التماسك والتضامن والقدرة على تجاوز الصعاب من سمات المجتمع الإماراتي عبر التاريخ. من المصدر

مبدعون إماراتيون من منازلهم: الصعب يجعلنا أقوى

بشكل عملي عبّر مبدعون إماراتيون عن التزامهم بالبقاء في منازلهم، وبعثوا رسالة إلى سواهم بأن وجودهم بالبيت لا يعني الملل، بل فرصة إيجابية للتعلم وابتكار أشياء جديدة. وتحت راية «حب الإمارات»، شارك المبدعون الأربعة في مقطع فيديو قصير أنتج وأخرج عن بُعد، للمرة الأولى، واستغرق تنفيذه يوماً واحداً.

جاء ذلك، ضمن الحملة الرقمية الوطنية، التي أطلقتها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحت عنوان #لنبدع_معاً، وذلك بعد إطلاق سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة، وسم #لنبدع_معاً، من خلال رسالة التفاؤل والأمل التي وجهتها إلى المبدعين والمبتكرين والفنانين والعاملين، وكل الأطراف الفاعلة في القطاع الإبداعي والثقافي.

وتهدف «دبي للثقافة»، من خلال الحملة، إلى تشجيع كل أفراد المجتمع، أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم خلال الفترة الراهنة، إلى تقديم نتاج إبداعية، كل في مجال ميوله، لدعم حملة #خلك_في_البيت، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، التي حققت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي. وتطوّعت نخبة من روّاد قطاع الثقافة والفنون للمشاركة في مقطع فيديو قصير أنتجته وأخرجته المخرجة نايلة الخاجة عن بُعد، بهدف الإسهام في ترسيخ دور الثقافة، ضمن النطاق الاجتماعي، عبر دعوة المواهب الإبداعية في المجتمع الإماراتي، من هواة الكتابة والشعر والفن والتصميم والتصوير، إلى الاستفادة من أوقاتهم واستثمار مواهبهم بطريقة مُثلى أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم، لتقديم الفائدة للمجتمع ونشر ثقافة الإيجابية بين أفراده، من خلال تقديم نتاج إبداعي متنوّع، سواء أكان في المجال الأدبي (كالشعر والنثر والخواطر)، أم الفنون البصرية (كالتصوير والأفلام القصيرة والرسوم المتحركة واللوحات التشكيلية والتصاميم الفنية بكل أشكالها)، أم أدائية (كالموسيقى والغناء والتمثيل)، وغيرها من ألوان الإبداع الكثيرة.

جرعة تفاؤل

قالت مدير عام «دبي للثقافة»، هالة بدري، إن «حملة #لنبدع_معاً هي بمثابة جرعة إيجابية وتفاؤل تهديها الهيئة إلى مجتمع الإمارات بكل مكوناته، من مواطنين ومقيمين، لتجاوز الأوقات الصعبة التي يعيشها كغيره من المجتمعات الإنسانية حالياً، ولتحفيز المبدعين كي يأخذوا زمام المبادرة للعب دور فاعل في بث الطمأنينة والروح الإيجابية في المجتمع، وتقديم تجربة ثقافية فريدة لأفراده».

وأضافت: «التماسك، والتضامن، والقدرة على تجاوز الصعاب من سمات المجتمع الإماراتي عبر التاريخ. فليس غريباً علينا أن نتعامل مع التحديات وتحويلها إلى فرص. ومن هنا أطلقنا حملة #لنبدع_معاً لنذكر كل فنان ومبدع بأنه بإمكانه الإبداع من منزله، فالإبداع لا تحده الجدران، والخيال لا تقيده الأسوار». وتابعت بدري: «المبدعون المشاركون في الحملة هم (سفراء الثقافة) إلى مجتمعهم، تحت راية (حب الإمارات) اتحدوا في عمل واحد وبزمن قياسي مدته يوم واحد لأداء رسالة الثقافة النبيلة، التي تتمثل في بث الطاقة الإيجابية في المجتمع، وتعزيز قيم المبادرة والوحدة والتفاؤل، موجهين دعوة إلى كل مبدع وفنان في الإمارات لرفد الجهود الوطنية، وتقوية عزيمة أبناء الوطن وأفراد المجتمع كافة، وتقديم الفائدة لهم في ظل الظروف الراهنة».

وأشارت إلى أن «العالم اليوم يتوحّد في إطار رؤية إنسانية جامعة، لتحقيق هدف نبيل يتمثل في الحد من انتشار الفيروس المستجد، وبث الأمل والتفاؤل في نفوس الناس»، موضحة أن «هذه الحملة الوطنية الثقافية تأتي تكاملاً مع الحملات الوطنية الهادفة، التي أطلقتها الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي».

تضامن وانتماء

نخبة من الوجوه الثقافية الإماراتية تطوّعت لإنتاج وإخراج مقطع الفيديو، وهم: المخرجة نايلة الخاجة، والمخرج محمد سعيد حارب، المعروف في الوطن العربي بصناعة الرسوم الكرتونية الثلاثية الأبعاد، والإعلامي والممثل والشاعر سعود الكعبي، والمصوّرة المتخصصة في التصوير الثقافي روضة الصايغ.

وعملت نايلة الخاجة على إخراج هذا العمل من المنزل، ويعدّ أول عمل إخراجي أنتج وأخرج عن بُعد، إذ وجهت (عن بُعد) كلاً من المبدعين المشاركين حول كيفية وضع الكاميرا والزوايا والإضاءة ووضعية الشخصية خلال تصوير مقطعه الخاص، وتم تحضير هذا المقطع خلال يوم عمل واحد فقط.

وتسعى «دبي للثقافة»، من خلال حملة #لنبدع_معاً أيضاً، إلى إلهام المواهب المحلية المبدعة من شتى الجنسيات والثقافات، لتقديم نتاجات ثقافية إبداعية تسهم في تعزيز تفاعل الجمهور مع القطاع الثقافي، وستعرض تلك الأعمال في عدد من الفعاليات والمهرجانات الفنية التي ستقيمها الهيئة مستقبلاً.

كما تهدف هذه الحملة الوطنية إلى توحيد طاقات المبدعين والمواهب على أرض الإمارات، تحت مظلة التضامن والتكاتف، من أجل مجتمعهم، وحثهم على دعم حملة #خلك_في_البيت عبر عرض نتاجات ثقافية وإبداعية تظهر حبهم وانتماءهم إلى هذا الوطن المعطاء. ويأتي إطلاق هذه الحملة في إطار جهود «دبي للثقافة» الرامية إلى الارتقاء بالمشهد الثقافي في دبي، وتوثيق علاقة المجتمع بالأنشطة الثقافية، عبر تشجيع المواهب المبدعة لعرض نتاجاتها من المنزل أمام شريحة واسعة من أفراد المجتمع. كما تندرج ضمن جهود الهيئة الرامية إلى إثراء تجربة الجمهور الثقافية في ظل الظروف الحالية.

تهدف «دبي للثقافة»، من خلال الحملة، إلى تشجيع أفراد المجتمع على الإبداع أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم.

شارك المبدعون الأربعة في مقطع فيديو أنتج وأخرج عن بُعد، للمرة الأولى، واستغرق تنفيذه يوماً واحداً.

الصايغ: لا شيء يحجر الموهبة

قالت روضة الصايغ: «لقد سمعت كثيراً من الذين يلتزمون بالبقاء في بيوتهم يشتكون من الملل، رغم معرفتي أن معظمهم مبدعون ويستطيعون تفريغ طاقاتهم بمواهب جميلة، غير أنهم لا يدركون ذلك. وعبر مشاركتي في هذه الحملة أود أن أقول لهؤلاء المبدعين: (لا شيء يقدر أن يحجر موهبتهم)، فالحجر جسدي، لكن الموهبة تستطيع أن تصل إلى آفاق بعيدة». وتابعت: «نعرف جميعاً مقولة (فكر خارج الصندوق)، وجاء الوقت الذي نعيشها فيه على أرض الواقع. لذلك، علينا أن نثق بموهبتنا وعمقها وقوتها، وأن نوصل رسالتنا، كفنانين، إلى الجمهور في أي شكل من أشكال الإبداع. فإن عبّرنا عنها بطريقة جميلة ومقبولة لدى الناس، ستصل حتماً.. ثق بنفسك وانطلق».

الأكثر مشاركة