صاحب كاميرا التقطت الشفق القطبي وتعشق الترحال حول العالم

محمد الجابري: لدينا جيل إماراتي واعد وراء العدسة

صورة

دفع سحر الطبيعة المصور الإماراتي محمد الجابري إلى التخصص في مجال تصوير المواقع المميزة حول العالم، وقطع آلاف الأميال وصولاً إليها، توقاً لاستكشاف تفردها، ومن ثم رصد تفاصيلها ونقلها عبر عدسته إلى عشاق هواية التصوير.

تعلق الجابري بهذا الشغف منذ بداية عام 2009، ليكرس له كل وقته واهتمامه، وينخرط لسنوات طويلة في تجاربه المتعددة عبر البحث والاجتهاد والترحال بين مناطق متفرقة حول العالم، إرضاء لحبه اللامتناهي بهذا المجال، وطموحه المتجدد في التقاط أجمل المشاهد وتطوير أدواته وصولاً إلى نشر هذه الهواية على نطاق واسع بين أبناء الإمارات، في ظل ما يشهده التصوير، وتحديداً للمناظر الطبيعية حسب رأيه، من دعم وتحفيز متواصلين تمثلا في نيل الجابري جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، بالإضافة إلى مشاركته في العديد من المعارض الدولية المتخصصة التي كلل بها الفنان جهوده الحثيثة في هذا الميدان.

وفي مستهل حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف مصور الطبيعة الإماراتي الذي يرى أن هناك جيلاً واعداً من المصورين الإماراتيين، عند أولى رحلاته الخارجية لالتقاط صور المناظر الطبيعية الفريدة، أبرزها سفره عام 2011 إلى نيوزيلندا، وبعدها إلى آيسلندا لتصوير الشفق القطبي، واصفاً الرحلة التي لم تخل من الأعباء بالقول: «كانت تجربة استثنائية بمعنى الكلمة، سواء من ناحية الإعداد الذي تم بشكل متكامل أو محطات الرحلة المتعددة والطويلة التي انتقلت فيها آنذاك بين مناطق مختلفة، قاطعاً مسافات تعدت أحياناً 20 كم على الأقدام في ظروف مناخية قاسية جداً، في الوقت الذي جلست مترقباً اللحظة الحاسمة لساعات طويلة فاقت أحياناً سبع ساعات في الطقس البارد».

خبرات وتحديات

وحول تحديات الطريق وشروط التميز في هذا الميدان، أوضح الجابري: «كي يكون المصور ناجحاً في مثل هذه الظروف الصعبة، يجب أن يبذل جهوداً مضاعفة، ويعتمد (التكنيك) المناسب في كل مرة، لالتقاط أنسب الصور من زوايا معينة يمكن من خلالها، وفي مرحلة لاحقة، التحكم في مستوى الضوء أو تصحيح الألوان للحصول على النتائج المرجوة».

وحول مواصفات المصور المحترف وتحديات الميدان، أشار إلى تأثره بعدد من رواد مدرسة تصوير المناظر الطبيعية المحليين والعالميين، علاوة على اشتغاله الطويل على معارفه في الميدان وجهوده المضنية لتطوير تقنياته، والتي بدأها بالتحاقه بعدد من الدورات والورش التدريبية الخاصة مع المصور الإماراتي عبدالعزيز بن علي، الذي رافقه الجابري في إحدى ورشه التدريبية في نيوزيلندا، والتحاقه من ثم بدورة تدريبية خاصة قبل سنوات في دبي للمصور الأميركي الشهير مارك آدمز، الذي يعد أحد أفضل مصوري الطبيعة في العالم.

وتابع الجابري: «من الضروري الاحتكاك بهذه الخبرات الكبيرة في مجال تصوير المناظر الطبيعية، وعدم الاكتفاء بالدروس النظرية المنتشرة على الفضاءات الرقمية، خصوصاً على موقع يوتيوب».

مستقبل

وحول طموحه في الميدان، كشف الجابري عن نيته دعم المشهد الإبداعي في الإمارات، والارتقاء بالتجارب الجديدة في هذا المجال، من خلال تنظيم العديد من الورش الخارجية وتقديم خبرته في الإطار، مضيفاً: «أفضل دائماً إقامة الورش الفنية المتخصصة في أماكن التصوير الفعلية باعتبار مساهمتها بشكل أفضل في التركيز على التقنيات الدقيقة ودعم الخبرات المكتسبة مباشرة على الساحة»، لافتاً إلى احتواء دولة الإمارات على جيل واعد من الأسماء الناجحة والمواهب الواعدة في مجال تصوير «اللاندسكيب». وقال: «لدينا جيل واعد من المصورين الشباب في الإمارات، إلى جانب العديد من الأسماء المهمة المتواجدة على الساحة المحلية، لكن ظروف المناخ تفرض علينا الاستمتاع بهواية التصوير مدة لا تتجاوز أربعة أشهر فقط على مدار العام».

ولا تنحصر تطلعات الجابري في نجاحه في التقاط أجمل تجليات الطبيعة ومزيج ألوانها الساحرة في منطقة الشفق القطبي، بل تتجاوزها وصولاً إلى مناطق عدة حول العالم. وأكمل: «هناك الكثير من الوجهات العالمية المتميزة التي يمكن التقاطها من خلال العدسة وتجسيدها في أعمال إبداعية في غاية الروعة، لكن الأمر يحتاج دوماً إلى التفرغ التام، وهذا أمر متروك دوماً للفرص السانحة باعتبار ظروفي المهنية وارتباطي بمتطلبات العمل الحكومي الذي يفرض علي باستمرار ممارسة هذه الهواية في عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازات السنوية».

طموح

أكد محمد الجابري أنه رغم بلوغه مرحلة متقدمة في ميدان التصوير، فإنه مازال يعتبر نفسه هاوياً وحريصاً على التعلم المستمر، مشيراً إلى أن طموحه كبير من أجل الارتقاء بتجربته ورفع اسم الإمارات عالياً في المعارض الدولية.

وأضاف: «أعتز بمشاركاتي الواسعة في هذا المجال داخل الدولة وخارجها، لكنني لست مركّزاً في المقابل على نيل الجوائز بقدر تركيزي على تنمية مهاراتي، والتعريف بالجيل الجديد من المبدعين الإماراتيين».

تويتر