إماراتية تُحضّر السماد الطبيعي منزلياً وتتلقى «مُخلفات طعام وبلاستيك» هدايا

فاطمة المرزوقي: كان حلمي تأسيس «عائلة خضراء».. ونجحت

صورة

توجت مؤسسة زايد الدولية للبيئة الإماراتية فاطمة عبدالله علي المرزوقي بطلة للنسخة الثانية من مسابقة «أبطال الزراعة الحضرية»، التي تهدف إلى تكريم أفضل التجارب الزراعية المنزلية، حيث اجتهدت المرزوقي، وهي ربة بيت من طراز فريد، في جعل حماية البيئة أسلوب حياة لها ولأفراد عائلتها منذ أكثر من 10 سنوات، فمن هواياتها في الزراعة، وتربية النحل، وتحضير السماد الطبيعي منزلياً، إلى هداياها المُفضلة، المُتمثلة في «مُخلفات طعام وبلاستيك وورق وكرتون»، نجحت المرزوقي في إنتاج أصناف متنوعة من الخضراوات والفاكهة، مكّنتها من تعزيز أمن أسرتها الغذائي، بل والتعاون مع جمعيات بيئية محلية لإعادة تدوير نفاياتها المنزلية، كما برعت في تحويل عائلتها من عائلة استهلاكية إلى «عائلة خضراء» وصديقة للبيئة، هذا إلى جانب إبداعها في تزيين حديقة منزلها عبر ابتكار جدارية فنية مكونة من 20 ألف غطاء بلاستيكي، استغرقت في جمعها عامين كاملين.

10 سنوات

المرزوقي قالت لـ«الإمارات اليوم»: «لطالما كنت مهتمة بالبيئة والقراءة عن كيفية حماية كوكب الأرض من التلوث والغازات السامة، ولكنني كنت مترددة في فكرة الانطلاق بمبادرة بيئية مثل الزراعة، إلى أن تم ترشيح ابنتي للمشاركة في مسابقة للتفوق التربوي، من ضمن بنودها أن تكون لها مبادرة بيئية، وكان ذلك قبل نحو 10 سنوات، حيث شعرت بأن الوقت قد حان لدعم ابنتي، وتشجيع نفسي على البدء بتحقيق حلم الزراعة في باحة المنزل الخارجية، لإنتاج خضراوات وفاكهة عضوية، تعزز صحة أفراد عائلتي، وتضمن لنا تحقيق أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي».

وتابعت المرزوقي: «منذ 10 سنوات توقفنا عن رمي مخلفات الطعام والبلاستيك والزجاج والأكياس الورقية والعلب الكرتونية، حيث خصصت صناديق معينة لكل نوع من المخلفات في المنزل، وبمرور الوقت وتعدد التجارب وحب الاطلاع والمعرفة وتطوير معداتي وأدواتي الزراعية، أصبحت خبرتي الزراعية في تطور مستمر». وتشرح المرزوقي كيف أصبحت بارعة في تحضير السماد المنزلي (الكمبوست)، فتقول «أخلط التربة بمقدار معين من مسحوق قشور البيض والقهوة المستهلكة وبقايا الخضراوات والفاكهة وأصناف الطعام، التي أخزنها في أوعية خاصة في باحة المنزل الخارجية، وأعمل على تقليبها، ثم تركها نحو أسبوعين أو أكثر حتى أحصل على تربة تمتاز بمعدل جيد من الرطوبة»، وهنا تشير المرزوقي إلى ضرورة المتابعة المستمرة للتربة «ففي غياب ذلك قد يصبح السماد رطباً جداً، وتنبعث منه رائحة كريهة».

هدايا غريبة

وتعترف المرزوقي بأن دعم زوجها وأبنائها منحها القوة والعزيمة والإصرار لمواصلة تحقيق حلمها البيئي، مضيفة «تلقيت الكثير من الهدايا التشجيعية من بعض الأقارب والصديقات، مثل مخلفات الطعام الناتجة عن مطابخهم، ووسط اندهاشهم من فرحتي بهذا النوع من الهدايا، إلا إنني كنت ولاأزال أطالبهم بالمزيد منها، وأشجعهم على عدم هدر الطعام الفائض والتخلص منه في حاويات المهملات، خصوصاً أنني أرحب باستقبال هذا النوع من الهدايا على مدار الساعة».

وحول منتجاتها الزراعية، قالت المرزوقي «أزرع الزهور، والطماطم بأنواعها المتعددة، والبصل، والملوخية، والخس، والشبت، والنعناع، والمانغو، والبطاطا الحلوة، والريحان، والكزبرة، والبقدونس، والزعتر، والكوسا، والقرع، والباذنجان، والفلفل الحار والبارد، والفاصولياء وغيرها الكثير»، وختمت المرزوقي بالقول بسعادة ظاهرة «مزروعاتي أصبحت تجذب الفراشات والنحل، وهذا المشهد الطبيعي الساحر دفعني إلى إنشاء حساب خاص على موقع (إنستغرام)، لنشر تجربتي عبر الفضاء الرقمي، وتوثيقها، وتشجيع أفراد المجتمع على استغلال المساحات المنزلية بالزراعة».

منظومة تغذوية لما بعد «كوفيد-19»

أكد الدكتور محمد أحمد بن فهد، رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة، أن مسابقة أبطال الزراعة الحضرية، تواكب الجهود الوطنية لدعم منظومة الغذاء والماء لمرحلة ما بعد «كوفيد- 19»، وذلك من خلال تحفيز أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على استعراض جهودهم في المجالين الزراعي والمائي، وتسليط الضوء على ممارساتهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي وحماية البيئة.وأضاف بن فهد لـ«الإمارات اليوم» أن «فاطمة المرزوقي نموذج للمرأة الإماراتية الطموحة والمبدعة التي تستحق التكريم، حيث استطاعت أن تؤسس عائلة متميزة بوعيها تجاه حماية الطبيعة، كما ثابرت على مدى سنوات طويلة لجعل تربتها الزراعية غنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر المهمة لحياة نباتاتها، ورغم عدم نجاح محاولاتها في البداية، إلا أنها لم تيأس، بل بحثت وقرأت وعملت على تطوير معلوماتها البيئية وممارستها الزراعية»، مشيداً بصمودها أمام كثير من التحديات، ومن بينها قلة التشجيع المجتمعي لفكرة تجميع مخلفات الطعام وبقايا الأكل وتخزينها وتحمّل رائحتها الكريهة وجذبها للحشرات، والصبر على كل تلك المشقة.


• صديقات المرزوقي يقدمن لها مخلفات مطابخهن دعماً لمشروعها الزراعي.

• «زايد الدولية للبيئة» توجتها بطلة لـ «الزراعة الحضرية 2».

تويتر