تقنية حديثة تمكّن الأشجار من التفاعل عند احتضانها

الأشجار تغني «العـــيالة» في أبوظبي

صورة

حتى الأشجار يمكنها أن تغني، عندما تشعر بتفاعل الإنسان معها، وهو أمر يمكن لزوار متحف اللوفر أبوظبي تجربته، بداية من يوم غدٍ وحتى 7 مارس المقبل، عبر العمل التركيبي «حين تُغنّي الأشجار»، وهو الأول من نوعه الذي يتيح لأشجار النخيل الغناء بتناغم كفرقة واحدة.

ويعتمد العمل على مدى تفاعل الزوار مع الأشجار، فكلما اقتربوا من الأشجار في الحديقة الخارجية للمتحف كلما علا صوت غنائها وزاد التناغم بينها، ويصل الغناء إلى أقصى درجات التناغم عند معانقة الزوار للأشجار، ليستمع الزوار إلى أهازيج العيالة التي تعد من أبرز الفنون الشعبية في الإمارات، إلى جانب أغنية تراثية إنجليزية من القرن الـ16، وأخرى فرنسية من العصور الوسطى بعنوان «لامور دو موا»، وذلك بفضل أحزمة خاصة تتمتع بتكنولوجيا حديثة من ابتكار شركة أمبريليوم للتكنولوجيا الحائزة جوائز عالمية، والتي تتخذ من لندن مقراً لها، بالتعاون مع معهد البحوث والتنسيق الصوتي الموسيقي «أركام»، والمنتجة كاترين جوكس.

جولة حول العالم

العمل الذي أطلقه اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع مسرح شاتليه، وبدعم من مؤسسة بلومبرغ الخيرية، صباح أمس، بحضور رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، محمد خليفة المبارك، يُنتظر أن يُعرض في العديد من المدن حول العالم، مثل حديقة القصر الملكي في باريس في الفترة من 10 إلى 20 سبتمبر 2020، ثم في لندن ونيويورك وباريس مرة أخرى بالتزامن مع أولمبياد 2024، وسيتم تأليف أغنيات جديدة لتغنيها الأشجار في كل دولة من الدول التي سيُعرض فيها هذا العمل. وأشارت الحائزة رتبة الإمبراطورية البريطانية، والمديرة الفنية لمسرح شاتليه، روث ماكنزي، إلى أن عمل «حين تغني الأشجار» يؤكد ضرورة الاستماع إلى الطبيعة وإيلائها الاهتمام الذي تستحقه في ظل تغير المناخ الذي تشهده الحياة اليومية، «فهو دعوة للاستماع إلى الطبيعة وتأملها، والاستمتاع بالهواء النقي، كما يعبر عن قوة الحب والتفاعل بين البشر والطبيعة. موضحة أن التكنولوجيا التي استخدمتها شركة «أمبريليوم» لا تتطلب أي تدخل داخلي بالأشجار، لتمنحها صوتاً لدعوة الزوار إلى الاستماع إليها والتفاعل معها. من ناحيته، أوضح مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، أن عمل «حين تغني الأشجار» يعكس مهمة اللوفر أبوظبي، التي تقوم على تقديم مساحة تعليمية ومبتكرة، ليتفاعل من خلالها الزوار حول الموضوعات التي تؤثر في حياتنا جميعاً. لافتاً إلى أن العمل، الذي يعرض بالتزامن مع شهر الابتكار في الإمارات، يبين كيف يمكن للتطور التكنولوجي أن يقرّب الانسان من الطبيعة، وأن يعزز من إلمامه بالشؤون البيئية. معرباً عن شكره لشريكي «اللوفر أبوظبي»: مسرح شاتليه، ومؤسسة بلومبرغ الخيرية، اللذين أسهما في إنجاح هذا العمل، وتطلعه لرؤية العمل ينطلق من أبوظبي ليجول العالم.

دعوة للعمل

وأشارت شركة أمبريليوم، مبتكرة هذا العمل التركيبي، إلى التزامها بتقديم تجارب مميزة، انطلاقاً من القيم الإنسانية المشتركة والطبيعة المتناغمة للعالم. مضيفة في تصريح لها: «نحن في بحث دائم عن الطرق الإبداعية، التي تلقي بالضوء على الآثار التي يتركها تغير المناخ من مدينة أخرى، وتلفت الانتباه إلى أننا جميعاً لنا دور في التصدي لهذه التحديات. وقد شكل عمل (حين تغني الأشجار) تحدياً بالنسبة لاستديو شركتنا، لذلك نشعر بالسعادة في مشاركته مع سكان مدينة أبوظبي وخلق حوار بيئي قبل بدء جولته العالمية». من جهتها، قالت المدير العالمي في بلومبرغ إل بي للأعمال الخيرية، جيما ريد: «تؤمن بلومبرغ الخيرية بقدرة الفن على إضفاء لمسة أخاذة على المدن، تجعلها وجهة أكثر إثارة وجاذبية للعيش والعمل والزيارة. ويمكن للفن أن يساعدنا في مواجهة التحديات الحضرية برؤية جديدة، وتخيل حلول طويلة الأجل للتصدي لها، وإشراك العامة في تجارب مشتركة. ويمثل العمل دعوة للعمل وعملاً تركيبياً في آنٍ واحد، من شأنه أن يسهم في إلهام القوة الجماعية للشعوب».

استدامة

يهدف عمل «حين تغني الأشجار» إلى تشجيع الجمهور على التفاعل مع الطبيعة وتقديرها، كما تركز التكنولوجيا المستخدمة فيه على مفهوم الاستدامة، والحفاظ على المناخ، وقد تم تزويد الأشجار ببطاريات قابلة للشحن والتجديد، إذ صممت شركة «أمبريليوم»، مع معهد البحوث والتنسيق الصوتي الموسيقي، أحزمة توضع على الأشجار بشكل خاص لاستخدام معدات توفر الطاقة، ويمكن إعادة تدويرها لسهولة، وإعادة استخدامها في مشروعات أخرى، بعد الانتهاء من عرض هذا العمل التركيبي، كما يعمل الفنانون، قدر الإمكان، مع مؤسسات محلية، وموردين محليين، لتخفيف آثار السفر في البيئة، ولدعم الاقتصاد المحلي.

• عمل فني تركيبي بعنوان: «حين تُغنّي الأشجار»، يعد الأول من نوعه الذي يتيح لأشجار النخيل الغناء بتناغم كفرقة واحدة.

تويتر