين تدرجات الفاتح، مثل الباستيل والسماوي والوردي والكاميل الهادئ».

سيمفونية جمال

وأكملت منى: «لعل تركيزي على دلالات الألوان، هو الذي دفعني، من جهة أخرى، إلى البحث في تفاصيل الأقمشة والخامات التي أدمجها في تصاميمي لابتداع سيمفونية جمال أنثوية متناغمة المفردات، فالأقمشة بالنسبة لي عناوين وعوالم تُخفي وراءها معاني كبيرة؛ فللحرير سحر مغاير للدانتيل، وللأورغانزا هوية مغايرة للشيفون، ولكل خامة ألق استثنائي لا يعرفه إلا من يرتحل في عوالمها ويتقن كنه خفاياها، ولأنني أعشق منذ البداية الغوص في التفاصيل، فإنني أتقنت اختلافاتها ولغتها وجسّدتها فناً لكل امرأة تحلم بالتفرّد». وأشارت إلى ميلها إلى الخامات الانسيابية والأقمشة السادة التي تمكّنها من حرية الاشتغال عليها والارتقاء بزخارفها لتتحول إلى قطع فنية. أما خط العباءات الذي انخرطت فيه المصممة، أخيراً، فيتميز بتصاميمه اليومية البسيطة والأنيقة التي يمكن تنسيقها مع إكسسوارات فخمة في المناسبات.


• نجاحات

تفخر المصممة منى إبراهيم بنجاحاتها التي جذبت إليها انتباه علامات عالمية في دبي، بسبب تجربتها في تنسيق إطلالات العباءة والقفطان الإماراتيين مع المجوهرات الفاخرة لإطلالة مميزة، ولعل أبرزها مجموعة عباءات «Marli by Al Muna» التي أطلقتها المصممة بالتعاون مع علامة المجوهرات «مارلي»، ومن قبلها تجربتها في تنسيق المجوهرات مع دار «بولغاري» ودار «أنانيا» للمجوهرات، ومن ثم تجربة اختيارها من قبل «إعمار العقارية» في 2020 من ضمن خمسة مصممين محليين عرضت مجموعاتهم في مول دبي، ما اعتبرته المصممة تتويجاً حقيقياً ليس فقط لتجربتها في التصميم المعاصر، وإنما في تنسيق إطلالات المرأة الإماراتية مع المجوهرات المترفة ، الذي دخلته المصممة منذ قرابة سنتين وتنوي التخصص فيه لاستكمال أناقة المرأة الخليجية.

المصمّمة الإماراتية:

«ترعرعت في حضن الجمال، فقد كان والدي، إلى جانب هواية التصوير، مولعاً باقتناء التحف الفنية النادرة التي كان يجوب الدنيا بحثاً عنها».

تويتر