أعماله تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط من بوابة دبي

أنطوان ديفيلو: برج خليفة يجسد روح الإمارات في تحقيق المستحـيل

صورة

بلغة فنية تقوم على إيجاد الحركة في المنحوتة الفنية، يقدم الفنان الفرنسي أنطوان ديفيلو معرضه الأول في الشرق الأوسط في «ماد غاليري» بدبي، تحت عنوان «سيكونشال». يحمل المعرض 12 عملاً فنياً منها 10 أعمال عبارة عن مجسمات لسيارات فارهة ومعروفة وتقوم على الحركة، بينما يجذب في العملين الآخرين الجمهور في الإمارات، بتقديمه مجسماً لبرج خليفة، الذي لا يرى فيه واحداً من أجمل ناطحات السحاب في العالم فحسب، بل هو أيضاً رمز كبير للروح التقدمية لدولة الإمارات وقدرتها على تحقيق المستحيل، كما يقدم مبنى مركباً على شكل مكعبات. هذا المعرض الذي يستمر حتى نهاية ديسمبر يقوم على تقديم فن الحركة، والتي يمكن أن يتتبعها المشاهد من خلال الدوران حول العمل، لبناء علاقة مع العمل ذات إيقاع متبدل ومتغير.

تلاعب بصري

يتلاعب ديفيلو بالحالة البصرية لدى المتلقي من خلال الحركات الدائرية التي يبتكرها في عجلات السيارات التي يصممها، وكذلك من خلال الخطوط العرضية التي تتكون منها أجسام السيارات، فيبدو ان هذه الأجسام كلها في حالة حركة، وكأن السيارة تسير بسرعة فائقة على طريق سريع. وفي الواقع، تنفرد أعمال الفنان الفرنسي بميزة الخداع البصري الذي يخلقه عن طريق تدوير قاعدة الأعمال الفنية والتي تُعطي الشعور بأن المنحوتات تتحرك تاركة لدى المشاهد الدهشة حول التقنية المستخدمة لإيجاد مثل هذه الحركة.

تقنية جديدة

استغرق المعرض ما يزيد على لعام ليتمكن ديفيلو من إنجازه، إذ عمل على تقنية جديدة يُطلق عليها «الطلي بأكسيد الألمنيوم»، ويعتمد فيها على تلوين المعدن بشكل فعال مع الحفاظ على المظهر المعدني للمادة. هذه المعادن التي يشكل منها أجسام السيارات في أعمال فنية محدودة الإصدار، يتعمد أن يضعها على شكل قضبان بدقة عالية وبشكل طبقات متتالية لتخرج أعمال فنية في إطار عصري. أما المجسمان الخاصان بتصوير الأبراج فهما يأتيان مدعومين بخلفية ديفيلو التعليمية في مجال الهندسة المعمارية، إذ يعمل على تكوين الأبراج بالطريقة نفسها المتبعة في السيارات، وبالاعتماد على الطبقات المتتالية لتكوين العمل، لكنه يستخدم فيها معايير هندسية بحتة لتكون مطابقة للأبنية الواقعية مع الحرص على استخدام المادة الشفافة التي تتيح رؤية التصميم وطبقاته من خلال رؤيته من مسافة محددة والتحرك حوله أيضاً.

خصائص الهندسة

وقال ديفيلو لـ«الإمارات اليوم»: «درست الهندسة المعمارية، ولهذا عملت في مجال يشبه البناء الهندسي، فالأعمال التي أقدمها تحمل من خصائص الهندسة، ولكني توجهت إلى تصميم السيارات، لأن أفراد عائلتي يحبون السيارات، وقدمت ذات مرة مجسماً كهدية لفرد من العائلة وبعدها صممت على الاستمرار في صناعة هذه المجسمات». ولفت إلى أن التصميم الفني للأعمال ثابت، فلا يمكن تحريك أي قطعة في العمل على الرغم من أنها جميعها تبدو في حالة حركة مستمرة، مشيراً إلى أن التجول حول السيارة هو الذي يجعلها تبدو كأنها منطلقة وتتحرك، وهذا يعود إلى المواد التي استخدمت داخل القطع الفنية وطريقة تصميمها. وأكد ديفيلو أن القطعة الفنية الواحدة تستغرق ما يقارب الأسبوعين كي تنجز بحسب المواد التي تصنع منها، وبأن بعض التصاميم قد تتطلب العمل شهرين، لافتاً إلى أنه يقدم تصاميم خاصة لدبي، منها تصميم «برج خليفة»، مستعيناً بخبراته في مجال الهندسة المعمارية، ما يجعل العمل على هذا النوع من القطع الفنية، يحمل الكثير من الشغف والشوق. وعن التحديات التي يواجهها في هذا النوع من الأعمال، لفت إلى أنها تكمن في العمل والتصميم، فالتحدي الأساسي يكمن في بعض السيارات التي لا تحمل لوحة واحدة، وهي تصاميم تتطلب ما يقارب شهرين كي يتم إنجازها، خصوصاً أنها تتطلب العمل من الداخل والخارج، مشيراً إلى أنه حين يعمل على مادة لا يمكنه مزجها مع مادة أخرى، فالخشب والستانلس ستيل على سبيل المثال يتحركان بطريقة متعاكسة، ولهذا عندما يستخدم الخشب لا يمكن مزجه مع الستيل، كما أن الخشب لا توافقه الرطوبة ولهذا قدم السيارات المصنوعة من الستيل في دبي.

برج خليفة

قدم الفنان الفرنسي تصميماً لبرج خليفة يزيد ارتفاعه على المتر، ويصل عمقه إلى نصف متر تقريباً، وقال عن اختياره للعمل على تصميم البرج: «اخترت العمل على البرج نظراً لتصميمه الهندسي الفائق الروعة، فارتفاع العمل يزيد على المتر وعمقه يصل إلى نصف متر، بينما يصل وزنه إلى 40 كيلوغراماً من الستنلس ستيل»، بالاعتماد على ألواح الفولاذ المقاوم للصدأ اللامعة والمتباعدة لتمثيل الطوابق المتعددة، والتي تقاطعها مجموعات من ألواح الفولاذ المقاوم للصدأ غير اللامعة.


- يتلاعب ديفيلو بالحالة البصرية لدى المتلقي من خلال الحركات الدائرية في عجلات السيارات.

- التصميم الفني للأعمال ثابت، ولا يمكن تحريك أي قطعة في العمل.

تويتر