تبتعد عن الأدوار الدرامية المركبة وتجذب عشاق الكوميديا

يسرا تعود إلى دائرة خفة الظل بـ «أحلام سعيدة»

صورة

تجربة كوميدية مغايرة، تخوضها النجمة المصرية يسرا، في مسلسلها الرمضاني الجديد «أحلام سعيدة»، تحت إدارة المخرج شريف عرفة، الذي قدمت معه أفلاماً سينمائية عدة، واعتادت العمل معه في الدراما في أعمال مثل «لحظات حرجة» رمضان 2007، وتجربة ناجحة أخرى في الجزء الأول من مسلسل «سرايا عابدين» رمضان 2014، صحبة غادة عادل ومي كساب، في الوقت الذي تسجل في المسلسل الرمضاني الجديد تجربتها الأولى في التعامل مع الكاتبة والمخرجة المصرية هالة خليل، التي تخوض هي الأخرى أولى تجاربها في مجال الكتابة الكوميدية للتلفزيون، بعد أن كان مقرراً أن يقدم هذا العمل للسينما.

بعد غياب قارب 10 أعوام، تعود النجمة يسرا مجدداً إلى دائرة خفة الظل وأدوار الكوميديا التي يتعطش لها المشاهدون في رمضان، وذلك، بعد تجربتها الناجحة في مسلسل «شربات لوز» رمضان 2012 للمخرج خالد مرعي والسيناريست تامر حبيب، إذ قدمت النجمة حينها شخصية امرأة تعيش في منطقة شعبية، وتعمل في مجال الخياطة، على عكس شخصيتها في المسلسل الجديد، الهانم «ديدي» التي تتمتع بنَفس كوميدي يتجلى منذ الحلقات الأولى للعمل، والتي وإن كشفت عن بعض مكونات التشويق، فإنها لم تنس الغوص في تفاصيل شخصية امرأة أرستقراطية تنحدر من الطبقة المخملية، ترتبط حياتها بشكل وثيق بمزادات التحف القديمة و«الأنتيكات»، فتفاجأ بعرض قبعة والدتها القديمة مقابل مبلغ مالي كبير، تتعرض بسببه إلى حادث يؤدي إلى إصابتها بالعمى.

في الوقت الذي تجمعها المصادفة مع صديقتيها «شيري» التي تؤدي شخصيتها الفنانة غادة عادل، و«ليلى» التي تجسدها في العمل الفنانة مي كساب، إلى جانب شخصية «صدفة» مدبرة المنزل التي تجسدها شيماء سيف، علاوة على عدد من نجوم الدراما المصرية، في اجتماع كوميدي نسوي من الطراز المبهج والبعيد عن الأدوار المركبة التي دأبت يسرا على تقديمها في أغلب أعمالها التلفزيونية التي عرضت سابقاً خلال شهر رمضان، فنالت إعجاب الجمهور مثل: «لحظات حرجة»، و«قضية رأي عام»، و«في أيد أمينة»، و«خاص جداً»، و«بالشمع الأحمر»، وصولاً إلى أعمالها الدرامية الموازية في التلفزيون التي تجسدت فيها موهبتها، ومن ثم تميزها في التحكم في أدواتها التعبيرية وتلوين إطلالاتها لتقديم نماذج اجتماعية ونفسية مقنعة، وشخصيات نسائية متباينة التفاصيل والسمات تتصف بالقوة والحزم في الغالب، وبالضعف والوهن والعجز على مواجهة التحديات أحياناً، مثل تجارب مشاركاتها الأخيرة في مسلسلات: «فوق مستوى الشبهات»، و«الحساب يجمع»، و«لدينا أقوال أخرى»، و«خيانة عهد»، و«حرب أهلية». ويبدو أن «يسرا»، قد اتخذت قراراً حاسماً بالابتعاد هذا العام عن الصراعات والإطلالات الموسومة «بالأزمات»، والقفز مباشرة في حلبة الكوميديا الرمضانية، ولكن من دون التخلي عن جوانب القوة التي لطالما ميزت شخصياتها المحاربة كل مرة، مضيفة خصائص اجتماعية ونفسية مغايرة حملت طبائع حساسة وعصبية جعلتها دائمة التذمر والشكوى من عدم تكيفها مع ظروف إعاقتها البصرية الجديدة. الأمر الذي قد يعتبر درامياً، غير خادم للنجمة التي حرصت إلى حد اليوم، على تقديم أدوار إيجابية اكتسبت بها تعاطف ومحبة جمهور الشاشة الفضية. ولكن يسرا، برعت في استدراج الجمهور عبر المراهنة على شخصية «الضريرة» المثيرة للشفقة والتعاطف، رغم سمات القسوة البادية عليها والتي تميزت يسرا في تكريسها في مختلف مواقف ومشاهد العمل، لتمزجها ببعض طيبة النفس وحلاوة معاشرة من حولها، مستندة إلى صدقية أدائها وخبرتها الفنية الطويلة في المجال، لاجتذاب اهتمام ومتابعة كثير من عشاق الكوميديا الرمضانية في مصر.

المعادلة الصعبة

نجحت الفنانة يسرا في جديدها «أحلام سعيدة» في إرضاء توقعات صنّاع الدراما والجمهور وإنجاح معادلة الكوميديا الصعبة، خصوصاً «رهانات التجديد» التي خاضتها الفنانة بعزم على التميز، محققة أرقام مشاهدة عالية، أشادت بإطلالتها الجديدة في «أحلام سعيدة».

• الهانم «ديدي» تتمتع بنفَس كوميدي يتجلى منذ الحلقات الأولى للعمل، حيث تعكس يسرا شخصية امرأة تنحدر من الطبقة المخملية.

تويتر