إماراتي شاب في رصيده قائمة من الجوائز ولم يتجاوز 20 عاماً

يوسف القصاب: أحلم بتأسيس خط جديد في المسرح الإماراتي

صورة

لا تقتصر موهبة المسرحي الإماراتي الشاب، يوسف القصاب، على التمثيل فحسب، فهو مخرج وكاتب أنجز العديد من الأعمال المسرحية الناجحة التي كرس بها مواهبه المتعددة سواء في الموسيقى أو العزف أو الرسم و«السينوغرافيا»، ليتأهل لحصد الجوائز والتقديرات المحلية والعربية، مراهناً على لعبة التغيير في النهوض بمستقبل المسرح الإماراتي وآفاق مواهبه الواعدة.

انطلاقة مبكرة

انطلقت تجربة القصاب في المسرح من «مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي»، الذي يعتبره المؤسس لموهبته والداعم الرئيس له في مشوار الفن، فيقول: «يصقل هذا المهرجان، الذي يحتفي بالمسرحيين الصغار في المدارس والمعاهد، مواهب الطلاب ويدعم ميولهم في كل فنون الخشبة، من خلال فعاليات وورش تدريبية ومحاضرات وعروض مسرحية، وقد أسهم انضمامي لأولى دورات المهرجان، منذ انطلاقه في 2010، في اكتشاف مواهبي وصقلها وتنميتها بالشكل الصحيح»، مضيفاً: «انطلقت في البداية في ميدان التمثيل، ثم بدأت أخطو أولى خطواتي في مجال الكتابة المسرحية، لأتعلم تدريجيا قواعدها وتقنياتها وأمارسها بالتوازي مع التمثيل، وصولا إلى مرحلة الثانوية التي بدأت فيها تجربة الإخراج الذي غيّر مقاييس مسيرتي في المسرح».

بين التمثيل والإخراج

وحول تفاصيل تجاربه المسرحية كممثل، وأهم النجاحات التي يستذكرها الفنان الشاب ويفخر بها، قال القصاب: «شهدت العديد من المشاركات في مهرجانات محلية بالإمارات، ومهرجانات عربية ودولية في تونس ومصر والمغرب، كما حصدت عدداً من الجوائز والتكريمات التي كان أبرزها حصولي خمس مرات متتالية على جائزة أفضل ممثل، وأربع مرات على جائزة أفضل كتابة مسرحيةـ وتكريم استثنائي بجائزة (التميز العربي) في فئة التمثيل، التي فزت بها في المهرجان العربي لمسرح الشباب، الذي نظم في مدينة وجدة المغربية».

أما تجربة الإخراج المسرحي التي اقتحمها القصاب اليوم بشكل منفرد، وهو لم يتجاوز سن الـ20، مكرساً فيها نجاحات غير مسبوقة تشهد عليها الجوائز والترشيحات التي حصدها إلى حد اليوم، فقال عنها: «تمكنت من خلال تجاربي في (الشارقة للمسرح المدرسي) من اقتحام مجال الإخراج منذ مرحلة الإعدادية، وصولاً إلى السنة الأولى من المرحلة الثانوية التي انطلقت فيها رسمياً بتجربة الإخراج المسرحي لأحصد ثلاث مرات على التوالي على جائزة أفضل إخراج، في الوقت الذي قدمت في (مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي) مسرحية (زنزانة 7)، وفي (أيام الشارقة المسرحية) 2018 مسرحية (العميان)، وأخيراً مسرحية (مدن من رماد) في (مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة)، التي اختيرت لاحقاً للمشاركة في (مهرجان إيزيس الدولي للمرأة) في مصر».

رؤية جديدة

رغم تنقله بين محطات فنية مختلفة أبرزها التمثيل والكتابة، يبدو القصاب ميالاً إلى خط الإخراج الذي انصهر فيه أخيراً، ليراهن به على خيارات جديدة ورؤى مغايرة تتخطى التناولات الرتيبة، وترقى إلى طموحاته في التغيير، «وباعتبار تميز تجربتي في الإخراج، فإنني أنحاز في الفترة الحالية إلى التركيز عليه أكثر، والاشتغال على نمط سينوغرافي جديد، أنأى فيه عن أطر الإخراج الكلاسيكية التي تعودنا رؤيتها على الخشبة، مقابل تأسيس اتجاه جديد في المسرح، يعتمد على نمط المسرحيات الاستعراضية التي تنتصر لجسد الممثل وللوحات والرسومات الكوريغرافية البارزة على الخشبة»، وأكد أنه يحاول قدر المستطاع الخروج من نمط المسرح التقليدي ومجاراة تجارب المسارح العربية المقتدرة، مثل تجربتَي المسرحين التونسي والمغربي، والمراهنة على الممثل وأدواته الجسدية بشكل أكبر على الخشبة.

تجارب واعدة

وبالحديث عن العوائق المتصلة بهذه المحاولات الجديدة التي يكرسها القصاب بشكل مغاير يخالف الأطر الفنية القديمة في المسرح، رغم حداثة تجربته الإخراجية، قال الفنان: «لا أعتبر كل هذه التكريمات التي نلتها في ميدان الإخراج إلى حد اليوم إلا تتويجاً للمواهب الإماراتية الواعدة التي يزخر بها المسرح الإماراتي بشكل عام في كل مجالاته، خصوصاً في ميدان الإخراج، فنحن لا نتوق من خلال هذه النجاحات إلا أن نثبت للأسماء المسرحية العريقة في الإمارات والخليج أننا قادرون على الإبداع والتميز، وطرح تجارب فنية شابة متكاملة وناجحة ترقى إلى المنافسة ليس فقط محلياً بل دولياً».

تحديات «الفرص»

من جهة أخرى، لفت المخرج الإماراتي الشاب إلى أكبر التحديات التي تواجه المواهب المسرحية الإماراتية اليوم، وهي ندرة الفرص وانعدامها في أحيان كثيرة، لافتاً إلى أن «التحدي الذي نواجهه، ليس مادياً، فالدعم المادي لحسن الحظ متوافر، وإنما نحن باحثون عن الفرص التي قليلاً ما تقدم للشباب، وأتحدث هنا عن ميدان الإخراج، فلدينا اليوم كوكبة من الطاقات الشابة الإماراتية التي تمتلك أفكاراً إخراجية ومشروعات فنية عظيمة لا تنتظر إلا فرصة تقديمها وتناولها بشكل جدي، وهذا بالمحصلة زمننا، ومن حقنا أن نخلق سياقات جديدة ونتكفل بتطوير حركتنا المسرحية والنهوض بها، لنكون جاهزين لمجابهة المنافسة الفنية الكبيرة المطروحة اليوم على الأقل على الصعيد العربي».

في المقابل، لفت الفنان إلى المعضلة الكبرى في المسرح الإماراتي، وهي غياب الجمهور، وقلة الإقبال على المسرح التي يبدو أنها ماضية في الازدياد والتفاقم يوماً بعد يوم: «نرغب في زيادة عدد الجمهور، ونتوق إلى حضوره بتوقنا نفسه إلى دعم القنوات المحلية في الدولة من راديو وتلفزيونات لهذا الفن، عبر حملات ترويجية وتسويق للعروض المسرحية تضاهي التسويق للأفلام والمسلسلات»، وتساءل القصاب: «لم لا تعرض الأعمال المسرحية على الشاشة لتكريس ثقافة الخشبة وحب المسرح الذي ظل إلى اليوم نخبوياً؟».


محطات مضيئة

يفخر الممثل والكاتب والمخرج الإماراتي الشاب، يوسف القصاب، بالفرص الكثيرة التي توافرت له إلى حد اليوم، للعمل مع أسماء وفرق مسرحية مرموقة في الإمارات، وذلك بعد أن تم استقطابه للعمل مساعد مخرج في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في 2019، والفرصة الجديدة لإخراج عمل مسرحي، لم يعلن عن اسمه، ضمن «أيام الشارقة المسرحية» في دورتها المقبلة.

أحاول الخروج من نمط المسرح التقليدي، ومجاراة المسارح العربية المقتدرة.

حصلت خمس مرات على جائزة أفضل ممثل، وأربع مرات على جائزة أفضل كتابة.

تويتر