«ماهر» و«ورد» في قصة مألوفة بأحداث لا تخلو من تشويق

محمد رمضان ودينا الشربيني.. ثنائي «المشوار» وكيمياء فنية ناجحة

صورة

بعيداً عن الأدوار الإيجابية والشخصيات المنكسرة التي تتعرض للظلم والقهر، أو بطولاته المعهودة في أدوار العنف والقوة، التي لطالما أثارت الجدل، وبرع النجم محمد رمضان في تجسيدها في تجاربه التمثيلية السابقة في السينما أو الدراما التلفزيونية، اختار النجم المصري هذا العام التخلي عن فكرة البطل الشعبي، لخوض تجربة مختلفة و«بطولة ثنائية»، تشاركه مغامرتها هذه المرة النجمة المصرية دينا الشربيني، في المسلسل الرمضاني الجديد «المشوار»، للكاتب محمد فريد، الغائب عن الشاشة الفضية منذ خمسة أعوام.

وتعد تجربة «المشوار» اللقاء الثاني الذي يجمع بين محمد رمضان ودينا الشربيني، بعد لقاء ناجح في الفيلم السينمائي «جواب اعتقال» في عام 2017، للمخرج محمد سامي.

توافق

يشكل الدويتو الجديد (محمد رمضان ودينا الشربيني)، الذي راهن عليه مخرج العمل محمد ياسين في مسلسل «المشوار»، مميزاً إلى حد كبير، وذلك بالنظر إلى الكيمياء الفنية الواضحة التي تجمعهما، والتي سرعان ما تتشكل منذ الحلقات الأولى للعمل، هذا، في الوقت الذي يتضح مع مرور الوقت وتطور الأحداث وأزمات البطلين المتوالية، القدرات الفنية للبطلين، خصوصاً الوفاق الفني الذي تحقق بينهما، ثم قدرتهما على التأثير في المتلقي، ولفت الأنظار إلى أدائهما الذي سرعان ما جذب المشاهدات، ورفع تصنيف العمل على قائمة الأعمال الرمضانية المتنافسة على الصدارة.

إلى جانب البطولة الثنائية التي تعد إحدى كلمات السر في العمل، نجح المخرج فنياً، بالاستناد على قصة قد تبدو مألوفة، وربما مكررة في كثير من الأعمال الدرامية والسينمائية الأخرى، في تقديم صورة تلفزيونية متطورة، تقترب من التقنيات السينمائية التي برع بها محمد ياسين من قبل، وذلك مع انحيازه هذه المرة إلى اختيار أماكن جديدة ومناطق تصوير مغايرة، مثل منطقة الملاحات بالإسكندرية، متجاوزاً الحارات التقليدية، وموغلاً في نقل تفاصيل بعض الأماكن التي وجدت في مواطن عديدة، تحاكي نفسيات الشخصيات، وتعكس أزماتها.

وتدور أحداث «المشوار» حول «ماهر» و«ورد» اللذين يعملان بشكل مؤقت في شركة لإنتاج الملح، لكنهما يخفيان سراً يتسبب في هربهما الدائم ما بين الإسكندرية والقاهرة، على خلفية قضية لها علاقة بتجارة الآثار والمواجهة مع أخطر العصابات.

بوجه آخر

نجحت دينا الشربيني هذا العام في تقديم أحد أهم أدوارها في التلفزيون، وذلك، بعد إطلالاتها الرمضانية المتعاقبة على مدار السنوات الأربع الماضية في أعمال متفاوتة الأهمية، أثبتت خلالها، ولأكثر من مرة، هشاشتها في التصدي وحدها، لبطولة منفردة وتحمل أعباء هذه الأعمال بجدارة دون «سنيد»، وهو الأمر الذي يبدو أنه تحقق بنجاح هذا العام عبر شخصية «ورد» التي نجحت من خلالها الفنانة في تقديم وجه آخر لموهبتها، تمثل في قدرتها على التركيز، وإتقان الغوص في تفاصيل الشخصية الدرامية ،والاعتناء بجميع تفاصيلها بحرفية، ساندتها تجربة اقتسام مسؤولية البطولة مع محمد رمضان الذي استكمل تجربة هذا اللقاء الموفق، الذي تشارك في تقديمه للشاشة نخبة من نجوم الدراما المصرية، أمثال ندى موسى، التي أجادت دور الراقصة «عزة» صديقة «ورد»، وبيومي فؤاد وأحمد مجدي وأحمد صفوت وأحمد كمال ومحمود الليثي، وغيرهم. رهان درامي بانتظار مآلات أحداث مسلسل «المشوار»، يبقى الراهن الدرامي قائماً على الثنائي محمد رمضان ودينا الشربيني، في جذب اهتمام الجمهور، وتقديم وجبة درامية تحتفي بصناع العمل ونجومه، وذلك رغم ما أثير من أقاويل حول خلافات داخلية، في بداية تصوير المسلسل، مع محمد رمضان، والاستعانة بأكثر من مساعد مخرج لاستكمال تصوير المشاهد المتبقية، مع إصرار المخرج محمد ياسين على تقديم رؤيته الإخراجية، وتمسكه بتصوير المشهد أكثر من مرة، ومن زوايا متعددة، لتكريس تجربة محترفة، ورفع مستويات تقبل العمل الذي حقق أرقام مشاهدة عالية، فكان «التريند» في عدد من الدول العربية، خلال هذا الشهر.

• محمد رمضان تخلى عن بطولاته المعهودة في أدوار العنف والقوة التي لطالما أثارت الجدل وأجاد في تقديمها.

• صورة تلفزيونية متطوّرة في مسلسل المشوار تقترب من التقنيات السينمائية التي برع بها المخرج محمد ياسين من قبل.

تويتر