النجمة الأردنية ترى أن «كورونا» ليس حجة لتقديم مسلسلات هابطة

صبا مبارك: غيابي عن الدراما المصرية ليس بإرادتي

صبا مبارك: بسبب «كورونا» التفت كثيرون إلى المنصات الإلكترونية التي انتشرت بشراسة وقوة. أرشيفية

بطموح نجمة شاملة، تتنقل الفنانة الأردنية صبا مبارك بين التمثيل والإخراج والإنتاج، لتثبت أنها تستطيع لعب كل الأدوار، أمام الكاميرا وخلفها، لتنجح في ترك بصمة لها في المشهد الفني، سواء في بلدها أو في عاصمة الفن العربية القاهرة، عبر

مشاركات مميزة في مسلسلات عدة، في مقدمتها: «حارس الجبل» البدوي، و«أفراح القبة» و«العهد» و«حكايات بنات» و«طايع».

وفي مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، أكدت صبا مبارك أن غيابها منذ عامين تقريباً عن الدراما المصرية ليس إرادياً، بسبب التزامات وأعمال فنية أخرى، سواء بالتمثيل أو الإنتاج، مضيفة أن أزمة «كورونا» بريئة من المسلسلات التي كانت دون المستوى، وقدمت على عجل خلال الفترة الماضية.

وعن أحدث أعمالها «حارس الجبل» أوضحت صبا أنه عمل خليجي، من تأليف حازم فضة، وإخراج سائد الهواري، وشارك في بطولته باقة من النجوم العرب، مضيفة «يمثل العمل عودة للدراما البدوية التي أعشقها، وذلك بعد غياب، وقد أحببت هذا المسلسل جداً وشخصيتي فيه؛ لأنني أقدم دوراً لم أجسّده من قبل، وكان هذا رهاني من البداية».

وأشارت إلى أن «العمل كان مملوءاً بالتحديات؛ فقد جسّدت شخصية فارسة اسمها رمال، وهي متميزة جداً، وامرأة قوية تنتمي إلى إحدى القبائل البدوية، وظهرت تلك الفارسة في عام سمي بعام الموت، شهدت فيه المنطقة ظروفاً صعبة جداً مثل الجوع والمرض والجفاف، وهذه الأمور أدت إلى ما يُسمى حرب البقاء فقامت حروب وغزوات».

ولفتت إلى أنها بعد قراءة السيناريو في المرة الأولي أعجبت بالشخصية، وشعرت بأنها أمام عمل تاريخي فريد من نوعه ويتناول فترة غير مستهلكة درامياً.

شبه حلم

عن تحضيراتها لشخصية امرأة بدوية وفارسة ومحاربة في الوقت عينه، أوضحت: «كان الأمر شبه حلم بالنسبة لي، وتساءلت كثيراً كيف سأقدم كل هذه الأمور وأتدرّب لأكون مقنعة بدرجة كبيرة للجميع ولنفسي في البداية، وكما قلت العمل في حد ذاته تحدٍ لي لهذا قبلت رغم المخاطرة، وكان عليّ أن أتعامل مع نفسي على أنني فارسة محاربة تتعامل مع السيوف والخيول والمعارك والصحراء والمغامرات، وبدأت بالتحضير الفعلي بركوب الخيل والتدرّب على المبارزة وحمل السيوف والخناجر».

وحول مخاوفها من الدور رغم التحضيرات، اعترفت النجمة الأردنية: «بالفعل كان لدي قلق كبير من رد فعل الجمهور، وهل سيتقبل ظهور امرأة فارسة تركب الخيول وتحمل السيوف وتبارز الرجال في الصحراء، فهذا الدور غريب على المرأة العربية والفن والدراما العربية بوجه عام، ولكنني لا أخاف من دور جديد وثري، ويجب أن أكون شجاعة لأقبل تحديات قد تكون فريدة في حياتي الفنية، ولهذا تناسيت كل شيء وقدمت الدور بشرط وهو أني تعمدت أن تكون الشخصية عفوية وطبيعية حتى يصدقها الجمهور، كما تعمدت أن أبدو صلبة وقوية بقوة الرجال نفسها في الحروب لأكون مقنعة».

وتابعت «عشت فترة رعب، بالإضافة إلى الإرهاق الشديد في التصوير حتى عرض المسلسل، والحمد لله أن الدور أعجب الناس، والمسلسل حقق نجاحاً كبيراً، وهنا شعرت بسعادة تقديم عمل مخيف ومغامر وشاق وممتع في الوقت عينه».

وبخصوص تحديات أزمة «كورونا» أثناء تصوير «حارس الجبل» حيث كانت ذروة الموجة الأولى من الفيروس، والتي سببت صعوبات كثيرة لأسرة العمل، قالت صبا: «عانينا صعوبات كثيرة أثناء التصوير، خصوصاًة أنه تم بالكامل تقريباً في ظل انتشار الجائحة التي هاجمت الجميع حول العالم، وأثرت فينا وأثارت القلق في نفوسنا، ويكفي رعب الخوف من العدوى والشك في المحيطين، وكان لزاماً علينا أن نقوم بكل الإجراءات الاحترازية ومنها التعقيم والتباعد، واضطررنا أيضاً إلى ضغط الوقت في التصوير والالتزام بالدقة في الديكورات والمشاهد والتفاصيل، بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية التي كانت أحياناً تضطرنا للإعادة».

أما عن الأعمال الفنية التي ظهرت دون المستوى أخيراً، بسبب أزمة «كورونا» والاضطرار إلى تغيير مشاهد واستبدال أحداث، حتى يمكن إكمال المسلسل بأي صورة قبل عرضه، رأت صبا مبارك أنه «بكل أسف تسبب الفيروس في وجود أعمال بها إسفاف أو استسهال، و(كورونا) بالفعل أثّر في ضعف الدقة والتسرع والتباعد غير المنطقي بين الشخصيات، لكنه ليس مسؤولاً عن وجود أعمال ضعيفة بالكامل، وفي رأيي يجب ألا نلقي اللوم بالكامل على (كورونا) في وجود أعمال دون المستوى أو بعض الأعمال الرديئة المعلبة».

وأشارت إلى أن الجانب الإيجابي الوحيد في الحجر الصحي والجلوس بالمنازل أثناء الجائحة «كان فرصة لصناع المحتوى، لأن الناس تشاهد بتركيز كبير، وللأسف لاحظوا الكثير من العيوب في أعمال عدة.. وبسبب (كورونا) ربما التفت كثيرون إلى فوائد المنصات الإلكترونية التي انتشرت بشراسة وقوة، وحققت نجاحاً منقطع النظير لدرجة عرض أعمال عالمية لنجوم كبار على شاشات المنصات».

تغيبت صبا لنحو عامين عن الدراما المصرية منذ مسلسل «طايع» مع الفنان عمرو يوسف، وعن هذا الغياب وهل قاطعت الدراما المصرية، قالت «لا يمكن أن أقاطع الدراما المصرية أو يكون بعدي عنها إرادياً، فأكيد هناك أسباب غير مقصودة للغياب، فأنا أحبها، إذ قربتني جداً من الجمهور المصري والعربي، وبعد نجاح (طايع) كنت أتمنى التواجد بعمل قوي، لكن كنت مشغولة ومرتبطة ببعض الأعمال زمنياً، مثل إنتاج مسلسل (عبور) عن اللاجئين في الأردن، إضافة إلى فيلمي (بنات عبدالرحمن) و(أميرة)، وهذا سبب غيابي الوحيد عن الفن المصري أخيراً، لكنني بصدد التحضير لبعض الأعمال، إذ أقرأ عدداً من السيناريوهات حالياً».


لا خطوط حمراء

قالت الفنانة صبا مبارك عن الخطوط الحمراء وطريقتها في اختيار الأدوار ما بين السينما والتلفزيون: «لا توجد خطوط حمراء بخلاف الجودة والتميز والاختلاف في الدور، وما يهمني في الاختيار هو طبيعة الدور ونوعيته واختلافه، وهل سيؤثر في مسيرتي ويضيف إلى مخزون شخصياتي الدرامية، وهل سيقدم لي إشباعاً وإحساساً بغضّ النظر عمّا إذا كان تلفزيونياً أو سينمائياً. وبناء على هذه القاعدة أختار الدور الأنسب والأفضل من بين المعروض عليّ، وأكيد هناك شروط مهمة فنية واحترافية مثل فريق العمل والسيناريو والإنتاج والزملاء».

«مسلسل حارس الجبل دفعني إلى التدريب على ركوب الخيل والمبارزة».

«بكل أسف تسبب الفيروس في وجود أعمال بها إسفاف أو استسهال».

تويتر