بهدف أن يكون ضمن أهم 10 صناعات بالدولة

الاقتصاد الإبداعي.. ركيزة استراتيجية للإمارات في الـ 50 عاماً المقبلة

صورة

يمثل الاقتصاد الإبداعي ركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات في الـ50 عاماً المقبلة، التي تهدف إلى الإسهام في أن تكون الدولة مركز جذب للمبدعين من مختلف أنحاء العالم في كل مجالات الإبداع، وأن تلعب دوراً رئيساً في تطوير مهاراتهم، وبيئة حاضنة للأفكار والمشروعات الإبداعية وأصحابها.

وبشكل عام، تعد الصناعات الابداعية أيضاً من أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، حيث تدرّ إيرادات عالمية تقدر بنحو 2.250 تريليون دولار سنوياً، وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن يصل إسهامها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

ويعرف الاقتصاد الإبداعي بـ«الاقتصاد البرتقالي»، وهو مصطلح مستمد من أن اللون البرتقالي كان رمزاً للثقافة والإبداع والهوية عند المصريين القدماء، واستخدمه فيليبى بويتراجو ريستريبو وإيفان دوكي ماركيز، في كتابهما «الاقتصاد البرتقالي.. فرصة لا حصر لها».

النهوض بالقطاع

تعد الإمارات سبّاقة في الاقتصاد الإبداعي، إذ أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، في نوفمبر 2021، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي، وتهدف إلى النهوض بالقطاع، وتعزيز حجمه، وزيادة إمكاناته، وتحفيزه ليكون ضمن أهم 10 صناعات اقتصادية بالدولة، والعمل على زيادة نسبة إسهام الصناعات الثقافية والإبداعية لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي.

إضافة إلى رفع متوسط دخل العاملين في هذا القطاع، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، ومضاعفة عدد المنشآت العاملة في تلك الصناعات، وعدد الوظائف التي توفّرها، والعمل على زيادة حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية. وحددت الاستراتيجية 40 مبادرة، توزع على ثلاثة محاور رئيسة، هي: محور الموهوبين والمبدعين، ومحور المهنيين وبيئة الأعمال، وممكنات بيئة الأعمال، بواقع 16 مبادرة في محور الموهوبين والمبدعين، و10 مبادرات في محور المهنيين وبيئة الأعمال، و14 مبادرة في محور تمكين بيئة الأعمال.

خطط

وكانت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قد أعلنت في نوفمبر 2019 عن استراتيجية أبوظبي للصناعات الثقافية والإبداعية، ضمن إطار أجندة ثقافية مدتها خمس سنوات، تم إطلاقها تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي. وتهدف الاستراتيجية إلى الجمع بين الاستثمارات الكبيرة والتدابير غير المسبوقة لخلق بيئة ملائمة لازدهار الصناعات الثقافية والإبداعية في أبوظبي، ما يدعم تطلعات الإمارة لتكون حاضنة عالمية للمواهب الإبداعية، ومركزاً إقليمياً رائداً في إنتاج وتصدير المحتوى الثقافي والإبداعي. كما بذلت أبوظبي استثمارات استراتيجية كبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية مزدهرة، ومواصلة الاستثمار بإجمالي نفقات مخططة تتجاوز 30 مليار درهم إماراتي، بما يتيح لهذا القطاع مواصلة نموه المتسارع، بما يدعم خلق منظومة إبداعية موحدة عبر القطاعين العام والخاص.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أبريل 2021، استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي تستهدف مضاعفة إسهام القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي من 2.6% في نهاية 2020 إلى 5% بحلول عام 2025، لتكون «دبي عاصمة الاقتصاد الإبداعي» في العالم بحلول ذلك الوقت. ويهدف البرنامج استراتيجي لمضاعفة عدد الشركات الابداعية في مجالات المحتوى والتصميم والثقافة من 8000 شركة إلى 15 ألف شركة خلال خمس سنوات، وعدد المبدعين من 70 ألفاً في دبي حالياً إلى 140 ألفاً.

تعافٍ سريع

من جانبها، كشفت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) أن أداء أصولها الثقافية في دبي أظهر تعافياً ملحوظاً، بعد عام صعب فرضته تداعيات جائحة «كوفيد-19» على العالم، فقد استقطبت المتاحف والمواقع التراثية والتاريخية والمكتبات العامة التابعة للهيئة أكثر من 521 ألف زائر خلال عام 2021.

وأظهرت إحصاءات أجرتها «دبي للثقافة»، ونشرت في يناير الماضي، أن المتاحف والمواقع التاريخية والتراثية والمكتبات العامة في دبي لاتزال تكتسب زخماً كوجهة سياحية وثقافية لأفراد الجمهور من مواطنين ومقيمين وزوار، إذ بلغ إجمالي عدد الزيارات إلى تلك المواقع في العام المنصرم 521 ألفاً و753 زيارة، تصدرتها المواقع التراثية بنسبة 50% من إجمالي الزوار، تلتها المكتبات بنسبة 39%، بينما حققت المتاحف نسبة 11%.


ابتكار

تعرف الصناعات الثقافية والإبداعية، وفقاً للتعريف الذي اعتمدته وزارة الثقافة والشباب، بأنها «الصناعات التي تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار والإنتاج، والتوزيع، والنشر، والترويج للمنتجات والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي، وحفظ الإرث الثقافي، والتي يؤثر نموها وانتشارها إيجاباً في الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وهي مكونة من ستة قطاعات رئيسة، هي: التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، وكذلك التصميم والخدمات الإبداعية. وتضم تلك القطاعات أكثر من 25 صناعة اقتصادية».

تعد الإمارات سبّاقة في الاقتصاد الإبداعي، إذ أطلقت الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، في نوفمبر 2021، وهي الأولى من نوعها في العالم العربي.

تويتر