ريم لوتاه.. قصة نجاح من عالم الطفولة

الشغف بعالم الطفولة والشخصيات هو الذي قاد، الإماراتية ريم لوتاه، إلى تأسيس مشروع خاص متعلق بالأطفال وحفلاتهم ومناسباتهم المتنوّعة. بدأت لوتاه مشروعها الذي يحمل عنوان «بلازا دي بارتي»، المختص بتنظيم أعياد الميلاد وحفلات الأطفال من المنزل، فكانت تقوم بتحضير كل مستلزمات الحفلات بنفسها، لتتمكن بعد سنوات قليلة من انطلاقة المشروع من تكوين فريق عمل متكامل، لتصنع من خلال هذا الشغف فرح الأطفال، وتترك لهم الكثير من الذكريات السعيدة في مناسباتهم المميزة.

بدايات

تتذكر لوتاه البدايات الأولى قائلة: «انطلقت بالمشروع بحلم كبير ورخصة انطلاق وعمل من المنزل، التي توفرها الدائرة الاقتصادية للمواطنات اللاتي يرغبن في تأسيس مشروعاتهن من المنزل لفترة معينة. وقتها كنت وحدي مسكونة بالأمل والحماس ولم يكن فريق عمل، وكنت أقوم بكل الإجراءات والمهام الصغيرة والكبيرة بنفسي بدءاً من التسويق والتواصل مع الزبائن، والتحضير للحفل والتسوّق».

وأضافت لوتاه: «كانت الفترة الأولى صعبة جداً، فمعظم الحفلات والمناسبات تقام خلال العطلة الأسبوعية، الأمر الذي جعلني أبتعد عن أسرتي وأصدقائي، خصوصاً في الفترة الأولى من تأسيس المشروع، لكنني عملت وتحملت التضحية بالوقت والابتعاد عن العائلة في البداية، وذلك للحصول على النتائج المرضية، ولقناعتي أن اي مشروع أو فكرة تحتاج إلى بذل الجهد وتحدي الصعوبات التي لابد ان تظهر في بداية الطريق».

تحديات

تتذكر لوتاه تحديات البدايات الكثيرة، أبرزها عدم وجود خبرة كافية في العمل، الأمر الذي يجعل توظيف واختيار المساعدين صعباً نوعاً ما، ويزيد من المسؤوليات، إذ كان لابد من اختيار الوقت الصحيح لبدء توظيف فريق عمل مختص، كما أنه لابد من اختيارهم بعناية، مشيرة إلى أنها مع الوقت باتت أكثر خبرة في التعاطي مع هذا الجانب.

أما أكثر الأخطاء التي ترى لوتاه أنها تعلمت منها مع الخبرة والتجربة، هي التغلب على الخوف، مشيرة إلى أنها بعد التخلص من الخوف والثقة بالنفس صارت أكثر ميلاً للخطوة التالية، المتمثلة في تطوير المشروع وتكبيره، وتشجعت على أخذ حفلات أكبر، مؤكدة أن الخوف يضعف احتمالات التطوّر والنمو.

شغف الطفولة

اختيار لوتاه مجال حفلات الأطفال يعود إلى شغفها بعالم الطفولة، مشيرة إلى أنها خلال الفترة الماضية سمعت كثيراً من النصائح التي طلبت منها أن تتوسع في العمل، لتصل إلى تنظيم حفلات الأعراس، معتبرة أنه كلام غير واقعي، فمجال الأعراس مختلف تماماً، وأن التطوّر في مجال عملها يعني التوسع ضمن اختصاصها، فهذا ما يمنحها مزيداً من الخبرة والثقة المتنامية من الزبائن.

ولفتت إلى أن شغفها الكبير بعالم الأطفال هو الذي دفعها إلى المجال، فهو عالم مميز بالنسبة لها، ويسعدها أن تعمل على تكوين جزء من ذكريات الأطفال.

تفاصيل

تستمد لوتاه بعض أفكار الحفلات من أولادها، فهي تتعرف من خلالهم إلى الأفكار التي تساعدها في تحديد الشخصيات المرغوبة لدى الفئات العمرية المختلفة، وكذلك معرفة الشخصيات المفضلة لدى الأطفال التي تتبدل بين الوقت والآخر.

أما البدء بالتحضير لحفلة معينة وتصميمها، فيكون مع التفاصيل البسيطة، للوصول إلى كل مستلزمات الحفلة، فتختار الشخصية الألوان، ومن ثم تتم طباعة كل شيء على الخشب، لتصل التحضيرات إلى كل التفاصيل الموجودة على الطاولة.

وتقدم لوتاه باقات مختلفة للعائلات تتماشى مع أولويات كل عائلة وميزانيتها، كما تترك للأم الثيمة المناسبة للطفل، فتضع له كل ما يبحث عنه، لافتة إلى أن بعض الزبائن تقوم بتنظيم أعياد ميلادهم على نحو سنوي، وفي كل سنة يكون الطفل شغوفاً بشخصية مختلفة وجديدة، ولهذا تعمل على التجديد باستمرار.

تبدأ الحكاية بالشغف، وبكثير من الإصرار على تحقيق الهدف، مهما بلغت التحديات.. هكذا هي حكايات يختصرها لنا شباب وأصحاب تجارب راهنوا على قدراتهم وبدأوا الحياة المهنية ومشروعاتهم الصغيرة من الصفر، لتكبر مع الوقت ويكبر معها الحلم والطموح. البدايات ليست سهلة، لكنها غالباً ما تكون متسمة بنجاحات بسيطة، تكبر مع مرور الأيام ونضوج التجربة.

أما الوصول إلى ضفة النجاح فهو إنجاز محفوف بكثير من الدعم والتشجيع من المحيطين، والمثابرة في كل يوم. نتعرف في هذه الصفحة إلى قصص الشباب.. طموحاتهم.. تحدياتهم وقصص نجاحهم.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

شغف

وجّهت ريم لوتاه نصيحة أساسية للشباب الراغبين في البدء بمشروعهم الخاص، ومفادها اختيار المجال الصحيح، لأن أي مجال عمل يأخذ كثيراً من الوقت والتضحيات، والطاقة والوقت والجهد، ويجب أن يكون الناس مقتنعين به، وأن يكون مناسباً مع قناعات المرء في الحياة.

وأشارت إلى أن البعض يعتقد أن المشروع يجب أن يكون برأسمال كبير، لكن في الواقع يمكن البدء بمشروع صغير وبميزانية بسيطة إن لم تتوافر الموارد اللازمة، ومع الوقت يكبر المشروع، فالبداية يجب أن تكون مبنية على دراسة للسوق ومدى نجاح المشروع، ولابد من وجود فترة للتجربة والخطأ في البداية، حتى يتم الوصول إلى النجاح الحقيقي في المشروع.

الحفلات و«كوفيد-19»

تأثر عمل ريم لوتاه بجائحة «كورونا»، خصوصاً أن الحفلات قد ألغيت لفترة، واليوم تقتصر على وجود 10 أطفال فقط، وبطبيعة الحال أن قطاع الحفلات والمناسبات يعاني في هذه الفترة، ولهذا نصحت أصحاب هذه الأعمال بتحمّل هذه الفترة، لأنها فترة بسيطة وستمر، موضحة أنه يمكن القيام بالحفلات للأطفال في المنزل. وأكدت لوتاه أن بعض الخدمات مازالت مطلوبة في السوق، كونها مرغوبة من الأطفال، وهي التي ترتبط بالترفيه والألعاب، كما أن عملهم بات محكوماً بكثير من الإجراءات التي تراعي جائحة «كورونا» لمنع انتشار الفيروس.

«الفترة الأولى صعبة جداً، فمعظم الحفلات والمناسبات تقام في العطلة الأسبوعية، الأمر الذي جعلني أبتعد عن أسرتي وأصدقائي».

«شغفي الكبير بعالم الأطفال هو الذي دفعني إلى المجال، ويسعدني أن أكون جزءاً من ذكريات هؤلاء الأطفال».

الأكثر مشاركة