الإمارات تتصدي للأوبئة في العالم.. رحلة الخير على نهج زايد

«ذاكرة الوطن»

صفحة أسبوعية تقدمها «الإمارات اليوم»، بالتعاون مع «الأرشيف الوطني»، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، بهدف التعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، وخلال بداياته الأولى، والجهد الكبير الذي بذله الآباء المؤسسون للدولة من أجل قيامها، وربطها بما يحققه قادة الإمارات اليوم وابنائها من إنجازات شهد لها العالم.

قد تكون جائحة فيروس «كورونا» المستجد، هي الأولى من نوعها التي يشهدها العالم، خصوصاً في ما سببته من تداعيات، وفرضته من إجراءات احترازية صارمة على مستوى العالم. وخلال جائحة «كوفيد-19»، استطاعت دولة الإمارات أن تقدم نموذجاً متفرّداً في التعامل مع الأزمة، يشير بوضوح إلى قادتها على التعامل مع معطيات المستقبل بسلاسة وثبات، بما توافر لها من بنية تحتية متطوّرة ومتكاملة.

تعامل الإمارات الفريد مع جائحة «كوفيد-19» لم يقتصر فقط على ما قامت به من تحرك استباقي سريع، يعتمد على اتخاذ سياسات وقرارات وإجراءات، ووضع خطط عمل وسياسات وآليات تغطي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والخدمية الأكثر إلحاحاً، ووضع مقاربات مستقبلية للآفاق الاقتصادية والتنموية، ولكن كذلك في النهج الإنساني، الذي حرصت من خلاله على تقديم يد العون للعديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، لتصبح واحدة من أكبر الدول في العالم في تقديم المساعدات لاحتواء جائحة «كوفيد-19»، بلغت 730 طناً من المستلزمات الطبية، من سترات الوقاية والأقنعة الجراحية والمطهرات والمحاليل والقفازات والكمامات، شملت 64 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر من 730 ألفاً من الكوادر الطبية والتمريضية والفنية.

إجلاء

لعل من أبرز المبادرات الإنسانية التي أطلقتها الإمارات في بداية الجائحة، مبادرتها بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوباي الصينية بؤرة تفشي وباء «كوفيد-19»، بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حيث أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من المقاطعة بناءً على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، حيث حظوا برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم، وذلك في إطار النهج الإنساني الذي تنتهجه الدولة للوقوف مع الأشقاء والأصدقاء، ومد يد العون والمساعدة لهم في الظروف الصعبة.

«زايد الخير»

هذا النهج الذي أظهرته الإمارات خلال أزمة «كوفيد-19»، ليس جديداً عليها، لكنه امتداد لنهج الوالد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ارتبط اسمه بالخير، وحرص على أن تمتد أيادي الإمارات بالعطاء لإغاثة الملهوفين ومساعدة المحتاجين في كل مكان في العالم، دون تفرقة على أساس دين أو عرق.

وعلى مدى السنوات الماضية، أسهمت دولة الإمارات في مكافحة العديد من الأوبئة والأمراض، التي كانت تفتك بالإنسان في المناطق الفقيرة والنائية، من ذلك ما رصده كتاب «زايد رجل بنى أمة»، الصادر عن الأرشيف الوطني، وكتبه غريم ويلسون، أن النظرة الأولى للقائد المؤسّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد تسلّمه الحكم، اتسمت بالطابع الإنساني، فكانت موجّهة إلى معاناة البشر، ففي أواسط تسعينات القرن الماضي انتشر مرض «الدودة الغينية» على مستوى الوباء في بلدان مثل: باكستان والهند واليمن، ومناطق واسعة جداً من إفريقيا، لاسيما المناطق الصحراوية، وهنا انبرى الشيخ زايد ليتبرّع بالمال دعماً للجهود التي تكافح هذا الوباء أو ما عُرف بـ«الأفعى النارية»، فبدأت مصادر الماء العذب بالانتشار، وهو ما أبعد الناس عن المياه الموبوءة التي كانت سبباً في انتشارها.

وفي تسعينات القرن الماضي وضع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وحكومته ملايين الدولارات في تصرف الحكومة البوسنية، وضخّت الحكومة الإماراتية المساعدات المالية لإنعاش مشروعات الطوارئ الاجتماعية والمستشفيات في العاصمة سراييفو المحاصرة.

جهود مشهودة

على نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سارت دولة الإمارات قيادة وشعباً، حيث يحرص «صندوق أبوظبي للتنمية»، منذ تأسيسه، على دعم الجهود العالمية الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة،

لاسيما في مجال القضاء على الأوبئة والأمراض، وتقليص أعداد وفيات الأطفال، إلى جانب توفير الخدمات الصحية الأساسية التي تحدّ من معاناة السكان وتدعم استقرارهم الاجتماعي. وفي هذا الصدد موّل الصندوق نحو 78 مشروعاً متنوّعاً في القطاع الصحي، بقيمة إجمالية بلغت 4.1 مليارات درهم في 16 دولة حول العالم. كما كثف الصندوق جهوده التنموية في دعم البرامج الصحية لضمان فاعلية المساعدات التي يقدمها، خصوصاً لفئة النساء والأطفال، حيث دعم 18 برنامجاً صحياً، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والمنظمات العالمية، وتوفير الإمدادات الحيوية من التطعيمات والأدوية اللازمة للقضاء على الأمراض المُعدية. وموّل الصندوق مستشفى الشيخ زايد في موريتانيا، الذي يعدّ ثاني أكبر مستشفى في نواكشوط، حيث وفر المشروع الرعاية الصحية والخدمات العلاجية لملايين السكان، منذ تدشينه في عام 1995، ويضم المستشفى، الذي أقيم على مساحة 3000 متر مربع، 185 سريراً وثماني غرف مخصصة ومجهزة للعمليات، إلى جانب العديد من المشروعات المماثلة في مصر وتركمانستان واليمن وجزر القمر وغيرها.

«الصحة العالمية»: 85% من المساعدات الطبية مصدرها الإمارات

أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود دولة الإمارات في دعم التعاون الدولي لمكافحة فيروس «كوفيد-19»، خصوصاً الدور الذي تنهض به المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي. وأشارت المنظمة، في أبريل 2020، إلى أن المدينة سجلت أرقاماً قياسية، بعد أن وزعت أكثر من مليون زوج من قفازات الفحص والأقنعة الجراحية، وأكثر من 100 ألف عباءة جراحية، أي ما يعادل أكثر من 85% من استجابة المنظمة للسلع الطبية العالمية.

تطعيم

أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن نتائج حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال، التي نفذت بجمهورية باكستان الإسلامية، خلال الفترة من عام 2014 إلى نهاية شهر سبتمبر من عام 2019. وكشفت إدارة المشروع عن نجاح الحملة بتطعيم 418 مليوناً و956 ألفاً و226 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، لأكثر من 71 مليون طفل باكستاني، تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

- على مدى السنوات الماضية، أسهمت الإمارات في مكافحة العديد من الأوبئة والأمراض.

الأكثر مشاركة