المدينة التي استقبلت العام الماضي 38 مليون سائح أجنبي

لا سياح في باريس.. محال خاوية وآمال بعودة الزوّار

ضمن إجراءات الإغلاق لمواجهة تفشي فيروس كورونا أغلقت فرنسا حدودها أمام السفر إلا للاحتياجات الأساسية. أرشيفية

من الصعب تصديق أنه لا يوجد سياح في باريس. وباستغراب سألت نادلة في منطقة أوبركامب الشهيرة بالحياة الليلية زوجين أجنبيين لدى دفعهما الفاتورة «كيف جئتما إلى هنا؟».

وبدا الزوجان مرتبكين أثناء تواجدهما بالقرب من مخرج محطة المترو القريبة، قبل أن يدركا أنه تم الاعتقاد خطأ بأنهما أول سائحين يعودان للعاصمة الفرنسية.

وكانت باريس قد استقبلت العام الماضي 38 مليون سائح أجنبي، والآن لا يوجد أحد تقريباً، فقد أغلقت فرنسا حدودها أمام السفر إلا السفر للاحتياجات الاساسية، وذلك ضمن إجراءات الاغلاق لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وفي مساء أي يوم عادي تكون شوارع ضاحية بيوبورج مكتظة بالسائحين،ولكن هذا الأسبوع وقف آلان وحيداً في المتجر الذي يديره أمام مركز بومبيدو، الذي يعد من المعالم البارزة للهندسة المعمارية الحديثة.

لا يوجد سائح يتصفح حوامل البطاقات البريدية عند الباب أو كتب الفن أو الأغراض المعروضة للبيع في الداخل.

وقال «لحسن الحظ أننا لا نعتمد بصورة كاملة على السياح»، مضيفاً «زبائننا من باريس ومن بقية المناطق، كما أننا نستقبل سائحين أيضاً».

وكان آلان قد أعاد فتح متجره في 11 مايو الماضي، عندما انتهى العمل بإجراءات الإغلاق رسمياً، وقال «الأمور تسير بصورة سلسة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها صعبة خلال أيام الأسبوع».

ويتوق آلان لإعادة فتح المركز المقررة في الأول من يوليو المقبل، حيث يعد أكبر مصدر للزبائن.

وقال «الأعمال لن تكون بمستواها الاعتيادي، ولكن ستكون هناك حركة»، مضيفاً «من الصعب التنبؤ بأي شيء».

وتقف ساندرين في محل «ذا بيراتس للحلويات» حيث يتم بيع حلويات ذات ألوان براقة مغلفة بورق شفاف موضوعة فوق براميل خشبية.

وقالت «العمل يعتمد بصورة كبيرة على السائحين» مضيفة «لن أقول إننا نعمل، لأننا في الحقيقة لا نعمل».

وتأمل ساندرين في عودة السائحين قريباً، لكنها ليست مقتنعة بأن ذلك سيحدث قريباً، وقالت «لا أعتقد ذلك، لا أعلم ما إذا كانوا سيعودون هذا العام، ربما عام 2021، ولكننا سنخسر عاماً».

وعلى جانب الطريق، يقول مدير مطعم «أوليف آند ثيم» اللبناني الصغير، إن «الأمور جيدة، ولكن ليس كما كانت من ذي قبل».

وأضاف أن خدمة التوصيل للمنازل و«التيك أواي» أبقت العمل مستمراً.

ويسمح للمقاهي والمطاعم في باريس بخدمة الزبائن في الأماكن المفتوحة، ولكن مطعم أوليف آند ثيم استغل ميزة القواعد الجديدة والأكثر مرونة، وقام بوضع طاولات وكراسي في الشارع. وقال «الآن قمنا بترتيب الجلوس في الخارج، وهو أمر مهم». وأضاف «عندما تمطر نعيد الطاولات والكراسي للداخل». ولدى سؤاله عما يأمله بالنسبة لفصل الصيف ضحك قائلاً «الشمس والسائحون».


صاحبة محل حلويات: «لا أعلم ما إذا كانوا سيعودون هذا العام، ولكننا سنخسر عاماً».

تاجر: «الأعمال لن تكون بمستواها الاعتيادي، ولكن ستكون هناك حركة، ومن الصعب التنبؤ بأي شيء».

تويتر