الحيوانات العملاقة تواجه خطر الانقراض

تموت الفيلة في كينيا.. لكي يأكل الأوروبيون الأفوكادو

صورة

إذا كان بعض الفيلة في كينيا ينجو من الصيد الجائر والرماح والجفاف، فإن ظاهرة جديدة غير متوقعة تهدّدها، وتتمثل في الطلب المتزايد على الأفوكادو.

بعيد بزوغ الفجر، يطل الفيل «تولستوي» بهيكله العملاق ونابيه اللذين يكادان يلامسان الأرض، داخل متنزه أمبوسيلي الكيني على سفح جبل كيليمنجارو، حيث يعيش وسط الطبيعة البرية منذ ما يقرب من نصف قرن.

وقد قاوم لسنوات رماح الصيادين غير القانونيين وموجات الجفاف، غير أن التهديد الأكبر عليه يتمثل في الطلب المتنامي على الأفوكادو.

وتشكل مزرعة بمساحة 73 هكتاراً قرب متنزه أمبوسيلي الشهير الزاخر بأجناس كثيرة من الحيوانات البرية، محور معركة قضائية.

ويؤكد مناهضو المزرعة، وهم مالكو عقارات ومجموعات بيئية، أن المزرعة تعيق تنقّل الفيلة، وتتعارض مع الاستخدام التاريخي لهذه الأراضي.

غير أن مموّلي المزرعة ينفون ذلك مؤكدين أنها لا تهدد الحيوانات البرية في المكان، وتوفر في المقابل وظائف ضرورية في أراضٍ غير مستغلة.

وباتت الفيلة الإفريقية على «القائمة الحمراء» الصادرة عن المنظمة للأجناس التي تواجه خطر الانقراض.

وصُنّفت فيلة الأدغال، وهو الجنس الموجود قرب أمبوسيلي، ضمن قائمة الأجناس «المهددة» بالانقراض، بعدما تراجعت أعدادها بنسبة لا تقل عن 60% خلال السنوات الـ50 الأخيرة.

الذهب الأخضر

وتحتل كينيا موقعاً متقدماً بين قائمة الدول المصدّرة للأفوكادو، وقد ازدادت صادراتها بدرجة كبيرة مع الشغف المتنامي بهذا النوع من «الأطعمة الخارقة» الذي بات من المكونات المهمة على قوائم الطعام حول العالم.

وتشغل كينيا المركز السادس على قائمة الدول الأكثر تصديراً للأفوكادو إلى أوروبا، وقد ارتفعت هذه الصادرات بنسبة 33%، لتصل إلى 127 مليون دولار في أكتوبر 2020.

وخلال هذه السنة الاستثنائية حصلت شركة «كيلي آفو فريش ليمتد» على إذن من الهيئة الوطنية لإدارة البيئة (نيما) لإقامة مزارع لها على أراضٍ باعها أشخاص من إثنية ماساي.

وجرى نزع المزروعات من الأرض ومن ثم تسييجها، وبعدها جُهزت بألواح شمسية وبمشتل مع حفريات لاستغلال المياه الجوفية. وفي سبتمبر، أمرت هيئة «نيما» نزولاً عند حملة ضغوط، شركة «كيلي آفو» بتعليق أنشطتها ريثما يتم الانتهاء من درس الملف. وطعنت الشركة بالقرار أمام المحكمة البيئية في كينيا التي تنظر حالياً في القضية. وفي صباح أحد أيام مارس، لوحظ وجود جرارات زراعية تحرث الأرض، فيما كان عمّال زراعيون يسقون أشجار الأفوكادو الصغيرة.

أما أصحاب الأراضي المجاورة والخبراء في الحياة البرية فلهم موقف حاسم: لا إمكان للتعايش بين الأمرين.

ويحذر هؤلاء من أن زراعة الأفوكادو تستهلك كميات كبيرة من مياه الريّ وتهدد تالياً هذا النظام البيئي المدرج على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي والذي يواجه أصلاً موجات جفاف متكررة. كذلك اصطدمت الفيلة بالسياج الكهربائي الذي وضعته «كيلي آفو»، في دليل برأي هؤلاء على وجوده على الطرق التي تسلكها الفيلة لدى مغادرتها أمبوسيلي للتكاثر أو للبحث عن الماء أو المراعي. وتقول بولا كاهومبو التي تدير منظمة «وايلدلايف دايركت» غير الحكومية: «يمكنكم تصوّر موت الفيلة في أمبوسيلي لكي يأكل الأوروبيون الأفوكادو؟».

«محاصيل ستضيع»

وقد جعل أكثرية السكان من إثنية ماساي في محيط مزرعة «كيلي آفو»، من أراضيهم محميات خاصة مفتوحة يمكن للحيوانات البرية ورؤوس الماشية التنقل فيها بحرية.

• الزراعة التجارية في كينيا أخطر بكثير على الحيوانات من الصيد غير القانوني.

تويتر