حشرات الزيز تنهي غزوتها الأميركية.. موعدنا بعد 17 عاما

بعدما تسببت بحوادث مرورية وتجرأت حتى على التعرض لرئيس أكبر قوة عالمية..أنهت حشرات الزيز غزوها هذا العام بعدما اجتاحت بالمليارات مناطق شاسعة في الولايات المتحدة، في حدث لا يتكرر سوى مرة كل 17سنة.
وعلى مدى أسابيع، عاشت هذه الحشرات كأسلافها قبلها: إذ خرجت من الرمل وهي يرقات بعد التنقل داخل أنفاق حفرتها بعناية، ومنذ بدء درجات الحرارة بالارتفاع تحوّلت وتزاوجت وباضت بيضها للحفاظ على جنسها ثم فارقت الحياة.
لكن خلال هذه الفترة، تنقلت حشرات الزيز بين الأشجار وتصادمت مع البشر أو حتى تحوّلت لمكوّن غذائي في أطباقهم.

ويوضح جون كولي من قسم علم الأحياء التطوري والبيئة في جامعة كونيتيكت في هارفورد، وهو صاحب مشروع لوضع خريطة لهذه الحشرات، "يبدو أنها وسعت حضورها في بعض المواقع، فيما انحسر وجودها في مواضع أخرى. كما أن مراجعة البيانات المتوافرة بشأنها ستستغرق بعض الوقت".

ويقول مايكل ج. راوب من قسم علم الحشرات في جامعة ميريلاند "حيث اقتُلعت الأشجار وحلت محلها مساحات مبنية، ذهبت حشرات الزيز من دون عودة. في المقابل، حيث عادت الأراضي الزراعية لتصبح حدائق أو مواقع سكنية، وحيث زُرعت أشجار، ثمة مزيد من هذه الحشرات". أما التغير المناخي "فسيؤثر عليها بلا شك، لكن لا نعلم بأي طريقة تحديدا"، بحسب كولي.

ويشير راوب إلى أن ارتفاع درجات الحرارة "سيتيح لحشرات الزيز توسيع حضورها أكثر شمالا" وقد تشاهَد "في وقت أبكر خلال السنة". ويقول إن بعض هذه الحشرات قد تظهر بوتيرة مرة كل 13 سنة بدل 17 سنة.
وقد غذّى وجود الزيز هذا الربيع أسئلة وجودية في ظل جائحة كوفيد-19 وجهود التطعيم للسيطرة عليها، إذ لم يتوان البعض عن التساؤل ما سيكون عليه وضع البشرية خلال الغزو المقبل لهذه الحشرات. وللحصول على الإجابة، يتعين الانتظار حتى سنة 2038، وربما قبل ذلك.

تويتر