نادي دبي للصحافة يعقد أولى جلساته الرمضانية

«دراما التلفزيون والمنصّات».. تسويق واختلاف إيجابي في المحتوى

صورة

طرحت أولى الجلسات الرمضانية، التي نظمها نادي دبي للصحافة، أول من أمس، في مبنى «ون سنترال» بدبي، تحت عنوان «الدراما العربية بين التلفزيون والمنصّات الرقمية»، العديد من الأسئلة حول الدراما التي تبث عبر المنصّات، وفيما إذا كانت ستؤثر في وجود التلفزيون في الأعوام المقبلة، إلى جانب الإنتاج الدرامي وطريقة تسويقه عبرها، والجرأة في الطرح، الذي يعدّ من المكتسبات التي حصلت عليها الدراما من وجود هذه المنصّات.

ووجّهت مديرة نادي دبي للصحافة، ميثاء بوحميد، الشكرإلى جميع المشاركين، مشيرة إلى أن المجلس الرمضاني لنادي دبي للصحافة يشكل إضافة فكرية ومعرفية عبر نقاشات تتعرّض لموضوعات تلامس المجتمعات العربية.

وأضافت: «سيستمر النادي من خلال مجلسه الرمضاني خلال الأيام المقبلة في تهيئة المناخ لحوار إيجابي وشفاف يجمع أهل الإبداع والإعلام والثقافة، لمناقشة قضايا وموضوعات تشغل المواطن الإماراتي والعربي بصورة عامة»، مؤكدة حرص النادي على توطيد الروابط والعلاقات وإثراء الأفكار، من خلال استضافة شخصيات مؤثرة، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والمبدعين».

مشروع تجاري

خلال مشاركته في الجلسة، قال مدير عام قنوات «إم بي سي»: «إن المنصّات الرقمية أصبحت واقعاً لا مفر منه، ما دفع حكومات للدخول على خط دعم المنصّات الرقمية، سواء الموجودة حالياً، أو الاستثمار في ابتكار منصّات جديدة»، مشيراً إلى أن اختلاف الإنتاج العربي والمحتوى المعروض ما بين التلفزيون والمنصّات الرقمية مسألة يتحكم فيها العنصر المالي أولاً وأخيراً، لأن المنصّات الرقمية بالنهاية هي مشروع تجاري وتبحث عن الربح وليس فقط على كم ونوع الإنتاج.

وأضاف جابر: «صحيح أن فيروس (كورونا) وما تبعه من تداعيات شكل تحدياً للشاشة العربية من ناحية الإنتاج، ولكن في الوقت نفسه كان له تبعاته (الإيجابية) إعلامياً من ناحية عدد ساعات المشاهدة التي ارتفعت في المنطقة، بسبب ظروف الحجر الصحي في معظم البلدان»، مؤكداً أنه ثمة فوارق شديدة ما بين عمل المنصّات الرقمية والقنوات التلفزيونية، فالمحتوى المعروض على التلفزيون لابد أن يُقدّم على المنصّات الرقمية، ولكن العكس غير صحيح، فالقصص التي ترويها وتنتجها المنصّات الرقمية تتميز بسقف عالٍ من الجرأة في الطرح والتناول، كذلك يتميز المحتوى المعروض في هذه المنصّات بقربه من الواقع، لذلك يرغبه عدد كبير من المتابعين، لاسيما الشباب، مشيراً إلى أن نجاح المنصّات الرقمية في المنطقة العربية مرتبط بكم الأعمال الحصرية.

أما ممثل تلفزيون أبوظبي، عيسى الكايد، فتحدث عن المنصّات التي تتسع للجميع، مشيراً إلى أنهم في «أبوظبي للإعلام» يتوجهون إلى الجميع من خلال المنصّة المجانية، مع الإشارة إلى اهتمام المنصّة بوجود محتوى حصري. وعن تحديات «كورونا»، فلفت إلى أن عمل المنتجين والتلفزيونات بات مختلفاً في الفترة الأخيرة، فباتوا يشترون المسلسل جاهزاً، وبالتالي أن جائحة «كورونا» كانت فرصة للتفكير بكيفية التصرف في السنوات المقبلة، ووضع الاستراتيجيات المفيدة للتلفزيون والمنصّة في آن.

استقلالية

أما الممثل السوري عابد فهد، فرأى أن التلفزيون هو حالة اجتماعية وعائلية كبيرة، بينما المنصّة تحمل حالة من التوحّد والاستقلالية، وهناك شريحة في المجتمع ظلمت من خلال المنصّات، وهو شأن تجاري، موضحاً أنه كممثل يهتم إلى عرض أعماله على أهم وجميع المنصّات ليشهده كل الناس والمتابعين، ولكن هي عملية تقوم على الاستثمار. واعتبر أن التنافس بين المنصّات يقوم على الجرأة، وليس بسبب الارتباط بالإغراء، وإنما من خلال ترجمة بعض المشاهد الواقعية التي كان يمنع تقديمها بسبب المحاذير، معتبراً أن الحواجز تمنع التعبير، إذ يبقى هناك شيء مفقود. وأكد فهد أن المشاهد لا يشبع من الأعمال التي ترصد الواقع، ولهذا فإن الأعمال الغارقة في الواقع تنتشر على نحو كبير، فالعمل يحمل قيمته كلما كان يحترم المشاهد. ورأى أن الحرية هي الأساس في العمل الدرامي، وإلا ستبقى الدراما تدور في حلقة مفرغة.

منتجون جدد

المنتجة ميساء مغربي، تحدثت عن المجتمعات وتعاطيها مع المنصّات، مشيرة إلى أن آلية المجتمع تختلف، ففي مصر وشمال إفريقيا بطاقات الائتمان المصرفية ليست منتشرة كثيراً، وبالتالي لا يمكن لهم الاشتراك في المنصّات، كما يتاح ذلك في السعودية على سبيل المثال، وبالتالي هناك نقطة اختلاف على المفهوم. وحول الاختلاف في الإنتاج للتلفزيون والمنصّات، أشارت إلى أن طريقة الإنتاج تعتمد على المنصّات وطريقة عرض محتواها،

ومازال هناك طلب على وجود 30 حلقة، حتى وإن تم تقسيمها عبر المنصّة الى أجزاء ثلاثة، معتبرة أن المنصّات صبّت في مصلحة المنتجين العرب كلهم، فجزئياً كان هناك احتكار لمنتجين معينين، ووجود المنصّات منح الفرصة لمنتجين جدد بالظهور، وبالتالي بث دم جديد في هذا المجال.

آفاق جديدة

أما الممثلة أسيل عمران، فرأت أن المنصّات أجبرت بعض المنتجين على توسيع آفاقهم في ما يخص الممثلين، فكان هناك دائماً إطار ثابت لمجموعة من الأسماء التي توجد في الأعمال بشكل تلقائي مع بعضها بعضاً، فأتت المنصّات وأعطت جزءاً من الحيوية في المجال، كما أنها زادت من الجرأة في الطرح، فبات هناك تقبل لبعض الأفكار التي كان هناك نوع من العجز عن طرحها عبر التلفزيون.

من جهته، الممثل أحمد الجسمي، أكد أن المنصّات لن تحل مكان التلفزيون، فهناك تلفزيونات حكومية ولها برامجها وأهدافها وسياستها، قد تكون المنصّات قد سحبت البساط قليلاً، ولكن التلفزيونات ستبقى قائمة، فهناك مبدعون والإنتاج الدرامي يتطلب من يهتم إلى فتح الأبواب الرقابية واعتماد أطروحات تناسب الشباب.

في المقابل، رأت الممثلة ديما بياعة، أن المنصّات سهلت على المشاهد متابعة العمل الدرامي، موضحة وجود جهات مقرصنة، معتبرة أن هناك إمكانية للحماية من القرصنة، خصوصاً أن الجيل الجديد بعد 2000 هو أكثر توجهاً للمنصّات، وهذا انعكس على الإنتاج، خصوصاً مع إنتاجات درامية خارج السباق الرمضاني.

هروب من الواقع

تحدثت لجين عمران كمشاهدة عن كونها تهرب من الواقع إلى عالم مختلف تعيشه، من خلال الأعمال الدرامية أو الأفلام أو الكتاب، ولفتت إلى أنها تتعرف إلى الثقافات المختلفة دائماً من خلال الدراما، فالمنصّات منحت المشاهد فرصة التعرف إلى ثقافات لا تتم رؤيتها من خلال التلفزيون، ومنها المسلسلات المترجمة. وتحدثت عن أهمية رفع المنصّات للجرأة والحرية، مقارنة بالماضي، حيث كان هناك الكثير من الأعمال التي منعت أو لم تصور من الأساس.

• الجيل الجديد أكثر توجهاً لمتابعة الدراما عبر المنصّات.

تويتر