3 شباب إماراتيين أطلقوا له علامة عصرية
الشماغ... توقيع غير مكتوب للشاب الخليجي
يمكن اعتبار «الكندورة» الإماراتية، أو الثوب الرجالي، إحدى أهم قطع الملابس اليومية الرئيسة التي لم تتغير كثيراً منذ مئات السنين، ومع اختلاف قصاتها وتصاميمها، تبقى إلى جانب رفيقها غطاء الرأس (الشماغ)، من أهم ما يرمز إلى مظهر الرجل الخليجي عامة، لتتحول الأخيرة تحديداً إلى مشروع اجتمع على إطلاقه ثلاثة شباب إماراتيين.
أحمد الهاشمي، وخالد بلهول، ومشعل المرزوقي، جمعتهم مقاعد الدراسة وسنوات من الصداقة، وأيضاً الفكرة في تحويل هذا المنتج الأساسي في حياة أي رجل إماراتي إلى المحور الرئيس لمشروعهم، إلى جانب شغفهم بإبراز الموروث الشعبي الرجالي بطريقة عصرية مختلفة، تتناسب مع مكانته ضمن تقاليد مجتمعات المنطقة في الوقت ذاته.
وقال الشريك المؤسس لعلامة «سيجنيتشر ياشماغ» Signature Yashmagh أحمد الهاشمي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه لطالما وجد أن مفهوم ارتداء الملابس الخليجية خاطئ بالنسبة للغرب، موضحاً «هذا دائماً ما نراه في الأفلام الأجنبية، إذ غالباً ما يرتدونها بطريقة مضحكة وبعيدة عن الواقع، وهو أيضاً ما نلاحظه على السياح وأفراد الجاليات الأخرى».
وأضاف أنه على الرغم من أن فكرة المشروع «تستهدف الشباب الإماراتي بشكل خاص، إلا أنها أيضاً تركز على تصحيح الفكرة والشكل الحقيقي لطريقة ارتداء الشماغ، لجميع المهتمين بمعرفة ثقافتنا، وارتداء الزي الإماراتي بالطريقة الصحيحة».
تسويق الحضارة
أكد الهاشمي، أن فكرة المشروع التي درسوها لما يزيد على ستة أشهر، والذي انطلق في مايو 2019 «استُلهمت من ملاحظاتنا تجاه طريقة ارتداء السياح للزي الإماراتي، مع شماغ بجودة ضعيفة لا يمت للباس أهل المنطقة بصلة، ما يعكس حبهم ورغبتهم في خوض تجربة إماراتية متكاملة، وإعجابهم بالثقافة الإماراتية، إلا أن عدم ارتداء الشماغ المناسب يحد من الظهور المتكامل للباس الإماراتي، ويشكل تحدياً لنا لتسويق حضارتنا بشكلها المثالي لكل المهتمين بها، من هنا أطلقنا فكرة مشروعنا الذي يعنى بتوفير الشماغ الإماراتي الأبيض وملحقاته».
وبين أن التحدي الذي واجهه وشركاؤه في المشروع كان في تغيير الصورة النمطية للشماغ والغترة من لبس تقليدي عادي إلى قطعة حديثة وعصرية ولها قيمتها وعلامتها الخاصة، لافتاً إلى أن الغترة الخاصة بهم تتميز بلونها الأبيض الذي يتناسب ومختلف درجات الثوب التقليدي، «كما أنها مصنوعة من أجود أنواع القطن بنقوش كلاسيكية فريدة، وتتميز بخفة وزنها وثباتها على الرأس وسعرها الملائم الذي يجعلها في متناول الجميع، فهدفنا هو تسويق الشماغ الإماراتي بكامل تفاصيله والذي يعرف بلونه الأبيض وتمييزه عن بقية الأزياء العربية أو الخليجية».
عند التسوق
كحال غالبية المشاريع الإماراتية الحكيمة، كانت انطلاقة المشروع عام 2019 على المنصات الرقمية، إذ أطلق الشركاء الثلاثة متجرهم على «إنستغرام» أولاً، ومن ثم الموقع الإلكتروني «لتنتشر العلامة بين الشباب، وتتضاعف الطلبات، بشكل أعاننا على افتتاح متجرنا في الطابق الثاني في دبي مول خلال عامين فقط، وبدعم وكمية العملاء وبدعم من المؤسسة الاتحادية للشباب».
رغم جائحة كورونا التي كان لها تأثيرها القوي على السوق المحلي والعالمي، خاصة في فترات برنامج التعقيم الوطني، فإن الوضع كان مختلفا بالنسبة لـ«سيجنيتشر ياشماغ»، إذ اعتبر الهاشمي أن انطلاقتهم الرقمية أعانتهم على أن يكون لهم «بنية تحتية قوية تعتمد على طلبات الزبائن الإلكترونية وخدمة التوصيل، بالإضافة إلى محتوى ما نقدمه من شماغ وملحقاته، فكلها منتجات بنوعها استهلاكية، أي أن استهلاكها شبه يومي، لا تقتصر على وقت أو فترة زمنية أو مناسبة معينة، ويحتاج إليها الزبون بشكل مستمر».
ونوه بأن اسم العلامة التجارية يأتي من فكرة «التوقيع»، معتبرين أن الشماغ بحد ذاته «هو توقيع الشاب الخليجي والذي يبرز هويته، والذي نسميه التوقيع غير المكتوب، بل الملموس».
التعريف بهويتنا
من ناحيته، قال الشريك المؤسس في المشروع مشعل المرزوقي إن «التعريف بالزي الوطني يعني التعريف بهويتنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وبأصالة شعبنا.. نعرف من خلاله كل من حط رحاله على أرض الإمارات بتراث بلدنا، وموروث آبائنا وأجدادنا الأصيل، ويتخذ الزي الوطني اليوم موضع فخر واعتزاز وحضور بارز في جميع المحافل المختلفة، كما أننا نرى ونلتمس حرص كثيرين من السائحين على ارتدائه أو القيام بشرائه كهدايا رمزية لأحبائهم في دولهم، ونريد للسياح القادمين للإمارات العودة حاملين قطعة إماراتية حقيقية أصيلة».
قائمة منتجات
عدّد الشريك المؤسس للمشروع خالد بلهول عدداً من المنتجات التي تقدمها العلامة بالإضافة إلى الشماغ وهي «البخاخ الخاص بالشماغ والذي يحتوي بتركيبته على المسك الصافي الممزوج برائحة الجلد الإيطالية الرجالية، مع بتلات ياسمين مخففة وعصارة الخوخ، يتميز بثباته ويدوم لمدة 24 ساعة». وأضاف «لدينا أيضاً المخلط الذي يتلاءم بمكوناته مع كل الفصول، وهو إسباني المنشأ يدخل في تكوينه خشب الأرز، والمسك الخالص، والصندل النقي الممزوج بنوعية فريدة من العود الكمبودي الخالص». وتابع بلهول «لدينا صندوق (سيجنيتشر ياشماغ) الذي تختلف محتوياته تبعاً للمناسبة والفصل، فنقدم من خلاله خيارات هدايا تتيح للمتعاملين الاحتفاء بأحبائهم وتقديم الجديد لهم من خلال هذا الصندوق ومحتوياته المرتبة بشكل أنيق وعصري».
بعيداً عن المبالغة
قال أحمد الهاشمي إنهم ركزوا في مشروعهم على تقديم الشماغ الإماراتي بلونه الأبيض وبشكل كلاسيكي دون إضافات قد تشوه الفكرة الرئيسة منه، «كما حرصنا على تسويق العلامة التجارية كعلامة شبابية تقدم منتجاتها وتضع أسعارها بما يجعلها في متناول الجميع، بعيداً عن المبالغة ورفع الأسعار بطريقة غير مبررة».
أحمد الهاشمي:
«نسعى إلى التعريف بطريقة ارتداء الشماغ الصحيحة لجميع المهتمين بمعرفة ثقافتنا».
مشعل المرزوقي:
«التعريف بالزي الوطني يعني التعريف بهويتنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وبأصالة شعبنا».
خالد بلهول:
«المشروع لم يقف عند حد الشماغ، بل عمل على تقديم عدد من المنتجات التي تقدمها العلامة».
• الزي الوطني موضع فخر واعتزاز وحضور بارز في جميع المحافل المختلفة.
• تغيير الصورة النمطية للغترة من لبس تقليدي عادي إلى قطعة حديثة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news