قدماء المصريين عُرفوا بأنهم شعب محب للفرح والحياة

«الأقصر» عرفت احتفالات «رأس السنة» قبل أكثر من 3500 عام

معابد هابو في الأقصر تضم تسجيلاً على جدرانها لـ282 عيداً عرفتها مصر القديمة. أرشيفية

قال أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، الدكتور مصطفي وزيري: «إن محافظات مصر التاريخية مثل: الأقصر، المنيا، أسوان، الجيزة، سوهاج، وقنا، عرفت الاحتفال بقدوم عام جديد قبل آلاف السنين».

وأشار وزيري، على هامش تفقده لعدد من المشروعات الأثرية في مدينة الأقصر، صباح أمس، إلى أن مدينة الأقصر كانت تشهد احتفالات شعبية في رأس السنة والأعياد وبدايات الفصول قبل أكثر من 3500 عام.

وأضاف أن «مدينة الأقصر اشتهرت على مر التاريخ بأنها مدينة للاحتفالات والمهرجانات، وكانت بدايات العام الجديد، ومواسم الأعياد مناسبة لإقامة مهرجانات واحتفالات صاخبة تستمر لأيام»، مشيراً إلى أن بعض مظاهر الاحتفال ببعض الأعياد في المدينة كانت تستمر قرابة شهر كامل.

وكانت تلك الاحتفالات تتحول إلى مواسم للتعارف والحب والخطبة والزواج، وكانت مظاهر الفرح تقام داخل المعابد وخارجها، وأن مجموعة معابد هابو في غرب مدينة الأقصر، تضم تسجيلاً على جدرانها لـ282 عيداً عرفتها مصر القديمة.

وأشار وزيري إلى أن قدماء المصريين عُرفوا بأنهم شعب محب للفرح والحياة، فكان يحتفل بمناسبات عديدة على مدار العام، وفي بدايات الفصول والشهور والمواسم الزراعية.

ولفت إلى أن الأقصر المعاصرة تشهد مهرجانات وكرنفالات شعبية حاشدة، بعضها يحمل كثيراً من مظاهر احتفالات أجدادهم من قدماء المصريين، مثل موكب سيدي أبي الحجاج، الذي يُقام منذ أكثر من 800 عام وحتى اليوم، وفيه يطوف الناس شوارع المدينة وهم يجرون خلفهم مراكب سيدي أبي الحجاج في الشوارع، وذلك على غرار موكب آمون، حين كان يخرج من معابد الكرنك لزيارة معبد الأقصر، فيما يُعرف بعيد الأوبت.

ورأى وزيري أن عيد الأوبت من أهم الأعياد الدينية لدى قدماء المصريين، بجانب عيد «الوادي»، الذي كان يجري أيضاً في الأقصر، موضحاً أنه في عيد الأوبت (حب - نفر - إن - أبت) كان ينتقل آمون - رع، من مقره في معابد الكرنك ليزور زوجته الملكة «موت» في معبد الأقصر، في طقس سنوي يجدد فيه حيويته وقوته، ثم يعود إلى مقره بمعابد الكرنك، في احتفالات كانت تستمر 27 يوماً.

يذكر أن مدينة الأقصر تعدّ أشهر مشتى في العالم، لما تضمه بين جنباتها من عشرات المعابد ومئات المقابر، التي شيّدها ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، وتفرّدها بأنماط سياحية متنوّعة، مثل السياحة النيلية وسط نهر النيل الخالد، وسياحة المغامرات التي تتمثل في رحلات المناطيد، وهي تحمل السياح في جولات لرؤية معالم المدينة من الجو، وسياحة الدواب والحنطور أيضاً.

تويتر