من «الغيبوبة» إلى صانع هوية شركات وفعاليات كبرى

أحمد الحفار.. صوت تسمعونه في أرجاء دبي

أحمد الحفار أكد أنه علم نفسه بنفسه. تصوير: باتريك كاستيلو

بدأت حكاية أحمد الحفار مع الهوية الصوتية وعالم الموسيقى منذ الصغر، إذ تعلق بالموسيقى من عمر 15 سنة، وبعد أن علّم نفسه بنفسه، راح يؤلف ألحانه ونغماته الخاصة. لكن تعرّض أحمد لحادث سير أدخله في غيبوبة لمدة شهر، واستمر بالعلاج بعدها ما يقارب تسعة أشهر، وخضع للأدوية والمسكنات، وبعد تلك المرحلة اكتشف قدرات صوته الذي يمكن لكثيرين سماعها في دبي وأرجاء أخرى.

يقدم أحمد اليوم الموسيقى الخاصة بالشركات، وكذلك الهوية الصوتية للعديد منها في دبي بشكل خاص، معتمداً على أسلوب مميز في ابتكار نبرات متباينة تسمح بإيصال الرسالة التي تحملها كل شركة.

البدايات

وعن بدايات دخوله هذا العالم، قال أحمد الحفار لـ«الإمارات اليوم»: «كنت أدرّس الإحساس في الموسيقى، وليس التعليم الكلاسيكي، ومن هنا بدأت بتقديم اللون الخاص بي، وقد فزت بمسابقة للمشاركة بمشروع موسيقي، وبعدها فُتحت لي أبواب تقديم الألحان التي صنعت مجموعة منها».

وأضاف أن «عالم الموسيقى أتاح له تقديم الكثير من الألحان مع جان ماري رياشي، وسركيس، للعديد من الفنانات، من بينهن نانسي عجرم، وإليسا».

وحول اكتشافه لهوية صوته المختلفة، أشار إلى أنه تعرّض لحادث سير كلف أصدقاء كانوا معه في السيارة حياتهم، بينما دخل هو في غيبوبة لمدة شهر، واستغرق علاجه بعد إفاقته ما يقارب تسعة أشهر، إذ كان يعاني كسوراً في الظهر والقدم واليدين، وخلال فترة العلاج بدأ يمرّن صوته كي يستعيده بعد معاناته في الكلام بسبب المسكنات.

استخدم أحمد صوته خلال علاجه في المستشفى، لكنه في ما بعد عمل في مجالات أخرى، منها توزيع الموسيقى، وعلّم نفسه هندسة الصوت، ليتمكن من تقديم ألحانه لعملاء كثر في الإمارات، إذ قدم مجموعة من المقطوعات الموسيقية لعدد من الشركات والوجهات المعروفة، منها كذلك الموسيقى الخاصة بالقرية العالمية.

العمل في مجال تأليف الموسيقى، قاد أحمد الحفار إلى الدخول في شراكة مع «مايندلوب استوديو»، ومنها انطلق في العمل على الهوية الصوتية، وبدأ بتقديمها للعديد من الشركات المعروفة في الإمارات، منها «اتصالات»، و«فور هيومانتي»، وكان يبدل الصوت الذي يستخدمه مع كل شركة، بهدف تقديم الرسالة التي تحملها كل وجهة.

الحصري

وأوضح الحفار أنه «يعتبر اليوم الصوت الحصري لمجموعة من الأحداث والشركات، من بينها (إكسبو 2020 دبي) باللغة الإنجليزية، وهيئة الطرق والمواصلات، و(سيمينز)، و(تويوتا)، و(دبي أكواريوم)، و(دبي أوبرا)، (مول الإمارات)». ولفت إلى أنه عمل على تقديم الهوية الصوتية، من خلال الخطوط العريضة التي ترسل من قبل الشركة أحياناً، أو أنه يقوم بمناقشة الفكرة بشكل متفرّد مع نفسه ليبني الهوية الملائمة التي لا تكون متكرّرة.

وأكد الحفار أن الهوية الصوتية هي الموسيقى أو الهوية الموسيقية للشركة، التي يضيف عليها الصوت، إذ يعرف كيف ينغمه بشكل فردي، معتبراً أن هذا ما أدى إلى نجاحه في هذا العالم المتنوّع، إذ يملك القدرة على ابتكار نبرات متعددة، مشدداً على أن الهوية الصوتية من أهم المقومات الترويجية للشركات، إذ تنطبع في ذاكرة الناس.

ويطمح أحمد الحفار إلى العمل مع أسامة الرحباني، دون أن يحدد الإطار الذي يمكن أن يعمل معه فيه، لافتاً إلى أنه علّم نفسه كل ما يقوم به في الموسيقى والهوية الصوتية، ويتمنى الوصول لعالم المسرح، ويعدّ أسامة الرحباني من الأسماء المهمة في عالم المسرح، التي تجذب للعمل معها، لما قدمه من مسيرة إبداعية في مجال المسرح.

تدريب أكاديمي

من عالم الهويات الصوتية، يعمل أحمد الحفار اليوم على تقديم تدريبات خاصة، من خلال أكاديمية ستباشر تقديم دوراتها قريباً.

وقال: «إنه سيقدم التدريبات المتعلقة بالهوية الصوتية، التي لا تقتصر على التعليم الخاصة بتدريبات الصوت، بل تستكمل بتقديم المعلومات الكفيلة بجعل المتدربين يتمكنون من الإمساك بكامل تفاصيل العمل والأمور المالية والتسويقية، ليتمكنوا من ممارسة العمل في السوق».

وأضاف أن «التدريبات ستتعدى الإلقاء الصوتي للوصول إلى التصوير والفيديو مع مدربين متخصصين في هذه المجالات»، لافتاً إلى أنه خلال التدريب يقوم بوضع الصوت مع أقرب الهويات التي يمكنه تقديمها، وسيستغرق التدريب وقتاً طويلاً، إذ لا يمكن تقديمها في فترات وجيزة «لأن الهوية الصوتية تحتاج الى وقت كي تتشكل».

• أحمد الحفار: «عالم الموسيقى أتاح لي تقديم الكثير من الألحان مع جان ماري رياشي، وسركيس، للعديد من الفنانات، ومن بينهن نانسي عجرم، وإليسا».

• تعرض أحمد لحادث سير كلف أصدقاء كانوا معه حياتهم، بينما دخل هو في غيبوبة، واستغرق علاجه بعد إفاقته تسعة أشهر، ليكتشف قدرات صوته.

تويتر