يستخدم للمحركات وغازاً للأسطوانات المنزلية

طلاب يمنيون يصنعون من النفايات البلاستيكية وقود الديزل

ترتكز فكرة البحث على تحويل السلاسل الهيدروكربونية الطويلة الموجودة في البلاستيك إلى سلاسل قصيرة تتصاعد على هيئة أبخرة تُكثَّف لاحقاً.■من المصدر

تمكّن فريق من طلاب جامعة تعز في اليمن من تحويل المخلفات البلاستيكية من نوع بي إي تي والبولي إيثيلين إلى وقود الديزل المستخدم في المحركات، وإلى غاز يصلح لتعبئته في الأسطوانات واستخدامه منزلياً، في خطوة مبتكرة للحد من ضرر انتشار المخلفات البلاستيكية في اليمن، إضافة إلى توفير الوقود.

ترتكز فكرة البحث على تحويل السلاسل الهيدروكربونية الطويلة الموجودة في البلاستيك إلى سلاسل قصيرة تتصاعد على هيئة أبخرة تُكثَف لاحقاً. وتُجرى عملية التحويل باستخدام التكسير الحراري المحفز بإضافة عوامل تحفيز معينة، مع إضافة مواد أخرى متفحمة تدخل في استخدامات عدة، مثل تنقية المياه، وإزالة الروائح والألوان، وغيرها.

وقال عمر الحيدري، أحد الطلاب المشاركين في البحث، في حوار خاص مع مرصد المستقبل «نستخدم مفاعلاً مصمماً من حجرتين، وتبدأ العملية بتكسير حراري للمخلفات البلاستيكية في الحجرة الأولى، بعد تقطيعها وغسلها وتجفيفها، ثم تُضاف بعض المواد لطرد الأكسجين من المفاعل، لمنع احتراق النفايات البلاستيكية، وفي الحجرة الثانية يضاف العامل المحفز الذي خُصب ببعض المواد المتوافرة في الأسواق المحلية، فيعمل على تكسير السلاسل الهيدروكربونية الطويلة الموجودة في البلاستيك إلى سلاسل قصيرة تتصاعد على هيئة أبخرة، ثم تُكثَف الأبخرة ليتكون سائل الديزل، لكن لابد من معالجة الغازات ذات السلاسل القصيرة (المكونة من ذرة كربون واحدة إلى أربع ذرات) غير القابلة للتكثيف بتجميعها في أسطوانات، واستخدامها مثل أسطوانات الغاز المنزلية».

وقال الدكتور نيازي العريقي، المشرف على البحث، لمرصد المستقبل «لوحظ في السنوات الأخيرة معاناة محافظة تعز من مشكلتين أساسيتين، الأولى انعدام الوقود وارتفاع أسعاره، خصوصاً مادة الديزل، والثانية تكدس المخلفات البلاستيكية والنفايات في عموم شوارع المحافظة، فوفقاً للإحصاءات تُنتِج محافظة تعز ستة أطنان من النفايات البلاستيكية أسبوعياً، ويُنتج نحو 12 ألف كيس بلاستيكي من البولي إيثيلين يومياً لمتطلبات تعبئة القات، إضافة إلى عبوات الـ(بي إي تي) المستخدمة في مياه الشرب. ويؤدي تكدس هذه المخلفات في البلاد إلى خطر حقيقي على حياة السكان، وانتقال العديد من الأمراض المعدية، فضلاً عن أن الوسيلة الوحيدة المستخدمة للتخلص من تلك النفايات هي حرقها في الهواء، فتتصاعد غازات الكبريت وأكاسيد النيتروجين، وتنبعث مواد مسرطنة أخرى، مثل الداي أوكسان، ما دفعنا للمضي قدماً في مشروع تدوير المخلفات البلاستيكية، وإنتاج المشتقات النفطية التي تحتاج إليها محافظة تعز».

وأوضح عمر الحيدري «المكونات المستخدمة في المشروع بسيطة جداً، وتتألف من أسطوانة غاز، وفرن للتفاعل، ومقياس للضغط والحرارة، ومكثف، إضافة إلى العامل المحفز، أما الغاز المتصاعد فيُحرَق في الهواء، لعدم وجود إمكانية لتعبئته في أسطوانات».

وأضاف الحيدري «توجد بعض التطبيقات السابقة التي حوّلت النفايات البلاستيكية إلى وقود، لكن اشتركت جميعها في استخدام عوامل حفزية مكلفة جداً، ما يجعل عملية إعادة التدوير غير مجدية، أما الجديد في مشروعنا فهو استخدام عامل محفز ذي كلفة اقتصادية منخفضة، إضافة إلى توافره بكثرة، فضلاً عن قدرته على تفكيك بوليمرات البلاستيك في درجات حرارة أقل من الطرق السابقة، وكذلك فإن مردودنا من مادة الديزل أكبر».


- المكونات المستخدمة في المشروع بسيطة جداً، وتتألف من أسطوانة غاز وفرن ومقياس للضغط.

- تُنتِج محافظة تعز 6 أطنان من النفايات أسبوعياً، و 12 ألف كيس بلاستيكي يومياً.

تويتر