يرفض التخلي عن ذكريات «شباب الوادي» في الشارقة

بالفيديو.. عبدالله خليلي يعيش بين مليون شريط كاسيت

صورة

في زمن بات توزيع الأغاني متاحاً عبر المنصات الإلكترونية والأقراص المدمجة، يعيش عبدالله محمد خليلي، مؤسس «تسجيلات شباب الوادي» بين أشرطة الكاسيت، التي يفوق عددها المليون، في مشروعه الذي أسسه بالشارقة منذ أكثر من 37 عاماً، إذ يرفض التخلي عن هذا العالم المحمّل بالكثير من الذكريات مع فنانين رافقهم في بداية مشوارهم، وكان الموزع للشرائط التي تنشر أصواتهم في أنحاء دولة الإمارات.

عمل خليلي على توزيع أشرطة الكاسيت الموسيقية، ومنها انتقل إلى العمل في التسجيل من خلال الاستوديو، الذي أتاح له التعامل مع مجموعة من الأسماء في الإمارات والخليج، إلا أن تطوّر طرق الإنتاج الفني والتوزيع عبر المنصات الإلكترونية، جعله يبتعد بشكل ما عن الميدان، ويكتفي اليوم بنسخ الأشرطة عند الطلب.

البداية

عن بداية المشروع القديم والاستوديو الذي يحمل ذكريات كثيرة، قال خليلي في حواره مع «الإمارات اليوم»: «لقد أسست محل «تسجيلات شباب الوادي» منذ عام 1984، وكانت البداية من دبي من سوق الذهب، ثم بعدها انتقلت إلى الشارقة، وكانت بداية العمل في المجال ببيع الأشرطة، ثم انتقلت إلى التوزيع، وبعدها عملت مع ملحنين ومنتجين، ومن بينهم سهيل العبدول، وبدأت أوزع لمختلف إمارات الدولة».

بعد العمل في مجال التوزيع دخل خليلي مجال الإنتاج من خلال الاستوديو الذي بات يقدم فيه مجموعة من التسجيلات لمطربين عمل معهم في تلك الحقبة، إذ كان يأخذ المطربين إلى الاستوديو ثم ينتج لهم الأغنيات، مشيراً إلى وجود مجموعة من الأشرطة التي تحمل اسم المحل، ومنها أشرطة للمطربة أريام، ومحمد حسن الذي أنتج له شريطاً من إنتاج مشترك مع رجب عبدالله، وأحمد الشيباني، وأحمد بن سرحان الدرعي، وخالد سهيل، علاوة على الفرق الإماراتية التي تؤدي أغاني أصيلة.

وأوضح أنه أنتج أشرطة كاسيت كثيرة ووزعها في الإمارات، كما وزع لمجموعة من الأسماء المعروفة في عالم الفن، ومنهم ميحد حمد، وراشد الماجد، وعبدالله بالخير، وحتى اليوم مازال على صلة ببعض الفنانين، منهم الملحن علي كانو الذي مازال يمرّ على محله ليطمئن عليه.

الإنتاج صعب

عمل خليلي في مجال إنتاج الأشرطة لسنوات، لكن التطوّر الحاصل في الموسيقى جعله يتوقف عن الإنتاج بشكل نهائي منذ أكثر من 10 سنوات، أي عندما انتقل بعدها إلى مرحلة الأقراص المدمجة بشكل كامل، معتبراً أن الإنتاج بات أصعب في تلك المرحلة، خصوصاً أنه كان ينسخ الأشرطة للمحال ويوزع لها.

ويتذكر مرحلة التوزيع للأشرطة بكثير من الفرح، إذ يؤكد أن الإنتاج والتوزيع كانا مربحين، لكن بالطبع كان ذلك يعتمد على الفنان ومدى جماهيريته في الإمارات، فهناك أسماء ذات شعبية كبيرة، مثل ميحد حمد الذي يحتل المرتبة الأولى، إذ وزع 100 ألف نسخة من ألبومه «خمس الحواس»، فيما يأتي بعده عيضة المنهالي، وحربي العامري، وراشد الماجد، والوسمي، وخالد محمد. كما تعاون خليلي مع شركة «روتانا»، إذ حرص في تلك المرحلة على أن تكون جميع متطلبات السوق متوافرة لديه، لكن هذا التعاون لم يدرّ عليه الكثير من الربح كما الإنتاجات الخاصة، لكنه كان من متطلبات العمل، حسب تعبيره.

وأفاد خليلي بأن سعر الشريط بالجملة كان يراوح بين سبعة و10 دراهم، فيما اليوم مازال يقدمه صاحب «شباب الوادي» بأسعار غير مرتفعة رغم ندرتها، إذ يراوح سعره بين 15 و30 درهماً.

فنانون عرب

عدد كبير من الفنانين العرب وزع لهم خليلي في الإمارات، من بينهم نانسي عجرم، وديانا حداد، ووردة، وذكرى، إلى جانب عبدالحليم، وفريد الأطرش، إذ كان يشتري بالجملة ويوزع للمحال، مضيفاً أنه كان يشتري حقوق الحفلات وينسخها ويوزعها، كما اشترى حفلاً للفنان أبوبكر سالم بقيمة 50 ألف درهم، لينتج منه آلاف النسخ ويبيعها.

مازال خليلي يعيش من إنتاج محله المزدحم بالأشرطة، التي تعيد الزائر إلى الزمن الجميل، لافتاً إلى أنه يحتفظ بالآلة التي تحول الأشرطة إلى أقراص مدمجة، ويقوم ببيعها، كما أن لديه زبائن يأتون باحثين عن ذكرياتهم في المحل، فيشترون الأشرطة التي ترتبط بالكثير من الأيام الماضية الجميلة، مؤكداً امتلاكه ما يفوق مليون شريط كاسيت ونسخاً أصلية لإنتاجات فنانين، لكنه يرفض بيعها، بل ينسخها فقط، كما يعمل أحياناً على تأمين مسجلات يمكن وضع الشريط بداخلها، إذ إن هناك من يطلبون هذه الأجهزة التي يرى البعض أنها تنتمي إلى الماضي.

ويطمح خليلي إلى فتح فرع خاص بأشرطة الكاسيت في دبي، مشيراً إلى أن لديه بالفعل محلاً تجارياً مؤجراً في المدينة، لكنه يستخدمه مخزناً، ويود إطلاق محل يقدم من خلاله مخزون الأشرطة لديه وشغفه في هذا العالم للناس والجمهور المتنوع في مدينة بحجم دبي.

أصحاب المعدن الأصيل

ارتبط خليلي بعلاقات مع مجموعة من الفنانين، كان قد عمل على الإنتاج لهم، ولفت إلى أن معظم هذه العلاقات باتت شبه غائبة باستثناء بعض الفنانين، منهم ميحد حمد الذي ساعده في الإنتاج، كما يقدم له كل إنتاجه كي يوزعه، إلى جانب خالد محمد، الذي مازال يتواصل معه دائماً ويرسل له أغنياته، بالإضافة إلى راشد الماجد الذي يتواصل معه من أجل بعض الأعمال بين فترة وأخرى.

عبدالله خليلي:

• «أطمح إلى فتح فرع خاص بأشرطة الكاسيت في دبي، لأقدم شغفي لجمهورها».

• «وزعت لنجوم في عالم الفن، منهم ميحد حمد وراشد الماجد وعبدالله بالخير».


• الاستوديو الخاص به أتاح له التعامل مع مطربين من الإمارات والخليج.

• زبائن مازالوا يحنّون إلى الزمن الجميل، ويبحثون عن ذكرياتهم في شريط كاسيت.

تويتر