دراسة تبرز نجاح استراتيجية الإمارة في دعم الصناعات الثقافية.. وتؤكد:

دبي محور جذب للطاقات الإبداعية

صورة

أكّدت دراسة أجرتها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، بالشراكة مع مركز دبي للإحصاء، تنامي تنافسية دبي على الساحة العالمية كعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي، مع ترسيخ موقعها كموطن للطاقات الإبداعية، ومحور جذب لها من جميع أنحاء العالم، في ضوء ما تتمتع به من مقومات تؤهلها عن جدارة لتبوؤ هذه المكانة.

واستعرضت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي عضو مجلس دبي، خلال مشاركتها في أعمال القمة العالمية للحكومات التي اختتمت أعمالها أخيراً في دبي، أبرز نتائج الدراسة الإحصائية التي اشتملت على مؤشرات أداء قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي من 2018 إلى 2020، استناداً إلى «إطار دبي للإحصاءات الثقافية».

وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إن «العمل جارٍ بوتيرة متسارعة لتحقيق أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العام الماضي، وفي مقدمتها تحويل دبي إلى مركز عالمي مستقبلي للتصميم، وموطن رئيس للاقتصاد الإبداعي»، مشيرة سموها إلى أن دبي منذ تصنيفها في عام 2017 كأول مدينة مبدعة في التصميم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للمدن العالمية المبدعة، أطلقت العديد من المبادرات الطموحة ضمن إطار التعاون بين المدن، سعياً لتبوؤ هذه المكانة.

وتهدف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي إلى زيادة عدد الشركات والمؤسسات الإبداعية والثقافية إلى 15 ألف شركة، توفر 140 ألف وظيفة في قطاعات الاقتصاد الإبداعي المختلفة، بحلول 2026، وإسهام الاقتصاد الإبداعي في 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.

شبكة المدن المبدعة

ونوهّت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد إلى أن دبي، وفقاً لمصادر «اليونسكو»، «هي المدينة الأولى والوحيدة ضمن (شبكة المدن المبدعة)، التي انضمت لها في 2017، على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي أصدرت إطاراً متكاملاً للإحصاءات الثقافية، فضلاً عن حصول دبي على لقب مدينة (مبدعة في مجال التصميم)، لتكون الأولى التي تحصل على هذا اللقب على مستوى المنطقة ذاتها ضمن الـ180 مدينة من 72 دولة الأعضاء في الشبكة، وهو ما يثبت أننا نسير على الطريق الصحيح نحو إحداث طفرة حقيقية في القطاع الإبداعي على مستوى المنطقة والعالم».

وتابعت سموها: «يعكس إطار دبي للإحصاءات الثقافية حرص هيئة الثقافة والفنون على إيجاد منظومة اقتصادية متكاملة ومحفّزة للصناعات الثقافية، تدعم المجتمع الإبداعي، وتمكّنه من الإسهام بشكل إيجابي في خلق فرص عمل للمواهب المحلية، واستقطاب الاستثمار الأجنبي، والإسهام بشكل أكبر في الناتج المحلي للإمارة».

وأشارت سموها إلى الثقل النوعي الذي يحمله الاقتصاد الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات حول العالم، والذي أدركته دبي مبكراً، وعملت على بناء ثقافة إبداعية وريادة قوية منافسة على المستوى العالمي، مضيفة: «أثبتت الدراسات والتقارير العالمية أنه رغم ما شهده الواقع الاقتصادي العالمي والإقليمي من صعوبات في العامين الأخيرين، إلا أن السنوات السابقة شهدت قفزة كبيرة في الصناعات القائمة على المعرفة عالمياً، ومنها الصناعات الإبداعية التي أصبحت عنصراً مهماً للتنافسية الاقتصادية للدول لمساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق الوظائف الجديدة، فضلاً عن الدور الذي تسهم به في التجارة العالمية».

مركز انطلاق

من جهتها، أكدت مدير عام «دبي للثقافة»، هالة بدري، مكانة دبي كمركز لانطلاق العديد من الشركات الواعدة التي بدأت طريق نجاحها من دبي وصولاً إلى العالمية. وقالت: «لطالما كانت دبي مقراً لانطلاق العديد من الشركات الناشئة، التي وجدت طريقها إلى العالمية، مثل شركة (كريم)، التي تحولت إلى العالمية ضمن صفقة وصلت قيمتها إلى نحو 11 مليار درهم، وشركة (ميديا نت) التي انطلقت من دبي في قطاعات الإعلانات والاتصالات والدفع الإلكتروني، وتم الاستحواذ عليها من قبل شركات صينية بقيمة 900 مليون دولار (نحو 3.3 مليارات درهم)، وكذلك شركة (سوق.كوم) التي استحوذت عليها شركة أمازون العالمية، وهناك أمثلة عديدة للعديد من قصص النجاح المماثلة التي اكتملت فصولها في دبي».

وتابعت: «تبيّن الدراسة الإحصائية التي أجرتها الهيئة، بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء، أن أداء القطاع الثقافي والإبداعي في دبي كان إيجابياً إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، إذ حافظت مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية على حصتها في الناتج المحلي للإمارة بنسبة 4.02%، وهي النسبة نفسها التي حققتها في 2019، وذلك في ضوء الدعم المتواصل من القيادة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، وضمان استدامته وقوته».

وأوضحت هالة بدري أن الاقتصاد الإبداعي تغذيه ستة قطاعات ثقافية إبداعية رئيسة، تشمل: التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، والخدمات التصميمية والإبداعية، وينبثق منها 27 قطاعاً فرعياً.

دعم

وتُظهر البيانات الإحصائية والنتائج التي أوردتها الدراسة نجاح استراتيجية دبي في دعم قطاعات الصناعات الثقافية والإبداعية، واستقطاب رؤوس الأموال الإبداعية والمهارات ورواد الأعمال المبدعين، إذ شهدت الفترة الماضية نمواً مطرداً في عدد المؤسسات الربحية العاملة ضمن المجال الثقافي والإبداعي. وشهد معدل العمالة ضمن قطاعات الاقتصاد الإبداعي بالنسبة لمجموع العمالة في الأنشطة الاقتصادية بشكل عام نمواً واعداً.

ويُعد القطاع الإبداعي من أهم القطاعات التي توفر فرص العمل لفئة الشباب بشكل خاص، فمن أهم مزايا هذا القطاع أن لاعبيه يتمتعون بروح ريادة الأعمال، فتشكل المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر النسبة العظمى (98%) من العدد الإجمالي للمؤسسات الإبداعية.

ومن حيث الإسهام في مجمل اقتصاد دبي، أسهم قطاع الصناعات الإبداعية خلال 2019 بنسبة 4% من إجمالي الناتج المحلي بقيمة بلغت 17.6 مليار درهم، مقابل ما يقارب 17 مليار درهم في 2018. وأظهرت الدراسة الإحصائية، أنه وفقاً للتقديرات الأولية لعام 2020، شهد قطاع الصناعات الإبداعية انخفاضاً بـ11.0% عن عام 2019، ما يُعَدُّ انخفاضاً طبيعياً في 2020، لظروف الجائحة التي أثرت في القطاعات والأنشطة والاقتصادية حول العالم، وتراجع الطلب، خصوصاً على السلع والخدمات الترفيهية.

شراكة

أوضح المدير التنفيذي لمركز دبي للإحصاء، عارف عبيد المهيري، أن الشراكة بين المركز وهيئة دبي للثقافة تأتي في إطار التكامل الحكومي لدعم السياسات والاستراتيجيات الحكومية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة أتت دعماً لاستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي تعد إحدى أذرع الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة والإبداع، وتعزيز إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة.


لطيفة بنت محمد:

• «العمل جارٍ بوتيرة متسارعة لتحويل دبي إلى مركز عالمي مستقبلي للتصميم وموطن رئيس للاقتصاد الإبداعي».

• «الصناعات الإبداعية أصبحت عنصراً مهماً للتنافسية الاقتصادية للدول لمساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وخلق الوظائف الجديدة».


• الدراسة أعدتها «دبي للثقافة» بالشراكة مع «دبي للإحصاء»، واستندت إلى «إطار دبي للإحصاءات الثقافية» الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

• 4% من إجمالي الناتج المحلي أسهم به قطاع الصناعات الإبداعية خلال 2019.

• 15 ألف شركة، توفر 140 ألف وظيفة في الاقتصاد الإبداعي بحلول 2026، تهدف إليها استراتيجية دبي.

تويتر