مستنداً إلى رواية أسامة أنور عكاشة

«راجعين يا هوى» يعيد مشاهديه إلى أجواء التسعينات

صورة

استطاع مسلسل «راجعين يا هوى»، منذ بداية الإعلان عن مشاركته في السباق الدرامي لرمضان هذا العام، حجز مكانته لدى المشاهدين، استناداً إلى أنه أحد أعمال الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، الذي قدم على مدى سنوات طويلة العديد من الأعمال الدرامية، التي شكلت علامات في تاريخ الدراما المصرية، مثل: «الشهد والدموع» و«رحلة أبوالعلا البشري» و«ليالي الحلمية».

ومع عرض «راجعين يا هوى» بدا وكأنه يضع قدماً في فترة التسعينات من القرن الماضي، وأخرى في الوقت الحالي. فالمسلسل مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه تم تقديمها عملاً إذاعياً في عام 2004، وكان عكاشة يرغب في تقديمها للتلفزيون، وتولى كتابة المسلسل محمد سليمان عبدالمالك، وهو من إخراج محمد سلامة.

وتدور الأحداث حول (بليغ أبوالهنا)، الذي يعود إلى مصر بعد سنوات من الغياب، بحثاً عن ميراثه لسداد ديون طائلة عليه، نتيجة خسائر تجارته في أوروبا، ولكنه يجد أفراد عائلته يعيشون في أجواء مشحونة بالكراهية والضغائن، ويجد أن دخوله في حياتهم يضعه في مواجهة مهمة أكثر صعوبة، تتمثل في كيفية لم شمل العائلة بالحب والتآخي مجدداً، في الوقت نفسه، تعود إلى الظهور قصة حبه القديمة مع (فريدة)، ويدخل تجربة عاطفية جديدة مع الدكتورة (ماجي).

المسلسل يحمل روح أسامة أنور عكاشة، وأجواء التسعينات، التي تظهر في منزل العائلة القديم في حي الجمالية، الذي يقيم فيه (بليغ) عند عودته، ومنزل العم الذي يقوم بدوره الفنان أحمد بدير، رغم أن تفاصيل الحارة الشعبية لم تظهر بوضوح في الأحداث.

في المقابل، تعد قصة العمل ليست جديدة على الدراما العربية بصورة عامة، وعن أعمال عكاشة بشكل خاص، فثيمة البطل الذي يأتي من بعيد ويحاول أن ينقذ أفراد عائلته من المشكلات والضياع ويعيد جمع شملهم، سبق وقدمها الكاتب في أكثر من عمل، من أبرزها «رحلة أبوالعلا البشري»، الذي قام ببطولته الفنان الراحل محمود مرسي. كذلك شخصية البطل الغارق في مشكلاته ولكنه يحاول بكل جهده حل مشكلات أفراد أسرته والمقربين منه ويعيد التآلف بينهم، ظهرت من قبل في عدد من أبطال أعمال أسامة أنور عكاشة، ولعل أقربها لشخصية (بليغ أبوالهنا) شخصية (حسن أرابيسك)، التي قدمها الفنان صلاح السعدني في مسلسل «أرابيسك»، بينما اعتبر بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أن (بليغ) أكثر شبهاً بشخصية (بشر عامر عبدالظاهر) بطل مسلسل «زيزينيا»، التي قدمها الفنان يحيى الفخراني.

لمسات عكاشة وشخصياته، وحنين المشاهدين لأعماله ولأجواء التسعينات، عناصر قوة بفضلها حظي العمل بنسب مشاهدة مرتفعة بين الأعمال المعروضة خلال هذا الشهر، إلى جانب ما تميز به من ثراء في الديكورات والأزياء والتصوير. لكنه في الوقت نفسه يعاني سقطات، من أبرزها بطء الإيقاع، وقلة الأحداث، في ظل إفساح فترات زمنية طويلة نسبياً لحوارات جانبية بين الأبطال كان يمكن اختصارها ولكنها جاءت لملء الفراغ لإكمال 30 حلقة. كذلك جاء أداء الشخصيات متفاوتاً، فبينما تفوق الفنانون خالد النبوي وأحمد بدير ونور وطارق عبدالعزيز وهنا شيحة ونور النبوي وسلمى أبوضيف، اتسم أداء الفنانة وفاء عامر بالمبالغة واستخدام الصوت العالي طوال الوقت.

• قصة العمل ليست جديدة على الدراما العربية بصورة عامة، وأعمال أسامة أنور عكاشة بشكل خاص.

تويتر