أكدت أن ثقافته باتت أكثر تقبلاً بعد أزمة «كورونا»

رقية البلوشي: التدريب على الحياة ليس رفاهية

صورة

بعد خبرة امتدت أكثر من 15 عاماً في مجال المصارف، بحثت الإماراتية رقية البلوشي عن تجربة مختلفة، وآفاق أخرى تتطور بها، فبدأت رحلتها مع عالم التدريب على الحياة، وتخصصت في مجال الإبداع والقيادة، إذ خضعت للعديد من الدورات التدريبية، وحصلت على شهادات معترف بها دولياً حتى أصبحت مدربة معتمدة بشكل رسمي، لتنطلق في البداية بتقديم الجلسات الفردية، وتنتقل إلى مستوى المؤسسات والمجموعات، بتخصص الإبداع وشيفرة الاختيار والقيادة.

وأكدت رقية في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم» أن الإبداع لا ينفصل عن التوازن، إذ يوجد رابط مشترك بين الحياة العملية والخاصة، موضحة: «الذي يعاني في عمله غالباً ما تكون لديه مشكلات خاصة، أو العكس، فثمة ترابط بين الجانبين، فنحن نعمل لمدة ثماني إلى 10 ساعات يومياً، وأحياناً يصعب فصل الحياة الخاصة تماماً عن العمل».

وأضافت: «التدريب على الحياة يأخذ الكثير من المجالات، وبدأ هذا العلم يحظى بوعي وتقبل أكبر لدى كثيرين، خصوصاً أن التدريب ليس كالاستشارة، فالأخيرة هدفها الوصول إلى قرار في قضية واحدة، كما أن المدرب قد يشارك أحياناً في الحلول، بينما في رحلة التدريب يتم العمل بشكل مختلف، لأن المدرب يساعد الشخص على اكتشاف الذات، وحل أموره بأضرار أقل وفائدة أعلى، ولا يمنح الحلول، بل يوسع آفاق تفكير المرء ورؤيته كي يرى حياته كاملة من زاوية أكبر».

نحو المستقبل

وعن كيفية تعاطي العقل البشري مع مشكلات الحياة، قالت رقية «حين تظهر المشكلات في حياة المرء، فقد يراها العقل اللاواعي فوق قدرته الاستيعابية، ولكن البعض يرتبطون بالعقل الواعي فيرون الأشياء بشكل منطقي وظاهري أكثر منه بشكل حسي وباطني، ولذا غالباً ما يستمعون إلى العقل الواعي أكثر»، معتبرة أن الثقافة الخاصة بالتدريب على الحياة باتت أكثر تقبلاً خصوصاً بعد جائحة كورونا.

ورأت أن هناك تحفظاً لدى كثيرين على مسألة اللجوء إلى مدرب على الحياة، وهناك تفاوت في مستويات التقبّل عند الناس، ولهذا توجهت أكثر إلى التدريب الجماعي، لأن الغالبية تتقبل هذا الشكل أكثر من الشخصي، وبعد الجلسات الجماعية يتقبل كثيرون الجلسات الشخصية.

يتعاطى مدرب الحياة مع الحاضر ويقود إلى المستقبل، ولهذا نوهت رقية البلوشي بأنه نادراً ما تتم العودة إلى الماضي، إلا في بعض الحالات التي يكون فيها المرء يعاني جذور مشكلات رسخت في الذاكرة، وتركت آثارها على الشخصية، وبالتالي يصعب البدء معها من الحاضر، لافتة إلى أن التدريب على الحياة يعتبر فعلياً استثماراً في الذات. وأكدت أن كثيرين من رجال الأعمال والمشاهير لديهم مدربون على الحياة بشكل دائم، لأنهم يطورون من أنفسهم باستمرار، وبالنسبة للأفراد الذين قد لا يمتلكون القدرة يمكنهم المتابعة بشكل شهري، للاستمرار في الاستثمار بالذات ولإدارة حياته بشكل متوازن.

بين القمة والقاع

وفي ما إذا كان التدريب على الحياة ضرورة أم رفاهية، اعتبرت رقية البلوشي أنه «يعتمد على حالة كل فرد، فهو ضرورة حينما تكون الحالة في القاع، ورفاهية حينما يكون المرء في القمة، ولكن في بعض الأحيان لا يعرف الشخص كيف يحدد مكانه على النحو الصحيح، ولهذا تكون الاستشارة مفيدة لتحديد مكانه، وكيفية تعاطيه مع نفسه، إذ يمنحه التدريب منظوراً آخر للتعاطي مع مشكلاته وكل متعلقات حياته».

وحول الاعتماد على المدرب، أشارت إلى أن التدريب معنوي، ويجب أن يشعر المرء بأن المدرب لمس قلبه كي يشعر بالتغيير، كما يحتاج إلى الالتزام بالكثير من القواعد التي تؤدي إلى التغيير الفعلي.

وعددت رقية أخطاء عدة تبعد الشخص عن الإبداع، وغالباً ما تتمثل في الدراسة بتخصص والعمل في مجال آخر، ما يولد لدى البعض غياب الشغف، وبالتالي لا تكون الإنتاجية مميزة، والنمو بطيئاً، وهذا يؤثر على المرء بشكل عام. كما أن هناك مخاوف أحياناً من الظهور، فالناس يخافون من الأحكام، وهذا قد يعيق تطورهم، بالإضافة إلى أن البعض يركز على المردود المادي بشكل كبير، ما يضيع الإبداع.

ونوهت بأنها تعمل بشكل جاد على رفع الإيجابية بشكل طبيعي، وتركيز مفهوم السلام في النفس البشرية، ما يؤدي إلى التطور في مجال الوعي مع كثيرين وبالتالي الإبداع، معربة عن طموحها للوصول إلى العالمية في هذا المجال الذي تخصصت فيه.

قانون الجذب

ربطت المدربة على الحياة رقية البلوشي قانون الجذب بالتدريب على الحياة، مشيرة إلى أنه «قانون كوني، ولكن كثيرين يمارسونه بشكل خاطئ، إذ إنه مرتبط بالسعي، بينما البعض يروجون له على أنه قائم على التخيّل فقط».

وأضافت أن قانون الجذب يحتاج إلى خطوات عقلية وقلبية وروحية، فالتخيل يشغل العقل فقط ولا يشغل المشاعر، ولهذا فالخيال لا يحرك الطاقة على النحو السليم، لذا نحن نحتاج إلى تحريك الأفكار كي تتجلى الأمور الإيجابية في الحياة.

رقية البلوشي:

• «التدريب على الحياة يعد استثماراً في الذات، وهناك رجال أعمال ومشاهير لديهم مدربون على الحياة بشكل دائم».

• «المدرب يساعد المرء على حل أموره بأضرار أقل وفائدة أعلى، ولا يمنح الحلول، بل يوسع آفاق تفكيره».

تويتر