شغف الشقيقات الـ 4 قادهن إلى «نفس» عائلي في الموضة والتصميم

نورة عبدالله: البساطة والتجديد رمزا الأناقة الإماراتية

صورة

لا تغيب مقولة «الحاجة أم الاختراع» عن مخيلة الإماراتية نورة عبدالله، وشقيقاتها الثلاث، كلما تحدثن عن مشروعهن الإبداعي «نفس»، الذي أسفر بعد أكثر من تسعة أعوام من التعاون المشترك والتخطيط والاجتهاد، عن تجربة فريدة وأسلوب متميز ومبتكر في مجال تصميم «العباءة» المعاصرة، الذي زادته أناقة وبساطة التصاميم، وحرص الأخوات المتشبثات بخصوصية الزي النسائي الإماراتي وتفاصيله ألقاً أكبر، في الوقت الذي لم تقف تحديات الكلفة المالية، التي شكلت في وقت من الأوقات هاجساً مهماً بالنسبة لهن، عائقاً في طريق تحقيق حلمهن بالنجاح في تقديم رؤية جديدة في مجال الموضة والتصميم، ونيل القبول والاهتمام الواسعين.

انطلاقة واثقة

في حوارها مع «الإمارات اليوم»، توقفت نورة عبدالله، عند بدايات المشروع العائلي «نفس» في عام 2012، الذي انطلق بهدف محدد تجسّد في تقديم «عباءات» راقية ومتاحة لجميع الفتيات على حد تعبيرها، مؤكدة بالقول: «كنا نجد صعوبة دائمة في إيجاد ما نبحث عنه من تصاميم تناسب تطلعاتنا، سواء من ناحية الجودة أو الكلفة غير المبالغ فيها في كثير من الأحيان، الأمر الذي كان ملاحظاً في تلك الفترة. ففكرت أنا وشقيقتي الكبرى فاطمة، البدء في تنفيذ تصاميم عباءات لصديقاتنا والوسط المحيط بنا، قبل أن تنضم إلينا شقيقتنا سارة التي كانت مهتمة بالدرجة الأولى باختيار نوعية الأقمشة وتصميم الجلابيات»، وتضيف نورة: «استفدت من موهبتي في مجال الرسم، إلى جانب ميل شقيقتي الثالثة علياء إلى تنظيم كل المتعلقات والشؤون المالية، في إطلاق مشروعنا العائلي الصغير(نفس) الذي نفخر اليوم به، ونرجو أن ينال ما يستحقه من التقدير».

رمز الأناقة

لم تكن خطوات مشروع «نفس» سهلة في بداية الأمر، بعد أن تزامنت مع فترة دراسة الشقيقات الأربع الجامعية، وقلة خبرتهن آنذاك في إدارة مختلف الأمور المالية وحسابات الكلفة والربح، إلا أنه مع مرور الوقت بدأت الأمور تتضح لدى نورة وشقيقاتها، فتقدمن في إدارة مشروعهن وجذبن الانتباه إلى تصاميمهن التي بدأت تلقى رواجاً وقبولاً، وكذلك استحسان شريحة واسعة من السيدات والفتيات، وتقول نورة: «نجحنا في تقديم عباءات معاصرة متاحة للجميع من دون مغالاة في السعر، أو تقليل من نوعية الأقمشة لخفض التكاليف، إذ بدأنا أولاً بخط الجلابيات، قبل الانتقال إلى العبايات الذي نعتبره في علامتنا رمز أناقة المرأة الإماراتية، وليس مجرد قطعة إكسسوار ثانوية أو غطاء للسترة، بل قطعة فنية لافتة تجمع بين روح الأصالة وتفاصيل المعاصرة»، وتؤكد المصممة الإماراتية: «نحرص دوماً في (نفس) على جميع تفاصيل تصاميمنا ومكوناتها، بداية من نوعية الأقمشة المستعملة التي ننتقيها بعناية فائقة ونعمل على تعديلها، مروراً بالتصاميم والقصات التي نبتكرها بشكل متميز يناسب ذائقة المرأة المعاصرة».

ابتكار وتجديد

وحول أسلوب «نفس» في تقديم هذه النوعية من العباءات، أكدت نورة أن «البساطة هي العنوان الأبرز لابتكارات وتصاميم دار (نفس) للأزياء، إضافة إلى ألواننا الدافئة والطبيعية، مع استثناءات قليلة في ما يتعلق بالألوان البراقة التي نعتمد عليها بين الفترة والأخرى»، مشيرة إلى أن نجاح هذا الأسلوب، دفع الكثير من التصاميم باهظة الكلفة، إلى التفكير جدياً بضرورة البحث عن خيارات أخرى لجذب الانتباه. وحول تفاصيل المنافسة القائمة في سوق الموضة المحلية ومكانة العلامة مقارنة بنظيراتها، قالت نورة: «لا نؤمن كثيراً بمبدأ المنافسة، فلكل مصممة توقيعها الخاص وبصمتها التي لا يمكن تقليدها، إلا أنه من الطبيعي أن نجد في أي مجال إبداعي من يسعى بطريقة أو بأخرى إلى الاستفادة من التجارب الناجحة».

في المقابل، ترى نورة أن تصاميم «نفس» لا تتوجه إلى جميع الفئات العمرية، وإنما تخاطب المرأة العصرية الشابة التواقة إلى البروز والتأنق والبساطة، لافتة إلى أن «خصوصية الزي النسائي الإماراتي قد فرضت نوعاً من الخصوصية التي يجب مراعاتها، والبحث فيها عن أساليب فنية جديدة لتطوير تجارب التصاميم بإتقان وتميز».

شغف إبداعي

تحمست نورة في الحديث عن شغفها وشقيقاتها الثلاث، في مجال الأزياء والتصاميم الإبداعية، الذي ظل ملازماً لهن، وذلك على الرغم من دراستهن الأكاديمية المغايرة وتخصصهن في مجالات بعيدة عن ميدان التصميم، مضيفة: «رغم تخصصنا في مجالات أكاديمية بعيدة عن التصميم، تعلمنا كل الأشياء المتعلقة بمجال الأزياء، ولا شك أن تراكم الخبرات والتجارب، قد أسهم بشكل فاعل في صقل ما نمتلكه من موهبة وسعي، لتقديم تصاميم مميزة ومغايرة عما هو سائد في السوق».

طرق جديدة

في حوارها مع «الإمارات اليوم»، حرصت نورة عبدالله على توجيه رسالة خاصة للفتاة الإماراتية الطامحة إلى الانطلاق في عالم الإبداع ومجالات ريادة الأعمال قائلة: «إن مفتاح النجاح ينطلق دوماً من الثقة بالنفس، لهذا أدعو دوماً المرأة إلى الثقة بقدراتها الشخصية والوثوق بخطواتها، وعدم الاكتراث بالآراء السلبية المحبطة، لأن الانطلاق والاستمرار والبحث عن طرق إبداعية جديدة يظل الأمر الأهم في أي خطوة مشروع جديد».

• تجربة فريدة في تصميم «العباءة» المعاصرة بعد 9 أعوام من الاجتهاد .

تويتر