إطلالات.. هيفاء عادل.. تعود بعد غياب «سلطانة» تثير الفتن

صورة

على امتداد أيام الشهر الفضيل، يتبارى نجوم الدراما في العالم العربي، ليس فقط في تقديم أهم الأدوار الفنية، بل وفي رهانات الاختلاف والتنوّع في جذب جمهور الشاشة الفضية وعشاق الدراما كل عام، في الوقت الذي فرض فيه العزل المنزلي، بسبب انتشار فيروس «كورونا» المستجد، للمرة الأولى، ظروف متابعة استثنائية، ستوجه دفة الاهتمام والإقبال نحو الدراما العربية على وجه الخصوص، لتضاعف مشاهدات جميع الأعمال المتسابقة هذا العام، التي نقف اليوم على أبرز مميزاتها، وأكثر شخصياتها الفنية فرادة وخصوصية.


شخصية درامية معقدة الخطوط والتفاصيل، ومغلفة بالأسرار الغامضة والألغاز المبهمة، تقدمها النجمة الكويتية، هيفاء عادل، في الملحمة الاجتماعية والرومانسية الجديدة «محمد علي رود»، لتسجل بها عودة قوية ومتماسكة إلى الساحة الفنية هذا العام، بعد غياب اضطراري وانسحاب قسري، أخيراً، بسبب المرض، وقرار بالعودة مجدداً للشاشة الفضية، من خلال هذا العمل الرمضاني الجديد للمخرج، مناف العبدال، الذي تكرر معه الفنانة تجربة العمل بعد مسلسل «الديرفة»، العام الماضي، لتثير من حولها الآراء النقدية والشعبية.

حبكة درامية

تبدو إطلالة هيفاء عادل مختلفة هذا العام، لأنها تتحمل عبء شخصية محورية في العمل، تحمل الكثير من التفاصيل المركّبة والمتشعبة، التي نجحت الفنانة العائدة بعد غياب في تجسيدها بحرفيه عالية، من خلال دور الخادمة «سلطانة» العاملة في منزل النوخذة «شهاب»، الذي يؤدي شخصيته الفنان محمد المنصور، وزوجته فوزية التي تقدم شخصيتها الفنانة الإماراتية فاطمة الحوسني، حيث تبطن الخادمة سراً قديماً تدخل بسببه بيتهما من أجل الانتقام والثأر، بعد 30 عاما من الكتمان، متخفية في ثياب الخادمة المسكينة التي تطمئن لها صاحبة الدار، في الوقت الذي تحيك المستخدمة الداهية الدسائس والمؤامرات، وتعمد إلى استخدام كل ضروب الدجل والشعوذة، وجميع أنواع الشرور والأذى لمواراة حقدها الدفين للعائلة، الذي حولته النجمة، إلى حد اليوم، ببراعة وإحكام واضحين على الشاشة، إلى شخصية في غاية اللطف والطيبة ودماثة الأخلاق، في لقائها مع «فوزية» صاحبة البيت الغافلة، وجمهور المسلسل الجديد، الذي لفتته مسارات النجمة المتشعبة نحو غاياتها، وإصرارها المستميت على اللهو بأقدار من حولها وتسييرها حسب مخططاتها الشيطانية، باقتدار ومهارة تفوقت فيهما النجمة على نفسها هذه المرة، لتهتم بأدق التفاصيل، وتجذبنا إلى اكتشاف المزيد.

جدل وانتقادات

على صعيد آخر، لم يسلم العمل الرمضاني الجديد من عاصفة الانتقادات التي ألمّت بشخصية «سلطانة» نفسها، وأشارت إلى عدم صدقية مرجعية انتمائها ونشأتها في جزيرة فيلكا الكويتية، ومن ثم هجرتها وقدومها للعمل في مدينة الكويت، الأمر الذي برره مخرج العمل بأن «سلطانة» ليست من أهالي هذه الجزيرة وإنما من مدينة الكويت، وذهبت للعيش في جزيرة فيلكا ثم عادت إلى مدينة الكويت بحثاً عن ذكريات قديمة، كما أن المسلسل لا يعد توثيقاً تاريخياً بقدر ما هو ملحمة اجتماعية رومانسية، نشأت بين شواطئ الكويت وطريق محمد علي في وسط مدينة مومباي الهندية عام 1940، من خلال مجموعة من الأحداث التي تبدأ في بيت النوخذة «شهاب» وزوجته «فوزية»، وبناته الثلاث: موزة ومريم ومنيرة، بالتزامن مع حكاية تآمر عبدالوهاب مع مشاري للإيقاع بالنوخذة، وجره إلى تهريب الذهب من الهند إلى الكويت، قبل أن ينكشف السر العائلي الذي يخفيه نجوم المسلسل الرمضاني: سعد الفرج، محمد المنصور، هيفاء عادل، فاطمة الحوسني، خالد أمين، بثينة الرئيسي، حصة النبهان، وكوكبة من الوجوه الشابة التي استقطبها العمل ونجح في إبرازها بشكل مقنع ومتناسق مع الأحداث.

أدوار مهمة

المتتبع لمسيرة النجمة الكويتية، هيفاء عادل، قادر على تلمس حرصها على أداء شخصيات درامية فاعلة، والغوص في تفاصيلها لتقديمها بالطريقة والشكل اللذين يلفتان الانتباه، ويسهمان في نجاح العمل الفني بشكل عام، ولعل أبرز هذه الخيارات الفنية شخصية «نورية»، التي قدمتها الفنانة، رمضان الماضي، في مسلسل «الديرفة»، وهي شخصية «الطقاقة»، التي تعشق مهنتها ولا تخجل من كونها المغنية الشعبية التي تضرب الدفوف، لأنها تشارك الناس أفراحهم وتعيل ولديها، وتؤمّن الحياة الكريمة لأسر العديد من العاملات معها.

وعلى الرغم من غيابها عن الوسط الفني لظروف خاصة بمرضها، إلا أن الممثلة الكويتية هيفاء عادل، استطاعت أن تحجز لها مكاناً متميزاً في ذاكرة الجمهور، بعد مشاركتها في العديد من المسرحيات الكويتية الرائدة، مثل مسرحية «ضاع الديك» ومسرحية «باي باي لندن».


إطلالة هيفاء عادل مختلفة، وتتحمل عبء شخصية محورية تحمل الكثير من التفاصيل المركبة والمتشعبة.

تويتر