مبنية من الجبس والحجارة المرجانية والأخشاب التي تستورد من شرق إفريقيا

بالصور.. أسواق أم القيوين القديمة.. 120 عاماً تنبض بالحياة

صورة

شهدت إمارة أم القيوين، عبر السنين، تميزاً لافتاً في أسواقها القديمة، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 120 عاماً، حيث كانت مركزاً للتجارة في ذلك الوقت، بسبب الموقع الاستراتيجي المميز للإمارة.

وكالة أنباء الإمارات (وام) تجولت في الأحياء القديمة بأم القيوين، رصدت خلالها أسواقها القديمة، من خلال شهادات أشخاص عاصروا مراحل تطور تلك الأسواق بأشكالها المختلفة، وكانوا جزءاً منها.

وقال المواطن عبدالرحمن الزرعوني، من أهالي إمارة أم القيوين، إن إمارة أم القيوين كانت في الماضي تضم عدداً من تلك الأسواق القديمة، التي كانت تعتبر مركزاً مهماً للتجارة في المنطقة، مضيفاً أن السوق القديم وما يحتويه من دكاكين يقع بوسط المدينة ويسمى «العرصة»، وهي بقعة واسعة بين الأحياء السكنية تباع فيها الخضراوات والفحم والحطب والثمام، وكانت عبارة عن بسط، حيث يفترش الباعة البسط على الأرض ويعرضون المنتجات التي بحوزتهم.

وأضاف أن من ضمن الأسواق القديمة، كان هناك سوق السمك الذي ينبض بحركة بين التجار والباعة والمشترين، ويتميز بنشاط كونه يلبي الحاجة اليومية للأهالي، كما كان يوجد سوق للتمر تباع فيه جميع أنواع التمور المستوردة من البصرة، إضافة إلى التمر والدبس المحليين، من مزارع فلج المعلا.

وأشار الزرعوني إلى أن من جملة الأسواق القديمة في الماضي كان يوجد سوق البانيان «الهنود»، ويتكون من دكاكين عدة تباع فيها مختلف أنواع البضائع، والمواد الغذائية، وظل سوق البانيان حتى أواخر الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك انتقل إلى أماكن أخرى، كما كان يوجد بالسوق القديم بعض المقاهي الشعبية التي يتجمع فيها الأهالي لتمثل بدورها ملتقى للتبادل التجاري والثقافي. وأوضح أنه كانت توجد دكاكين للطواويش، يتجمع فيها تجار اللؤلؤ من جميع إمارات الدولة، يعرضون تجارتهم للبيع.

وذكر أنه كان هناك ما يسمى العمارة أي المبنى القديم الكبير الذي تباع فيه المواد الغذائية وأدوات الصيد ومعدات السفن، كعمارة المرحوم محمد الزرعوني، التي كانت تقع في الجهة الغربية من أم القيوين، مشيراً إلى أنه كانت توجد عمارة أخرى للمرحوم عبدالرحيم الزرعوني تباع فيها الأحجار المرجانية والبيم والصل، التي تجلب من سيحوت باليمن ومستلزمات البناء القديمة لبقية الأسواق المجاورة، والتي يتم نقلها براً أو بواسطة السفن بحراً.

وأشار إلى أن السوق القديم يتميز بمركزه وسط المدينة، ووقوع جزء منه بالقرب من خور أم القيوين، ما يسهل على التجار عمليات النقل. وأوضح أن جميع المحال مبنية من الجبس والحجارة المرجانية، والأسقف من الأخشاب التي تستورد من شرق إفريقيا (السواحل)، لتستخدم كدعامة لسقوف المباني في ذلك الوقت كالجندل والمربعة.

ترميم.. وتجديد

أكدت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين أهمية الحفاظ على ما تبقى من المحال القديمة في منطقة أم القيوين القديمة، وإعادة تجديدها ومواكبة التطور والحداثة في مجال الحفظ والترميم، حسب المعايير الدولية، نظراً لأهمية التراث ودوره في الحضارة الإنسانية، وأهمية التراث المحلي باعتباره الصبغة الأساسية للمجتمع والهوية الوطنية.

تويتر