فنانة إماراتية تقدم معارضها بوسائط متعدّدة

كريمة الشوملي: الرضا شَرطي وغايتي الفنية

صورة

تعمل الفنانة الإماراتية كريمة الشوملي، على التحضير لمعرضها الفني الجديد منذ عامين، وتؤكد أن سبب عدم جهوزية المعرض إلى اليوم، يعود الى وجود أعمال معدنية تقوم بتنفيذها في الورش الصناعية، ومازالت إلى اليوم تبحث عن ورشة للإنتاج المعدني تقدم لها النتيجة المُرضية. وتؤمن الشوملي بأن العمل الفني يجب أن يكون مُرضياً للفنان أولاً كي يقدمه للجمهور، فالرضا عن عملها هو شرطها وغايتها الأساسية لتعرضه للجمهور، وهذا النوع من الرضا هو الذي يدفع الفنان إلى الشعور بأن العمل مكتمل، مشيرة إلى أن نقطة الانطلاق بالعمل الفني يجب أن تكون البحث.

بدأت الشوملي العمل على معرضها منذ عامين، ولفتت في حديثها مع «الإمارات اليوم»، إلى أن نتائج العمل على المنحوتات المعدنية لم تكن مُرضية، مشيرة إلى أن أعمال التصوير الفوتوغرافي جاهزة، فيما اللوحات المنفذة بالحبر باتت جاهزة أيضاً، بينما مازالت تعمل على اللوحات اللونية. ولفتت الشوملي إلى أنها لا تفضل تقديم معرض فني بتقنية واحدة، بل تحب تقديم المعرض بمجموعة من التقنيات والوسائط، لأن هذا يمنح العمل رؤى مختلفة ومفردات جديدة في الطرح، فيمكن المتلقي من رؤيته من مختلف الأبعاد.

الشوملي اعتبرت أيضاً أن نقطة البدء بالعمل الفني هي البحث، مشيرة إلى أن الموضوع هو نقطة الانطلاق، وبعدها تبحث في التقنية التي يمكنها من خلالها إنتاج العمل الفني، سواء كان فيلماً أو تصويراً فوتوغرافيا، أو لوحة أو منحوتة، فدائماً هناك بحث عن المادة التي تكون العنصر الأساسي لإنتاج العمل الفني، لأن التقنية هي التي تحدد طريقة عرض العمل ونسبة نجاحه ووصوله إلى الجمهور. واعتبرت الشوملي أن الوسيط الفني هو الموصل الأساسي لفكرة العمل، مقسمة العمل بكون عنصر الإبهار فيه يعتمد على موضوع العمل بنسبة 20%، و80% على التقنية والوسيط.

مواد بسيطة

الشوملي التي استخدمت كثيراً من المواد البسيطة في الفن، نوّهت بأنها تعمل على تطويعها بشكل كبير في أعمالها، فتدرسها إلى أن تصل إلى الرضا على العمل الفني، وفي حال عدم شعورها بالرضا عن العمل من خلال الوسيط الذي اختارته، تتوقف عن العمل وتبدأ بوسيط جديد، لذا تؤكد أن التجريب أساسي في عملها الفني. وتعمل الشوملي على الفن التجريبي والمفاهيمي، وحول شيوع الفن المفاهيمي في الإمارات وتقبل الجمهور له، لفتت إلى أن القاعدة المعرفية في السابق كانت ضعيفة عند الجمهور والمتلقي، لكن بقراءة تاريخ الفن وما يحدث في الإمارات يمكن القول إن كل الأحداث الكبيرة المختصة بالفنون والهيئات، قد منحت قاعدة ثقافية مميزة من الوعي الثقافي للفن التشكيلي الحديث، وبات الإنتاج غنياً وثرياً، والجمهور يتمتع بقاعدة معرفية متعمقة، فهي معرفة فيها نوع من البحث العميق، لاسيما أن الخلفية الثقافية باتت موجودة.

واعتبرت الشوملي ان توجه الجيل الجديد لهذا الفن، يعتبر استكمالاً لما هو موجود في السابق، مضيفة: «إن التوجه الكبير للفن المفاهيمي من قبل الفنانين الإماراتيين الشباب، قد يرتبط باختلاف الموضوعات التي يعتبر الفن المفاهيمي أكثر تعبيراً عنها، فهذا النوع من الفن أكثر مواءمة مع الفن الجديد، كما أن هناك من هم مخلصون للوحة الثنائية الأبعاد، ويطرحون الفكر الجديد من خلال الموضوعات». ولفتت إلى أن عالم التصوير الفوتوغرافي جميل وفيه الكثير من الحداثة، وهذا بحد ذاته قد أسهم بفتح مجالات للجيل الجديد.

قالب معاصر

وعن استخدام الرموز والتعبيرية في أعمالها، لفتت الشوملي إلى أنها لاحظت أن معظم الفنانين لا ينسلخون عن البيئة والثقافة والتراث الخاص بهم، بل يستخدمون ما هو موجود في المجتمع، ولكنهم يضعونه في قالب جديد ومعاصر، مشيرة إلى أنها حين قدمت الأعمال المرتبطة بالبرقع الإماراتي وجدت نفسها تعبّر عن الامتنان في توثيق البرقع تاريخياً، ووجدته يحمل كثيراً من الثقافة المحلية، فهو ثقيل بكل ما يعكسه من ثقافة قدمت بشكل تعبيري ورمزي.

أما عن التحدي الأساسي في تقديم هذه الأعمال، فنوّهت إلى أنها كانت تنطلق من الجانب العملي في إنتاج الأعمال الفنية، فكثير من الفنانين يطرحون ما هو مختلف، ولكن لابد من تنفيذ العمل على نحو مختلف، فالطرح من خلال مفردات جديدة أساسي جداً.

ولم تخض الشوملي غمار التجربة التجريدية، وأشارت إلى أنها حاولت كثيراً، ولكنها لم تتمكن من الإحساس بهذه التجربة، ولهذا لم تستمر بتقديمها، فالإحساس هو عنصر أساسي من عناصر العمل الفني، أي الشعور بالأسلوب والتقنية. وأكدت أنها لا تقدم أي عمل لا تشعر به ولا تشعر أنه مكتمل، موضحة أن اكتمال العمل الفني يقوم على مجموعة من العناصر، ومنها بشكل أساسي الإحساس بالرضا الداخلي.

هذا الإحساس بالرضا، رأت الشوملي أنه ينعكس على تفاعل الجمهور مع فنها، متحدثة عن تجربة المعارض عن بُعد في ظل جائحة «كورونا» وكيف أثرت في تلقي الناس للعمل الفني.

تأثر بتجارب فنية

أكدت الفنانة الإماراتية كريمة الشوملي، الحائزة درجة الدكتوراه في الفنون، أنها بلا شك قد تأثرت بتجارب فنية كثيرة، موضحة أنها تطلع على تجارب الفنانين الإماراتيين، ومنهم رواد الفن في الإمارات، وهذا التعرف إلى تجارب متنوعة يتم تخزينها في الذاكرة وبشكل غير مباشر سيظهر في الأعمال الفنية. ولفتت إلى أنها عندما درست تاريخ الفن، ومنهم فان غوغ والانطباعية والمستشرقون، شعرت بالسعادة حين رأت أعمالهم بشكل شخصي.

• «سواء كان فيلماً أو فوتوغرافيا أو لوحة أو منحوتة، دائماً هناك بحث عن المادة التي تكون العنصر الأساسي للعمل الفني».

تويتر