طفولة بلا سرطان: مستشفى ٥٧٣٥٧ لخدمة أطفالنا العرب

لا يُخفى على الكثير أن دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وشعبًا، داعم كبير له منذ إنشائه وافتتاحه عام 2007، وحتى الآن، لأداء رسالته وأهدافه الإنسانية نحو "طفولة بلا سرطان"، هو "مستشفى سرطان الأطفال 57357- مصر"، المشروع القومى المصري، الذي التف حوله المصريون خاصة، وكثير من الشعوب العربية، وحرصوا على إنجاحه، فاهتم بالعلم والتعلم والتدريب والتطوير والبحث العلمي، حتى أصبح مثالًا رائدًا ومؤسسة شاملة لمكافحة سرطان الأطفال، يُقدم رعاية طبية فائقة الجودة لجميع الأطفال المرضى من مصر والوطن العربي على السواء بنسب شفاء 71.23% في المتوسط، وهي نسبة تقترب من العالمية 83%.

حرص المستشفى منذ بدايته على التطوير والبناء والتوسع، حتى يستطيع استقبال عدد أكبر من الأطفال مرضى السرطان، فقد بدأ في 7/7/2007، أي منذ 15عامًا، بـ 180 سريرًا، ومع التوسع المستمر بفرعيه بالقاهرة ومدينة طنطا، وصلت طاقته الاستيعابية إلى 380 سريرًا، وهو ما يجعله أكبر مركز لعلاج سرطان الأطفال في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية، مجهز بأحدث التجهيزات والمعدات الطبية، وأعلى التقنيات العالمية، بهدف علاج وشفاء الأطفال المرضى والوصول بنسب الشفاء إلى العالمية في جميع أنواع السرطانات.
يمر المستشفى بأزمة حرجة للغاية من نقص شديد جدًا فى التبرعات، بسبب جائحة كورونا، وارتفاع سعر الصرف والتضخم، وأيضًا بسبب زيادة عدد المرضى المترددين عليه، لتلقي الخدمة الطبية المجانية عالية الجودة، ورغم كل تلك الصعاب التي مر بها، فإنه لم يتوقف لحظة عن أداء مهمته ورسالته، خاصة أثناء جائحة كورونا، واستطاع علاج الكثير من أبناء المستشفى من فيروس كورونا والسرطان معًا، وهو ما أدى لزيادة التكلفة العلاجية لمريض السرطان.

طوال السنوات الماضية من عمر تشغيل المستشفى، حرص القائمون عليه على مواكبة التطور واقتناء أفضل وأحدث الأجهزة الطبية في علاج الأورام خاصة الأطفال، فمع زيادة عدد المرضى المترددين على المستشفى، تمت زيادة سعة المستشفى لأكثر من الضعف، مع زيادة عدد الأجهزة الطبية، وتطوير وتوسعة الأقسام الطبية، وإضافة وتبني العديد من المشروعات، فقد تم التنفيذ والانتهاء من مشروع "مركز الإبداع- العلاج بالفن"، ومعمل الباثولوجي الجديد، وتطوير وتوسعة معمل المستشفى، وتطوير وتوسعة الصيدلية الإكلينيكية، وتحديث بعض الأجهزة الطبية اللازمة.

ويسابق المستشفى الزمن للانتهاء من عدة مشاريع توسعية أخرى، منها: البروتون ثيرابي، وتطوير حديقة المستشفى، ومبنى وجهاز السايبر نايف.

وقريبًا، بإذن الله، سوف يفتتح المستشفى، مبنى وجهاز cyber knife (السايبر نايف)، أحدث جهاز في مجال العلاج الإشعاعى والأول فى مصر وأفريقيا، الذى يتميز بأنه يُستخدم لإجراء الجراحات الإشعاعية، خاصة أورام المخ، دون استخدام إطارات تثبيت الرأس المستخدمة فى الأجهزة الأخرى، ويتلقى المريض من 1 - 5 جلسات بما يُسمى الجراحة الإشعاعية، ويتم العلاج دون الحاجة لشقوق جراحية أو إقامة المريض بالمستشفى قبل وبعد العملية الجراحية، ويُعد هذا الجهاز بديلًا عن إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم، وهو يُقلل الجرعات الإشعاعية الواصلة للأنسجة السليمة بشكل أكبر عن طريق خاصية تتبع الورم، ويُقلل أيضًا الأعراض الجانبية أثناء تلقى المريض لجلسات العلاج الإشعاعى، ما يُتيح استكمال الجلسات للمريض دون حدوث توقف، مع إمكانية إعادة تلقي الجرعات الإشعاعية للمريض إذا لزم الأمر أو عند حدوث ارتجاع للورم، وذلك نتيجة لقلة تعرض الأنسجة السليمة لجرعات الإشعاع أثناء جلسات العلاج.

ما زال عطاء مستشفى 57357 مستمرًا، رغم الأزمات المالية المتتالية، وبفضل تبرعات أهل الخير من المصريين ورجال وسيدات الإمارات سيستمر بإذن الله فى علاج وشفاء الأطفال مرضى السرطان، فشعب الإمارات سند لهم، ولولاه لما أصبح 57357 نموذجًا للتغيير، وواحدًا من أكبر المراكز الطبية المتخصصة فى سرطان الأطفال في العالم، ولما أصبح مشروعًا يستحق الفخر القومي، ومؤسسة أهل للثقة لديها مقومات الريادة في الطب والتكنولوجيا، بما يمتلك من المعايير العالمية والخدمة والمرافق والتجهيزات

 

تويتر