يتعرّض لفترة التسعينات في المملكة

«العاصوف 3».. حائر بين التوثيق والدراما

المسلسل يواصل إثارة الجدل في الجزء الثالث. أرشيفية

منذ الجزء الأول الذي عُرض في عام 2018، استطاع مسلسل «العاصوف» أن يتصدر المشاهدات و«التريند»، ويشعل جدلاً واسعاً عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لما اتسم به من جرأة في رسم صورة لتفاصيل حياة المجتمع السعودي في فترة السبعينات وما بعدها، وطرحه العديد من القضايا الجدلية، وزاد الجدل مع الجزء الثاني الذي عُرض في عام 2019، وانتهت أحداثه بحادث اقتحام جهيمان للحرم المكي عام 1979. أما الجزء الثالث الذي يُعرض في شهر رمضان، فيتناول في قالب اجتماعي كوميدي حقبة التسعينات، ويرصد أحداثاً سياسية واجتماعية واقتصادية مفصلية شهدتها تلك الفترة، مثل نشأة «الصحوة» في ثمانينات القرن الماضي، وظهور «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وغزو الكويت وحرب الخليج وغيرها.

«هل هو توثيق أم عمل درامي؟».. هذا التساؤل كان محور الجدل الذي صاحب «العاصوف» منذ بداية عرضه، وتواصل في الجزء الثالث، إذ انتقد البعض غياب تفاصيل حياتيه ارتبطت بفترة التسعينات، مثل غياب الألعاب الشعبية وحِرف معينة كانت سائدة في الأحياء السعودية قديماً، وتحديداً «نجد»، التي تعيش فيها عائلة «الطيان»، والتي تدور أحداثه حول أفرادها. ثم انتقل الجدل ليتناول الصورة التي يقدم بها العمل «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وبداية ظهور «المطاوعة» والتصرفات التي كانوا يقومون بها، والتي ظهرت في محطات مختلفة، منها مشهد يعترض «المطاوعة» رجلاً وامرأة في السوق لشكهم في أنها زوجته، ويتم اقتيادهما إلى مخفر الشرطة والتحقيق معهما لإثبات أنها فعلاً زوجته، ومشهد آخر يظهر أحد أعضاء الهيئة وهو ينهر سيدتين تجلسان خارج منزلهما بسبب انقطاع الكهرباء عن البيت. وانقسم روّاد مواقع التواصل بين فئة ترى أن المسلسل يتعمد تقديم صورة تحمل كثيراً من المبالغة للإساءة إلى الهيئة وأفرادها وممارساتهم، كما انتقدت التركيز الشديد على الهيئة وكأنه لا توجد ملامح بارزة لفترة التسعينات سواها. في حين أشارت فئة أخرى إلى إن المواقف التي ظهرت في الحلقات لا تحمل مبالغة، لكنها واقع عاصره وعايشه كثيرون من المغرّدين من أهل المملكة. ومع انتقال الأحداث إلى غزو الكويت، اتسعت دائرة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتركز معظمها حول الفرق بين الدراما والتوثيق، ودور الفن في رصد الأحداث التاريخية المهمة.

لكن يحسب للعمل حرصه على تناول أحداث مهمة لتعريف الأجيال الجديدة بها، وحث المشاهدين للبحث والقراءة عنها. كما يبرز المسلسل حرص القائمين عليه - قدر الإمكان - نقل أجواء الفترات التي يتناولها في كل جزء، عبر شكل الشوارع والملابس والسيارات التي كانت تستخدم في كل فترة، والجمع بين الأحداث التاريخية والخيوط الدرامية في نسيج متماسك، كما غلب على الأداء التلقائية والاتزان بعيداً عن المبالغة المنفرة.

طاقم

مسلسل «العاصوف 3» من بطولة الفنانين: ناصر القصبي، عبدالإله السناني، حبيب الحبيب، ريم عبدالله، ليلى السلمان، عبدالعزيز سكيرين، ريماس منصور، وزارا البلوشي، وهو من إخراج المثنى صبح.

• منتقدون للعمل رأوا أنه «يتعمد تقديم صورة تحمل كثيراً من المبالغة».

• مغرّدون اعتبروا أن «المواقف التي ظهرت بالمسلسل واقع عايشه كثيرون».

• «غلبت على الأداء التلقائية والاتزان بعيداً عن المبالغة المنفرة».

تويتر