في ذكرى انتحاره اليوم .. الاستخبارات الروسية تكشف عن آخر لقاء لهتلر مع من كان وماذا قال له ؟!

 كشفت الاستخبارات الروسية عن آخر لقاءات القائد النازي أدولف هتلر الذي حيّر العالم بمسيرته المثيرة للجدل والذي تحل غدا السبت ذكرى انتحاره.

 ونشر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وثائق أرشيفية جديدة تؤكد انتحار هتلر يوم 30 ابريل 1945، وتكشف آخر لقاءاته وتفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته.

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، تتمثل الوثائق هذه المرة في ملف التحقيق مع الطيار الشخصي السابق لهتلر، والذي شغل أيضا منصبا رفيعا في جهاز الشرطة، ويدعى غانس باور، وهو تحقيق جرى معه في البدء بمنطقة نوفغورود الروسية.

وكتب طياره الشخصي، باور، سيرته الذاتية بخط يده باللغة الألمانية، وتمت ترجمتها إلى اللغة الروسية، وأدلى بشهادته لاحقا أثناء استجوابه بجهاز الأمن السوفيتي في ديسمبر من العام نفسه.

كما تم نشر صورة لباور مع هتلر، التقطت في أوائل سبتمبر 1932 أثناء الحملة الانتخابية لانتخاب القائد النازي مستشارا لألمانيا.

وبحسب ما كتبه باور أثناء الاستجواب، فإن الدائرة المقربة من هتلر، التي كانت بجواره في قبو مستشارية الرايخ ببرلين حتى نهاية أبريل 1945، لم تكن تعرف النوايا النهائية لقائدها.

ففي 30 أبريل، وتحديدا بعد الظهر، اتصل به هتلر واستقبله في الردهة ثم قاده إلى غرفته، وكان في ذلك إشارة إلى أن ما سيقوله لا يحتمل أي مكان آخر.

"صافحني"، يقول باور، و"أعلمني أنه يريد أن يقول لي وداعا، وأريد أن أشكرك على كل سنوات الخدمة".

وتابع باور: "إنه (هتلر) أصبح كبيرا في السن ومرهقا. كانت يداه ترتجفان، وكان واضحا لي أنه اتخذ القرار النهائي بالانتحار".
وبحسب الوثائق التي تم نشرها، أخبر هتلر باور أنه يريد أن يمنحه لوحته المفضلة كتذكار، وهي صورة للملك فريدريك العظيم بريشة الفنان رامبرانت كانت معلقة في غرفة هتلر.

وحاول باور ثني هتلر عن الانتحار، محذرا إياه من أن رحيله سيدفع نحو "انهيار كل شيء في غضون ساعات قليلة"، إلا أن هتلر رد عليه بنبرة حاسمة: "لا يستطيع جنودي الصمود ولا يريدون الاستمرار، لا يمكنني تحمل ذلك بعد الآن".

وأوضح هتلر لباور أن "الروس موجودون في ساحة بوتسدام ويمكنهم أسري حيا، باستخدام غاز منوم".

ووفق المصدر ذاته فإن هتلر أمر بحرق جثته وجثة زوجته إيفا براون، لأنه كان يخشى أن يتم شنقهما والتشفي منهما، ويكون مصيره مثل مصير زعيم إيطاليا الفاشية، بينيتو موسوليني.

وأشار إلى أن آخر كلمات سمعها من هتلر قبل أن يصافحه ويخرج، هي: "في يوم ما بعد ذلك سيتعين عليهم الكتابة على شاهد قبري أنني وقعت ضحية لجنرالاتي".

وبحسب المصدر نفسه، فإنه بعد مغادرتهما لغرفة هتلر، ذهب باور ومساعده للتخلص من الأوراق والاستعداد لمغادرة مستشارية الرايخ.

وبعد ساعتين من المحادثة مع هتلر، عاد باور بعد أن حزم أمتعته، إلى القبو لأخذ الصورة التي أهداها له هتلر، وحينها لمح الدخان وهو يملأ واجهة الغرفة الخاصة.

ووسط ركض العديد من حراس القوات الخاصة لأعلى وأسفل بسرعة. سأل باور: "هل انتهى كل شيء؟، فقالوا نعم".

فتساءل "أين الجثث؟" فأجابوه: "تم لفهما (هتلر وزوجته) في بطانيات، وسكبوا عليهما البنزين، وهما يحترقان الآن في الطابق العلوي في حديقة المستشارية".

وسبق لباور، الذي توفي عام 1993 عن عمر ناهز 96 عاما، أن نشر مذكراته عام 1956 باللغة الألمانية، إلا أنها ترجمت مؤخرا إلى اللغة الإنجلزية وتحولت إلى كتاب بعنوان “كنت طيار هتلر”.

وقال الطيار في مذكراته: “حاولت إقناعه بأن هناك بعض الطائرات المتاحة، وبأنني أستطيع نقله إلى اليابان أو الأرجنتين، لكنه أجاب قائلا: إن الحرب ستنتهي بسقوط برلين، وأنا أقف أو أسقط مع برلين”.

واستمر هتلر في حديثه، قائلا: “يجب على الرجل أن يستجمع شجاعته لمواجهة العواقب، لذا سأنهي هذا الآن.. أعلم أن غدا ملايين الناس ستلعنني.. لكن هذا القدر”.

وبعد دقائق من حديثه مع هتلر، أصيب باور بطلق ناري أدى إلى خسارة ساقه، وذلك خلال محاولته الهرب، ثم أمضى بعدها نحو 10 سنوات في سجن سوفيتي، تعرض خلالها للتعذيب في محاولة لاستخلاص معلومات عن النازيين.

وفي المذكرات أيضا، تطرق باور إلى الجانب الشخصي من حياة هتلر، لافتا إلى أن الزعيم النازي كان يسمح له بدخول منزله الخاص دون إذن، وأنه كان يتناول وجبات الغداء أو العشاء معه بشكل دائم.

تويتر