شابة إماراتية أطلقت مشروعاً تجارياً ومجموعة قصصية في سن الـ 14 عاماً

عائشة العلي: لكل قميص في خزانتي حكاية

صورة

لطالما ظلت مقومات الاجتهاد والصبر والاستمرارية والعمل الدؤوب، المفاتيح الذهبية التي قادت الشابة الإماراتية عائشة العلي، إلى تحقيق جزء من أحلامها الكبيرة التي تشبثت بها عائشة وهي لم تتجاوز سن الـ16 عاماً، وذلك من خلال انطلاقها مبكراً في تأسيس مشروعها التجاري الخاص، بأفكار مبتكرة ورسائل مفعمة بالإيجابية والأمل في المستقبل، الذي انخرطت في نهجه العلي، بالتوازي مع دراستها الأكاديمية، وموهبتها الفذة في مجال الكتابة الإبداعية، التي تكللت أخيراً بإصدار أول نتاجاتها الأدبية في مجال القصة.

مشوار البداية

في لقائها مع «الإمارات اليوم»، كشفت عائشة عن ظروف إطلاق مشروعها التجاري الذي نشأت فكرته منذ مرحلة الطفولة المبكرة، بالتزامن مع شغفها الواضح بقصص الأقمصة بشكل خاص، التي عشقت عائشة اقتناءها بكثرة، مركزة على أنواع بعينها، وواصفة الأمر بالقول: «لكل قميص في خزانتي حكاية خاصة وذكرى استثنائية مرتبطة بمحطات طفولتي وحياتي إلى حد اليوم، ولعل هذا ما دفعني إلى التفكير في ربط شغفي القديم بها، بفكرة مشروعي التجاري الحالي، وذلك، بعد أن طرحت الفكرة وناقشتها مع عائلتي، وقررت اتخاذ خطوة فعلية في هذا المجال».

وحول الدعم الذي قدمته عائلتها لها، أكدت عائشة العلي بالقول: «كل الشكر والامتنان لوالدتي التي لطالما ساعدتني ولاتزال في مختلف مراحل إطلاق مشروعي الجديد، سواء عبر اختيار المزودين من خارج الدولة أو تفاصيل التصاميم والعبارات التي تحملها كل قطعة»، مشيرة إلى تركيزها في هذه الخطوة على انتقاء رسائل هادفة محملة بمعاني الأمل والثقة والتفاؤل في التعبير عن شخصية مرتديها، بالإضافة إلى ألوان الأقمشة الزاهية والبراقة التي تم من خلالها استُوحي اسم العلامة التجارية الفتية التي أطلقت أواخر الشهر الماضي، على أن يتم قريباً استكمال أوراق اعتمادها بشكل رسمي.

أما الفئة العمرية التي تستهدفها العلامة، فكشفت عائشة عن رغبتها في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشباب، الذي تتوجه إليه رسائل علامتها الهادفة وتصاميمها المبتكرة قائلة: «لم أتوقع حقيقة هذا النجاح والإقبال الكبيرين اللذين حققهما مشروعي الجديد، ولعل هذا ما شجعني على الاستمرارية والتفكير في التوسع فيه مستقبلاً ليناسب كل الأذواق والاهتمامات الشبابية في ميدان الموضة واللباس بشكل عام».

نماذج ناجحة

تنظر عائشة بامتنان كبير للدعم الكبير الذي نالته من عائلتها الصغيرة، خصوصاً من والدتها التي تعتبرها مديرة أعمالها بامتياز، وكذلك والدها الذي قدم لها النصيحة والمشورة والدعم المادي المستحق، في الوقت الذي بادرت عائشة من جهتها، في سبيل دعم موهبتها ورفد شغفها بالمشروعات الشبابية، إلى الالتحاق بعدد من الورش والدورات التدريبية الخاصة بإطلاق المشروعات الصغيرة وبتصميم وإنشاء العلامات التجارية والمواقع الإلكترونية الناجحة، قائلة: «كنت بحاجة إلى دعم أسري حقيقي، يسهم في كسر حاجز الخوف لدي من خطوة ريادة الأعمال في هذه السن، وقد تحقق هذا الأمر من خلال دعم أسرتي وتشجيعهم الدائم لي، بالإضافة إلى اطلاعي على العديد من النماذج الشبابية الناجحة في هذا المجال، التي شكلت في وقت ما، مصدر إلهام بالنسبة لي».

فضاءات الأدب

بموازاة ذلك لم تتوقف عائشة عن تنمية موهبتها في مجالات عدة، أبرزها مجال الكتابة، فقد فاجأت الجميع في عام 2019، بإطلاق أول إصداراتها الأدبية، وهو مجموعة قصصية حملت عنوان «شغف» نجحت من خلالها عائشة في نقل تجاربها الحياتية، ما شجعها على إصدار طبعة ثانية معدلة منه تضم قصصاً جديدة حملت عنوان «جوهر الشغف»، والتي وصفتها صاحبتها بالقول: «أحببت أن أشجع الفتيات على الكتابة والإفصاح عن مواهبهن الإبداعية في سن مبكرة (14 عاماً)، بعد أن ظللت لصيقة بعوالم الكتب والأدب منذ الصغر بفضل والدتي التي لم تتوانَ في اصطحابي إلى المكتبات وتشجيعي على اكتشاف عوالم الأدب المثيرة، التي تحولت معها من قارئة نهمة إلى واقعة تماماً في حب الكتابة».

وفي سياق متصل، كشفت عائشة عن إصدارها الجديد الذي من المقرر أن يطرح العام المقبل تحت عنوان «هاشتاق عائشة تكتب»، ويتضمن مجموعة من الخواطر الأدبية والقصص القصيرة التي تتمنى أن تلقى الاهتمام الذي تتوقعه.

نصيحة

رغم انخراطها المبكر في ميدان الكتابة ومجال ريادة الأعمال، كشفت عائشة العلي في حوارها مع «الإمارات اليوم»، عن طموحها المستقبلي، بعد انتهائها من مرحلة الدراسة الثانوية، بالتخصص في دراسة علوم الصيدلة وصناعة الأدوية، قائلة: «سأحرص حتماً على الاستمرار في نهج الكتابة ومجال الأعمال الذي سألتزم دوماً بتكريسه إلى جانب طموحي الأكاديمي في مجال الصيدلة»، متوجهة برسائلها الملهمة للشباب الإماراتي الطموح القادر على النجاح بالقول: «أنصح الشباب بالسعي الدائم والاجتهاد لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وعدم التأثر بالأفكار السلبية التي قد تحاصرهم في بعض الأحيان وتحبطهم، لأن بقاء شعلة الأمل داخلهم هو الذي سيدفعهم باستمرار نحو التميز».

• «ظللت لصيقة بعوالم الكتب والأدب منذ الصغر، حتى تحولت من قارئة نهمة إلى واقعة تماماً في حب الكتابة».

تويتر